|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
11-07-2006, 07:44 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2005
البلد: حبيبتي (بريده)
المشاركات: 2,621
|
مارأيكم بهذه الروايه !!!!!!!
سطور فارغة
للكاتبة: ترانيم الجزء الأول في زمن الفقدان... في زمن أزيلت معالمه... ألمحت بصيص نور.... وكأني مغمضة العين... أسير على خطاه... تتعثر قدمأي... يحوم نظري حول المكان... يهيبني السكون... ابحث عن المجهول تحت أكوام من الغبار... لتمتد يدأي نحوى صندوق خشي موصد... أبعثر أشيائه هنا وهناك..وجدت ورودا قد جفت... بين طيات صفحه من الماضي... بكلماتي المبعثرة كتبتها لكم بصوت عاله بكاء وقلبا عافه نداء أقدم لكم قصتي المتواضعة سطور فارغة !!! ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ صرخات ادوة سكون المكان صرخات تسللت إلى قلوب مفزعه لحلم رسما بفرشاة أتعبها الزمن لأمل يشع في محيا عقول يافعة لنسمات تلفح بوجوه خطاها المشيب... أعين ترقب متجهة نحو باب خشبي موصد وجوه غاضبه وأخرى حائرة.... تخرج الدايه لتعلن الخبر الجديد للضيف الجديد.... اقصد الضيفة الجديدة... لتحل على البيت بصرخاتها لتطرح التساؤل: هل هي صرخات التنبيه!!! لتعلن بصوتها الضعيف... أنا موجودة أم الاعتراض!!! لإخراجها من مخبأها " ها قد جاءت عانس جديدة " لتعترض الأخرى: " أنا لست عانس " " ستكونين " ليعلو صوتها مرة أخرى: " لا " من هيا ومن هي الأخرى,,, لا تتعجلوه فالقادم أسوا. لتدخل الأخت العانس إلى والدتها بعد أن خرجت الدايه لفرحتها في أظهار مخلوق صغير على الحياة... (أوه اعتذر اقصد الكبرى) ضممت يدها إلى قلبي وكلي خوف عليها رايتها تغمض عينيها متألمة بدا على والدتي التعب الشديد... فهي تزداد نحولا عن ذي قبل... وتزداد موتاً عن ذي قبل... فهذا المرض اللعين افتك بها... رأيت أمي بوجه متعب, أثقله الانتظار, أغمضة عيناها... لتشيح بنظرها عن الطفلة الصغيرة وكأن هماً ثقيلاً أضيف على كاهلها استدرت إلى الدايه كانت تمسح الطفلة عن الأوساخ التي تغطيها رهف تحدق فيها متعجبة !!!! من منا لا يطير فرحا عندما ينظر إلى جنين اخرج من بطن أمه حديثاً... من منا لا يحلق عالياً فوق تلال السحاب ليسرح في حلم الطفولة... ظلت الدايه تراودها بين الحين والأخر... وبعد ساعات طويلة منذ الصباح ذهبت بعد أن تأخر بها الوقت ما يقلقني أخبارها لي بان الغالية حالتها لا تطمن أبدا ليشعرني بخوف ما بعده خوف وألم ما بعده الم يبدو أن النور القابع في غرفة أمي قد وله هاربا تاركاً مكانه لترتدي السماء ثوبها الأسود متزينة بكوكبها حل الليل على المكان موشحاً بالسواد ولم يكن أفضل مما كان لا تسمع فيه غير حثيث أوراق الشجر اقتربت من النافذة مائلة إلى الإمام مددت يدي امسح بها الزجاج المغطاة بطبقة من الضباب ! سمعت صوت وقع احد أورقها على طرف النافذة لا لم اسمعها بل استشعرت صوتها عندما رايتها تسقط بالقرب مني سأختار لكم أحد أوراقها... لا اكتب لكم معانتها.. ليعود بي الزمن إلى تلك السنوات البعيدة عندما تزوج أبي أمي لم تنجب إلا بعد عدت سنوات فقد شابهم الانتظار... وكم كانت فرحتهم كبيرة عند ما حملت أمي فقد كنت أنا وكم كنت شديدة الشبه بابي... وبعدها لم يطل الأمر حملت أمي للمرة الثانية... مرت السنوات بهم وكنا أنا وأختي فرحتهم في الحياة... وكانت الفرحة مضاعفه في حملها للمرة الثالثة... ضرب من الجنون أن يعرض الإنسان نفسه إلى الانتهاء لمجرد أمل يراوده... ليس بأمل بل احتمال لا يمكن الجزم بحدوثه أو اختيار نتائجه وتدخل أمي في دوامة الرغبة في إنجاب المزيد.. ولكن بسبب مرض أمي المستمر منعها من الحمل.. ورغم المحاولات أتمت الفرحة بحمل أمي وبنيت الأحلام على أن يكون صبيا..ً يكتمل كباقة من الورود الحمراء تزينها وردة بيضاء وردة واحدة باسم أبي... وشاء الأقدار إن يصاب أبي في حادث سير.... اشتدت حاله أمي سوءً لحزنها على فقدان أبي لكنها ظلت متمسكة بالطفل القادم فهو ما كان يدفعها للبقاء... سأشبع فضولكم لأخبركم من نحن... يمكن أن يطلق علينا الثلاثي المختلف!!! " رنا " 26سنه.. أكبرهم لكن سأدع الحكم لكم... " وئام " 23سنه.. لا تحب مساعدة الغير... ولديها أفكارها الخاصة... " رهف " 16 سنه.. تقلد وئام في معظم الأمور... وهما على خلاف دائم وئام لم تتعب نفسها.. حتى بإلقاء نظرة ورهف غلبها النوم مبكر بقيت ساهرة بجانب أمي فهي لم تكف عن التوجع طوال الليل ولم اشعر بعدها إلا مغمضة العين يبدو أن جفنأي أباه البقاء مفتوحتين استيقظت على نداء أمي, بصوت بالكاد سمعته تطلب كأس ماء لم تطلبي شيئاً يا أمي لو كان البحر أمامي لرويتكِ منه ساعدتها في شرب الماء..أبعت الكأس عنها قاله " تريدين المزيد " لم تجبني عادة إلى النوم متعبه بقيت وحدي ساهرة بجانبها مما زاد ني حنقاً.. وئام رفضت حمل الطفلة الصغيرة.. أو أبداء أي مساعدة لم انم تلك الليلة كثير خوف على أمي المريض ولعدم معرفتي إلى الطفلة الصغيرة أكثر ما أسعدني أن الطفلة ظلت نائمة بدون أن يصدر منها صوت فلم أكن أعلم ماذا افعل معها لكن عندما جاءت جارتنا أم باسم تخلصت قليلاً من الخوف الذي ينتابني بادرتني: "أسفه لم أكن هنا لقد خرجنا بالأمس ولم نعد ألا في وقت متأخر" تابعة حديثها.. ناظرتاً إلى أمي " كيف حالها " " متعبه " اقتربت من أمي " أ أنت بخير ؟؟ " كلمة واحدة نطقت بها " الصغيرة " قالت أم باسم: " لا عليكي " كل الأمور تتولاها أم باسم... من أطعام الطفلة... و تبديل ملابسه والاعتناء بها مضت الأيام كما هو الحال لم تتحسن أمي... ووئام ورهف الشجار الدائم بينهم وأنا في دوامه تلف بي لتوقعني ارضً ذات صباح رأيت أمي تصرخ المً لا تقوى حتى على الاستدارة يا لهذا المرض لو رايته لخنقته بين يدي و أرديته قتيلاً بدون أي تردد هرولت خارجه إلي حيث كانت شقيقتاي تتشاجران واقفة ببلاها انظر إليهما "اسكتي أنت ِ" أجابتها رهف " بل أنتي " تقدمت منها تدفعها " أنا من يتكلم اسكتي " " لماذا ؟؟ !! لا أرى على راسك ريشه " صرخت بهما " توقفا" السكون لف المكان تابعة قائله " إلا تشعران.. قلوبكم معماة عن النظر أمي متعبة جدا " و صرخت من حيث لا اشعر " أنها تموت " ما هيا ألا لحظات من اللحظة أسرعت وئام طالبه المساعدة من جارتنا كما أخبرتكم لا احد لدينا غيرها وكم هي طيبه للحظات كانت في البيت عندما حظرت جارتنا أم باسم وكان حاله أمي يزداد سوءا ناظرت أليها قائله " يجب نقلها إلى المستشفى " بادرتها وئام باكيه " كيف فلا احد لدينا " طمأنتها " سينقلها أبا باسم " اقتربت منها شاكره... لكن كلماتها سبقتني " لا داعي لذالك فأمكم عزيزة لدينا " تعاونا جميعنا في مساعدة أمي في ارتداء عبأتها فقد كانت لأتقوى على تحريك يديها... هممنا في إخراجها من البيت وقلوبنا تزداد خوفاً.. وهلعاًُ... صعدت أم باسم إلى المقعد الأمامي وأنا وأمي في المقعد الخلفي ممن التوتر المتملك قلوبنا لم تعترض أي منهما اقصد وئام ورهف على الاعتناء بأختنا الصغيرة ممسكة بذراعها... بجسدها المتعب متشبثة بلحظة من الماضي وصورة من الحاضر نظرت إلى أصابعها النحيلة بمحاولة منها بضغط على يدي اقتربت منها لأتمكن من سماعها بكلمات قليلة أخرجتها من شفة جفت من الحياة (اعلم انك تسالون ماذا أخبرتي ستعرفونها لاحقاً) كانت تصرخ من الألم صرخات تذيب أقصى القلوب وشعوراً يقتلني لرويتي إليها تتعذب وقلبي يبكي قبل عيني لألمها تفتح عينيها لثوان ، ثم تغمضهما... تراخت قبظتها وكان الأقدار كتبت لتغمض عينك عن رؤيتها في مستشفى المدينة أودعت أمي أخر أنفاسها..أودعت أغلى من أحب أودعت الأمل و الفرح القلب و الروح البسمة و الحياة وقفت كالجدار المتصدع الذي يوشك على السقوط ومتعلق بحبال تشده للصمود كما كان أم باسم تواسيني تطبطب على ظهري تارة تضمني تارة أخرى وأنا كما أنا لا حوله ولا قوة ما بال تلك الدموع قد جفت ما بالها قد تيبست ما بلها امتنعت عن التدفق من عين عافت البكاء أليست هذه أمي المتوفاة منذ لحظات أليست من يشعرني بالأمان أليست القلب الدافئ.. والصدر الحنون ما بال تلك الدموع قد جفت عدنا إلى البيت.. هنا شعرت بألم يعتصرني.. يلقيني حيث ما يشاء انظر إلى البيت بقلب مكسور... يحوم ويدور نظري حيث ما يهو عندما خرجنا من السيارة كان الباب قد فتح و ظهر منه وئام ورهف تتقدمان لي مترقبتين لما حدث يبدو انه لا حاجة إلى السؤال لم أفق مما أنا فيه إلى على صراخ أختي اليتيمة وئام و الفاقدة رهف تدفقت دموعي عند هذه اللحظة التي مزقتني أشلاء أبكي بحرقة و مرارة ها أنا الآن وأخواتي نساء بلا رجال... يا لها من كلمة فيكفي رجل واحد لنشعر بالأمان... فهو أغلى من رحل عنا بغير رجعه... فقدنا ألام منذ رحيلا الأب لأنها كانت جسد بلا روح كم كانت ليلتنا مأساوية... تخللها دموعنا التي أبت أن تتوقف واستيقاظ رهف فزعه ويزدد معها نحيبنا في احد غرفا البيت.. وتحديدً احد زواياها ضممنا بعضنا كل منا تبحث عن الأمان قضينا ليلتنا أنا ووئام والصغيرة رهف فهي حقاً صغيرة... أن تكون بلا أم صغيرة والطفلة الجديدة معنا فمن حقها أن تكون معنا أكررها المرة تلو أخرى فانا بحاجة لتكرارها بيت موحش بفقدان أبي منذ عدة أشهر أي منذ أن حملت أمي ومرضها بل نعيها بيت موحش كئيب تقشعر له الأبدان من سكونه احمد الله ألف مرة أن انعم علينا بجارتنا لولها لأعرف ماذا افعل لقد اهتم أبا باسم بكل شئ مضى أسبوعين وحالنا كما هو خوف وهلع مما حدث لنا فلا أم تواسينا لموت أبي ولا اباً يحمينا من فقدان أمي ليقطع علي حزني وأفكاري المتضاربة سمعت طرقا على الباب ... وتواصل الطرق ويبدو أن لا احد منهم قد تطوعت لفتح الباب همهمة بالنهوض بعد تركة الصغير لوحدها خرجت من الغرفة أمي الحبيبية تاركه الطفلة مع ذكرا هذا المكان قاصده فتح الباب ما أغضبني رأيت وئام جالسه وكأنها لا تسمع أي صوت أخر غير صوت تنفسها فثرت غاضبه مشتعلة الم أكن محترقة " ألا تسمعين " لم تحرك ساكناً... اقتربت منها أمسكتها من ذراعها " أتحدث لكي أجيبي " واضعه يدها على رأسها " الم تسمي جرس الباب " بدون اهتمام " سمعته " فتحت عينأي على مصرعهم " لما لم تفتحي الباب " وئام بكل برود " لست بخادمه في البيت " نظرت إليها قاله بيأس " لا باس أني كذالك " ارتدت الحجاب لتغطي رأسها " من " " أنا " " ماذا تريد " " افتحي الباب " " من أنت ؟؟؟؟ " " هل سأقف هنا كثيراً !!!! " ازداد خوفها مع إصرار الوقف عند الباب على فتح الباب دون ذكر من يكون " لا احد هنا فماذا تريد " ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ الجزء الثاني في لحظة ما تحثنا ألذكره على البحث بين خطين... أحداهما نخباه نحن في عقولنا وقلوبنا... و يمكن أن يرسم الفرح معه و الأخر يظهر لنا من حيث لا ندري... و يمكن أن يزرع الخوف معه وكل الأمرين أوقع شرا من الأخر... ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ " من " " أنا " " ماذا تريد " " افتحي الباب " " من أنت ؟؟؟؟ " " هل سأقف هنا كثيراً " ازداد خوفها مع إصرار الوقف عند الباب على فتح الباب دون ذكر من يكون " لا احد هنا فماذا تريد؟ " لا اعرف أي أفكار مجنونة خطرت لي لا تسرع في قولي " أبي نائم ألان فماذا تريد " أطلقت تلك الكذبة الصغيرة.. شعور طبيعي, يولد بالفطرة, إن نحمي أنفسنا من الخوف من معتدي أو حتى لوجود غرباء.. أعقبه صمت وسكون.. يثير الرهبة في النفس سمعت الواقف في الخارج يتحرك من مكانه مبتعدا.. لكنها الخطوات نفسها تتراجع اتجاه الباب... ليعود ذالك الصوت الرجولي " أليس هذا بيت السيد إبراهيم حامد رحمه الله ! " بقيت واقفة في مكاني كأن عقارب ا لساعة توقفت عن التحرك.. تملكني الخوف فجأة... لتزداد معها ضربات قلبي متسارعه ومتلاحقة لتدور في راسي عما يكون بعد بضع الوقت جالسة على مقعد أنا و وئام و رهف كل من مقتربة من الأخرى متلاصقين وعلى مقعد أخر يجلس شخص طرق بابنا طالباً الدخول و لم يكن مجرد طلب ما كان إلا إن أعلن عن هويته.. لتجبرني فتح الباب وان بدوت مترددة, مرتعبه... فتحت الباب ببطء.. ليخطو أول خطواته عندا عتبة المنزل.. و على الضوء الشمس المتسلل من خلف الغيوم، تراجعت إلى الخلف.. لا تمكن من رأيت القادم... حينها كادت أن تخرج مني شهقة فزع لتخترق الجدران لتعود مرة أخرى لتغلق معها الأبواب وصورة من شبح الماضي معها... التصقت بالجدر ا حتمي منه.. واضعة يدي على عنقي امنع معها خروج روحي من شدة الخوف.. و فقدت أي قدرة على النطق.. أو حتى الصراخ هويت على الأرض مذعورة.. وألم شديد يعصف راسي مما حدث لنا.. ومما سيحدث.. وكلمات ارددها بدون أن القياها خارج لساني كيف يعود الأموات بعد رحيلهم.. كيف؟؟ كيف؟؟ أيعقل أن يعود أبي إلينا؟!! قفزت وئام مسرعة ممسكة بي ولم اشعر بعدها و إلا قطرات من الماء تبلل وجهي... ارفع بصري إليها لأدقق التركيز فيه... تقاسيم الوجه نفسها مع اختلاف بسيط... لو فتشت جميع الأدراج المقفلة للبحث عن صورة قديمة إلى أبي.. وقارنتها مع الجالس أمامي لا صبح هو بالتأكيد.. ولكن قبل بضع سنوات الم تكن أكثر من خمسة عشر عاما... " هل لي بكوب ماء, الجو حارا جدا" ليس أكثر من الحر الذي يتزايد بداخلي ليصهر أطرافي حتى لا أقوى على لمس شيء أعادني صوته إلى الواقع تحركت من مكاني مسرعه.. اهرب من الشبح المتلبس بصوره بشريه.. ووئام ورهف فررنا إمامي مسرعات نحو باب المطبخ.. ومن سيتجراء على البقاء معه.. أغلقت وئام الباب ورائنا.. و وقفت خلف الباب يبين للقادم أنها تمنع احد من الدخول.. أو خوفها من دخول الضيف إلى المطبخ أيضا... قالت رهف متوترة " أحقا هو عمي اقصد أخاً إلى أبي " التفت أليه اغسل الكأس الزجاجي " و ما الفرق بينهما أن كان عمي أو شقيق أبي فهو ذاته " أعادة سؤاله مرة أخرى " لم تقولي اهو شقيق أبي " قلت " نعم " قالت رهف " وكيف لم نعلم به؟ ولم نكن نراه ؟" قاطعتها وئام " أتذكر انه حظرا إلى بيتنا.. لكن منذ سنوات ماضيه " أكملت مشيرة إلى رهف " قبل أن تولدي أنتِ " قالت رهف متعجبة " ولماذا لم نكن نزورهم !.. وهم لا يأتون إلينا ! " عرفت أنها لن تتوقف عن طرح الأسئلة.. مقتطعه السيل الجارف في معرفه سر القابع في منزلنا " ليس الآن " رجعنا إلى الضيف الملقب عمي وكل منا مرتدية عبأتها... حتى لو كان عماً يظل رجل غريب اقتحم علينا بيتناً... أعطيته كاس الماء بدون أن انظر إليه... بعد أن شرب الماء.. و ضع الكأس على منضدة بجانبه... صمت يتلوه صمتا.. ودقيقه تلاحقها الأخرى.. وحاضر تسبقه ألذكره.. حتى ابتداء بالكلام " ماذا فعلتم هذه الفترة " أي سؤال هذا !! وأي أجابه تدون بدون النطق بها... ماذا يفعل اليتيم بعد أن ييتم مرتين.. و الفاقد عند غياب الراحل عنه.. و المشتاق لرواية من يحب.. و من لا صدر يلمه.. و لا كتف تحمل ثقل الخوف من الوحدة.. و لا ذراع تشد عليه في محنته.. حزن الم بقلبي اشد مما كان دفعني للقول " ماذا يفعل مما لا احد له " لاحظت تقطيب حاجبيه وان حاول استعادة ثباته مرة أخرى تكلم موضحاً " كنت خارج البلاد " أتما كلامه بأسى " ولم اعلم بخبر موته ألا منذ عدة أيام " دون رد أو حتى التفافه.. تتحرك الأجفان للتأكد من وجودهم في الحياة " تدبرون أموركم " سؤال آخر لم اعرف له أجابه رددت عليه " الحمد لله " لم ارغب في الشكوه إليه.. البقية المتبقية من كانت تحتفظ به أمي لم يبقى منه إلا القليل لسد حاجيات الصغيرة " وأمكم؟؟ " بداء الحزن الشديد على وئام عندما قالت " توفيت منذ أسبوعين " " يرحمها لله.. ظللت وحدكم " كل هذا هو يسأل ونحن نجيب قالت رهف " ومن سيكون معنا.. فلا احد لدينا بعد موت والدأي " قال " ألان لن تكونوه وحدكم " صمت برهة ثم قال " ستعيشون معي " نظرنا أليه بدهشة.. ماذا يعني سيعيش معنا أو.. أو هززت رأسي اعتراضا " كيف سنعيش معك " نظرا إلينا مره أخرى الواحدة تلو الأخرى " تعيشون في بيتي في المدينة الأخرى.. مع عائلتي " قلت غاضبه " لماذا ؟ " حرك رأسه.. فلم يخلو صوته من الغضب حتى تخيلت إن من يتكلم ألان أبي بلحمة و بنبرته الواثقة " كيف !! لماذا ؟؟ " فجاءني أسلوبه الجاف الفظ هذا.. فنحن لم نره ألا منذ ساعات ويتكلم بصفه التملك قالت وئام متحججة: " نترك بيتنا الذي ولدنا فيه " بدا متردد قليلا ثم أجاب " لا أستطيع ترككم هنا وأنا في مكان أخر " تابع ناظر إلينا بحنان مغدق " انتم أمانة عندي.. أبوكم أوصى لي بذالك " (متى حدث ذلك حقا لا افهم شيء مما يقوله) قلت بإصرار " نستطيع تصريفا أمورنا فلا تقلق " قال " لا تزالون صغاراً تحتاجون ا لعناية " لم أتحمل بعده أي كلمة, انهض ثائرة قابضه على يدي " لست بصغيرة سوف أتم السادسة و العشرين قريباً " نظر إلي مطولاً ورسم على شفتيه ابتسامه بالكاد تلحظ " برغم ذالك لا تزلين صغيرة.. و ألمراء هي ألمراء.. تبقى صغيرة مهما بلغت من العمر.. تحتاج إلى من يحميه ويحافظ عليها " ازداد ثورتي فماذا يقصد بكلامه " أستطيع الحفاظ على نفسي " أتكلم بكل الغضب المتأجج بداخلي, و هو تكلم بهدوء بالغ " و أختاكِ يحتاجون إلى الرعاية والاهتمام " تطوعت رهف بالقول " ثلاثة " التفت إليها مستفسر " ماذا " تكلمت موضحه " أنا و وئام والصغيرة..أنجبتها أمي حديثاً " تقوّس حاجباه استغرابا و سأل " ا أنجبت طفله " حركة رهف رأسها بي الإيجاب قال " تحتاجون من يعيلكم من أين ستوفرون المال أن بقيتم هنا.. ولن اقبل بذالك..في هذه الحالة أو قبلها لا يهم.. ستنتقلون إلى العيش تحت رعايتي انتم " مشير إلينا نحن الثلاثة أتما كلامه " و الطفلة أيضا " بعد فترة من الحديث المطول.. ومن الإقناع بضرورة انتقالنا إلى المدينة معه.. و يبدو أن لا مفر من ذلك.. هم بالانصراف سار نحو الباب مغادرا، التفت إلينا وكأنه تذكر أمرا " كم عمر الطفلة ؟؟ " أجبته " ستكمل الشهر " "حسناً بنيتي اهتمي بأخواتك.. سأعود غداً " و خرج بعدها ولم انتظر شيئاً بسرعة أغلقت الباب.. وأقفلته بالمفتاح بعد ساعات، سألتني وئام "ماذا سنفعل الآن؟؟ قالت رهف " لماذا لا نذهب معه..البيت أصبح مخيفاً بدون والداي " حملقنا كلانا فيها .. كلامها صحيح.. ولكن امن البساطة أن ندع البيت الذي تربينا فيه " في دوامة من الحيرة و الخوف و الحزن و الحسرة.. لا اعلم ماذا سنفعل.. و إي طريق اختار.. مضطربة و مشتتة " لكن دموعي الحبيسة شارفت على السقوط لتعلن أنهزمها في معركة الدفاع عن التشبث بصورة من الماضي ولم اشعر بعدها و وئام مرتمية في حضني تضمني بقوة ورهف تتقدم منا باكيه وحزينة لنقضي ليلتنا كما لو ماتت أمي منذ دقائق فقط ونمنا نحن الأربع في الغرفة ذاته كا أول ليلة قضيناها بدون أمي نوما يسبقه الدموع.. و حنينا يزفه الشوق أتقلب ولا يهجع لي جفن.. كيف أنام وعقلي يحوم هنا وهناك ما بين اليوم والأمس... ما بين الحاضر والماضي... ما بين الحاجة والاحتياج... لتعود بي السنين إلى الوراء.. نهضت من مكاني... فتحت الأدراج لألقي نظرة على ما في داخلة.. و رأيت مبتغاي مددت يدي .. ثم أدخلتها ما بين الدرجين.. لم استطع التقاطه.. كان محشور عند لوح الخشبي.. بكل ما لدي من عزيمة.. رفعته بكل قوى.. كان سميكا حتى انه تمزقا المغلف من الخارج.. استطعت الإمساك به.. وسحبه إلى الخارج أخرجت ما فيه مجموعه من الصور القديمة.. بحثت بينها و جدت ما أرت صورة إلى أبي يرحمه الله لأقلب الصورة و إقراء ما هو مكتوب خلفها !! إبراهيم حامد عشرين عام !! وجدت صور عدة ولسنوات مختلفة اكتشفت الفرق بين الاثنتين والدي وعمي الذي ظهر على حياتنا ونمت محتضنه الصورة لأحفره في مخيلتي كانت الساعة الرابعة مساءا, عندما زرتنا أم باسم, فهي منذ موت أمي لم تدع فرصه إلا وكانت معنا تواسينا, اليوم فرحت بزيارتها كما لم افرح من قبل.. أطلعتها على الأمر كنت بحاجة إلى مشورتها حتى لو اتخذت القرار.. أو أعطينا القرار... قلت أم باسم " لا اعرف ماذا أقول.. فانتم بحاجه إلى رجل يكون معكم في كل لحظه.. يهتم بكل ما تحتاجونه.. ويقف معكم وقت المحن! " " وهذا ما فكرة فيه.. حتى لو لم أكن مقتنعة فيه " قالت " يعز علي أن أحثك على فعل ذالك.. لكن هو رأي الصواب.. لك والى وئام و رهف " " لا اعرف كيف أشكرك.. جميلك محفوظ في قلبي.. و أن استطعت ما داري بنا الزمان.. سوف أرده لكِ " كلامها أراحني كثيراً .. لأني ومهما كنت استطيع اختيار ما يناسبنا .. نهفو لسماع الآخرين " رنا " بدت متلعثمة " هناك أمر يدور في بالي ولم أشاء إن أتحدث فيه فلم تكن الظروف تسمح بذكر " التفت إليها " ما الأمر ؟؟ " انتظرت مترقبة ما ستقوله لي ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ الجزء الثالث أغمض عيني هاربة.. أنضر عالياً أصل إلى السحاب.. المح سربا من الطيور محمله بعبق الزهور.. و ورود و رياحين يمكن أن تضاء ابتسامة على وجوهن ترهلت من الانتظار ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ " أمر يخص وئام " تخيل أن يرسم على وجهك علامة الاستفهام ؟ وتبدو كطفل صغير تتعلم النطق للمرة الأولى ابتسمت قائلة " الأمر خير اطمئني " "خيرا أم باسم.. تكلمي" "يسعدني أن أتقدم لخطبت وئام إلى ابني باسم " كم شعرت بغباء عندما قلت " ماذا؟؟ تتزوج.. وئام.. باسم!! " تابعة كلامها موضحة " باسم أرد أن نتحدث في الموضوع من مدة طويلة.. ظروفكم منعت ذالك " تنظر لأي كلمة مني "سأجعل أبا باسم يتحدث إلى عمك " " عمي لماذا !! " " إذا حصل الأمر وجمع بينهما.. سيحل المشكلة التي كانت ستمنع حدوثه.. فبعد موت السيد إبراهيم.. يصبح عمكم الوصي عليكم ولا تستطيع الزواج بدون موافقته.. أتمنى أن تحادثي وئام.. لن أجد أفضل منها إلى ابني.." " لو كان لدي ابنً أخر لن اختار سواكِ" لا داعي لان اصف لكم كيف كان شعوري.. وكيف اشتعل وجهي خجلاً هذا الم يقارب على التبخر من شدة تدفق الدماء إلى خلايا راسي.. الصمت متربع على لساني.. مقيد عن الكلام.. أن يتم خطبت أختي مني أنا.. فليس لدي تجربه في هكذا أمور.. ولم اعرف ماذا أجيب.. إن تتكلم صراحة عني.. هنا لا يجود غير الاختباء كا النعامة في كومة من الرمل.. ما خطر في بالها تلك اللحظة.. أخجلني و أفزعني... وصمتي زاد عن حده ما دفعها إلى القول " اعلم أن الوقت غير مناسب.. هذا الموضوع مؤجل.. لم اعلم إلى متى.. و كما قلت لك سابقا الظروف التي مررتم به لم تدع فرص للكلام في هذا الأمر.. تعرفين ابني باسم يعمل في شركة للمقاولات.. وعمره سبعه وعشرون عاماً.. ويملك.... " ابتسمت ابتسامه مفتعله ملوحة بيدي قائله " لا داعي لتعريف عنه.. فهل سيكون كما يتعرف لأول مرة.. لستم غرباء " رأيت الارتياح على وجهها قائله " ههههه هذا صحيح.. سأذهب الآن.. و أتمنى أن يتم الأمر بخير " بقيت وحدي قابعة بين الجدران و الأفكار تبحر بي.. والأمواج تحذفني.. بعد عدة أشهر من التوتر و الخوف و الهلع نتشبث حتى بقطعة معدنية ملقاة في قعر البحر.. هل يمكن أن نرى الفرح يعم قلوبنا!.. ويزاح الخوف من طريق لم نحدد مساره!... أمسكت بمقبض الباب بتردد.. صرير الباب الخشبي.. جعلها ترفع رأسها باتجاهي.. ملت براسي من خلف الباب.. ملامحها هادئة... " وئام هل يمكنني أن أتحدث معك؟" شيء غريب رأيت ابتسامة متخفية تحاول أن تفلت منها... " أراكي فرحه ماذا هناك " ابتسامتها اتسعت عن قبل بقلب انفتح على الحياة وروحا تزغرد من الفرح... " الم تكن أم باسم هنا " تقدمة إليها قائله " و ما إدراكي لقد كنتِ نائمة عندما جاءت!! " طأطأت وئام رأسها مصبوغ بحمرة خجل ثم قالت " سمعتها تتحدث إليك " " تسترقين السمع! " قالت مدافعه " سمعته مصادفه..حتى أني لم أقف كثيرا " تجرأت في قولي " هذا لا يهم.. أرحتني من إعادة الكلام.. كنت متخوفة من أخبارك " ضحكة وئام مني " متخوفة.. تضحكينني.. شيء طبيعي فأنتي لم يتقدم لخطبتك احد من قبل " إذا قلت لكم حزنت من كلامه فأني كاذبة.. و إذا قلت لم اهتم فهذا الكذب بعينه.. اشعر كما الجريح الذي لم يضمد من جروحه.. تجاهلت كلامها كما كنت أتجاهل كل شيء... محاوله للهروب من الم كلامها سألتها " ما اريك؟ " فاجأني سؤالها "أنت ما رأيك! " " ليس المهم رأيي و من ستتزوج أنت " " شقيقتي الكبرى ويهمني أن تنصحني " أول مرة أجد وئام تسأل و تهتم للآخرين دائما معارضه و غير ما باليه لغيرها... "باسم شاب رائع.. سأصبح سعيدة معه " " هل يعني هذا موافقتك! " هزّت رأسها إيجابا " بدون التفكير فيه.. أعطي نفسك فرصه.. حتى تجدي الطريق الصحيح " بدت مترددة في قولها " إنها فرصه يمكن أن لا تعاد! " " هذا شانك.. أنصحك بالتفكير العميق " قالت وئام " زاوجي سيحل مشكلتنا " " كيف!! " " نتخلص من السفر مع عمي.. ونبقى متجاورين.. فبعد زواجي لا داعي لترك البيت " قلت لها " لكن هناك أمر " قالت " و إي أمر! " " لا تتسرعي.. فهو ليس أمرا واحد بل عدة أمور " قالت وئام ساخرة " تتكلمين و تجرين الكلام جر.. تحدثي بدون أي مقدمات.. فلقد اعتدنا على المصائب " تجاهلت كلامها فقلت موضحة "إحداها عمنا.. يجب أن يتقدم باسم رسميا منه.. " قالت وئام "لا شئن له بنا.. لم نره إلا في الأمس.. وندعه يحرك حياتنا كيفما يشاء ألا يكفي الحالة التي نعيشها.. ولا ندري أي مصائب ستنقض علينا " قلت باستياء " ما بلك متعجلة فانا مجرد فتاة ضائعة وحائرة لا تجربة لي في الحياة غير المصائب كما قلتي.. فليت أمي كانت ألان هنا و أرحتني من هكذا مواقف الم تنتبهي إلى ألان.. احذف بالألم والحزن والمصائب الواحدة تجرها الأخرى.. واقف عاجزة عن تحريك حتى ابسط الأمور " بداء عليها الندم اقتربت مني مدة يدها على كتفي " سامحيني " شيء جيد وئام تعتذر هل يعقل مجرد ذكر الزواج أحدث فيها تغير سريع قالت وئام " تعرفين لا أجيد تدبير الأمور أو حتى انتقاء كلماتي " تلجلجت ضحكاتي إرجاء المنزل.. وئام تبدو مختلفة.. " ماذا يضحككم " كان هذا صوت رهف تدخل مسرعه لوكأنت الظروف مختلفة لن يكون لسؤالها معنى لكن الفرح غاب عنه منذ زمن وفر مع كل من نحب.. أثارها الغموض ألحت بقولها " هي تكلمي رنا " " الطفلة تبكي.. وئام اخبريها أنت " التفت قبل أن اخرج إلى وئام " يجب أن تفكري جيداً " وخرجت من غرفة وئام ورهف في حيرتها " رنا لم تخبريني لماذا كنتم تضحكون.. و بصوت عالي! " استدارت إلي وئام " وئام اخبريني " قالت وئام ممتنعة " لن أخبرك " فرت هاربة منها.. ظلت تلاحقها و وئام مصره ورهف ملحة "هيا وئام تكلمي.. " " لان أخبرك إلا إذا أعطيتني امممم.. الهر الأبيض الذي على سريرك " صرخت رهف " وووووووووووووووئام " غطت أذنيها "يا لك من متطفلة.. سأخبرك " و عندما أخبرتها سمعت ضحك رهف يصل إلى طبلت أذني بل يخترقها سألتها " ستتزوجين!!! " أجابتها مغتاظة " لما لا أتزوج ماذا ينقصني؟! " رهف تنظر إليها بخبث " ستتزوجين وأنت عانس!! " تغيرت ملامحها قليلاً " لماذا تفسدين علي فرحتي " ابتسامة مرتسمة على وجهها الطفولي " أنت من كان يقول دائمً بيت العوانس" بدت مترددة عندما قالت " كلمات القيها لمجرد المرح ولم اقصد بها الأمر بعينه " قوست مابين حاجبيها وكأنها تذكرت أمرا " لست بكبيرة جداً ابلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاماً حتى أني لم أكملها بعد.. لم يمر العمر كثيرا " هنا اتسعت رهف ابتسامتها قائله " حتى أنا لم ا قصد بها غير..... الدعابة " انفجرت وئام من حيث لا نعلم " دعااااااااااابة !!" لتتساقط الكلمات منها دون أن تحسب ما تقول.. مندفعة بغض وغيض " أن تفسدي فرحتي دعابة.. أن تشوهي الحلم الذي احلق معه دعابة أن تثيري البغض والألم في كل وقت لمجرد سخريه منكِ.. أمقتك كما اكره تلك الدخيلة على حياتنا " بدأت أشعر بالضيق من تصرفاتها ! " ووووووووووووئام أي كلام هذا " وئام بعصبيه " الحقيقة التي لم يذكرها احد.. محاولة كل منكم الهروب منها " اقتربت منها " الهروب من ماذا ؟؟؟ " تحركت من مكانه ملوحة بتجاة مكان نوم الطفلة " دائماً كانت شؤمً على حياتنا...عندما حملت بها أمي مات أبي... ولان فقدنا أمي بسببها " توقفة كأنها تسترجع الكلمات التي نطقتها لتذبح الحب الذي يمكن أن ينمو إلى الأخت التي بدأت حياتها معنا بحزن مرير " لأنها الشؤم الذي حل على البيت " محاولة أن أتانه في اختيار كلماتي " هذا قضاء الله...لا ذنب لها " قالت والدموع تنهمر من عيناها " لكن هي من قضى علي أمي... أنهت حياتها.. و هذه الغبية تحملق في رهف بغضب " تحاول أن تجعلني تعيسة.. " ركضت نحو غرفتها موصدة الباب بكل قوة هذه وئام كما هي دائما.. و اللحظات المرحة الممزوجة بالتوتر قد أزيلت في دقائق... التفت إلى رهف الواقفة مذهولة الم تكن مصدومة مثلي.. كلمات قطعتني أشلاه أطلقتها في وجهي وفي وجه المسكينة رهف أعلنها بغض اختنا الصغير أذهلني.. لكن لم يكن كلامها بغضا ذكرته بكل قسوة أنها تكره الصغيرة بلا شك مددت يدي و أمسكت ُ بيدها بادرتني " لم اقصد غير المزاح معها " " حاولي تجنبا ذالك.. قدر ما تستطيعين..وكما يبدو هناك بركان ثائر سينفجر في أي لحظة " يبدو أني نجحت في إضحاكها.. فهي أيضا لا ذنب لها فيما يحدث.. لكنه الأقدار كتبت.. مجبرين أو مخيرين لن يحدث إلا ما كتب الله لنا... بعد يومين, لم يعد مرة أخرى مثلما اخبرنا, بالتأكيد عاد إلى بيته و عائلته, فنحن مجرد بنات أخيه, لم نعش معه, و المحبة تمنحه مع العشرة, والاتصال الدائم... وبتر أفكاري صوت الهاتف " السلام عليكم " " وعليكم السلام " المتحدث " من أنت رنا أو وئام " " من أنت لتسألني حتى أجيبك " قال " عمك سالم! ".. أجبته " أنا رنا " " أسف لم استطع الحضور أليكم فقد رجعت إلى المدينة.. سآتي لأخذكم معي بعد يومين.. اجمعي كل ما تحتاجون إليه فقط الضروري منه.. " تسارعت ضربات قلبي فجأة.. ممسكة بقرص الهاتف ك تمثال حجري ملون... يبدو الأمر لا مفر منه... ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ الجزء الرابع أن يخنقك الألم عن الكلام لتجبر من أحدهم على فعل ما له تريده.. أو تمح الاراده مع من ذهب ولم يعد لنمسك بحزننا ونجر أذيال الخيبة من الحياة ومن أنفسنا..... ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ برغم كل شيء يبقى الأمل يلوح في طريقنا.. لما عشناه في سنوات قليلة مضت.. مختلفة ظروفها ما بين فرح و حزن.. و ما بين الخوف و الأمان.. لتمتد الحياة على خط ملتوي.... لكن و ما إدراكا ما لكن تلقيت اتصالا من عمي الذي جاء مع صفحة من صفحات كدست ليتراكم عليها الغبار.. ينثر كل ما حوله.. عابثً باتجاه الكرة الأرضية ليوقع كل ما لديه في مهب الريح.. ليعتذر عن عدم عودته.. و كنت قد نسيته أو تناسيت وجوده لا أخفيكم كم فرحت حينها.. و يا فرحه تراقصه للحظات, و أتعبها الدوران و وقعت أرضا مرتطما بكل قوى " و لكننا لم نقرر بعد ما إذا كنا نريد الذهاب معك أم البقاء هنا.. و أيضا هناك أمر أخرى يجب أن.... !!! " قاطعني بكل غضب وعصبيه وصوته مخترق قرص الهاتف " أي هراء تتلفظين به.. لو كان الأمر بيدي و أخي يرحمه الله معكم لتركتم بحالكم لو كان.. وانتم أمانته أوصاني بها.. ولن اخذله في موته! " توقف عن الكلام.. و توقف معها كل شعور بي.. لأجد كلمة تستحق أن اذكرها.. سأدعكم تختارونها... و رفعت يدي إلى صدري إهداء أنفاسي المتلاحقة لأدفع بكمية من الهواء عندما عاودا الكلام " لا داعي لتكرار هذا الكلام مرة أخرى.. هل فهمتي؟! " بقيت صامته.. لكن سؤاله أجبرني على أجابته " هل فهمتي... رنا؟! " قلت بذهول و خوف وبصوت بالكاد يسمع " نعم " " لم أسمعك جيدا! " قلت بصوت كسير يثير الشفقة و العطف " نعم فهمت " قال " جيد.. بحفظ الله " بقيت خرساء ملجمة بدون إي كلمة أو حتى اعتراض لم تكذب وئام في انتقادها لي.. استسلامي السريع وخوفي من أي شيء.. و كل شيء...لأصبح لاشيء... لماذا؟!! لماذا؟!! كلمات صرخة بها عاليا .. شعرت بها تتخبط في لساني تقطعني تميتني تتناثر أشلائي.. غارقة لكنها أبت أن يسمعها الآخرون شعرت بدوار يلف براسي.. امشي مترنحة لألقي جسدي على الفراش متعبه, مذبوحة.. و الألم يزداد لحظة بعد لحظه... لينطلق الصوت المختبئ بين أسواره خارجة بحسرة مريرة " راسي " بعد يومين من الزوبعة التي أثرتها في وجه رهف.. بسبب تعليقاتها السخيفة في وقت غير مناسب.. اعتكفت في غرفتي زارعة الأشواك حولي.. رافضه رأيت احد منهم.. رنا و رهف و الصغير أيضا... وقفت أمام المرآة انظر إلى وجهي متأمله.. و بريقا يشع من عيني لأرفرف عاليا بل فوق الغيوم.. على أطراف أصابعي مع فرحتي إلى ابعد ما يكون... لن أبقى وحيدة بعد ألان.. سيصبح لي زوج يغدقني بالسعادة و بالأمان.. ليدغدغ الإحساس في داخلي لتتضارب دقات قلبي في ثورة من الخجل.. لأستدير مسرعه واخفي راسي تحت الوسادة فلم أرد أن اسرق من الفرح حتى مني أنا نفسي.. سمعت صوتا ينتزعني من العالم الأخر تظاهرت بعدم سماعه.. فلا رغبة لي في الرجوع إلى ارض الواقع ما أفزعني ارتفاع الصوت مرة أخرى بستغاثه!! و تركت أحلامي و ركضت نحو مصدر الصوت.. و كان الباب مفتوحا.. ملقاة على طرف السرير.. وجهها شاحبا, مخيفا, بل مرعبا... اقتربت منها رفعت رأسها.. ضربتها على وجهها لتفيق.. " رنا " " رنا أجيبي " لم تتحرك ولم تتكلم ولا حتى تتنفس كما الأموات لأصرخ بكل ما لدي من قوى وخوف " رههههههههههف.. رهههههههههف.. أين أنت " عندما جاءت وقفة كالبلهاء تنظر إلى رنا بخوف صرخت بها " استدعي أم باسم " لم تتحرك من مكانها ليذبحني كلامها ويغرقني مختنقة " هل ستموت.. هل ستموت رنا! " نظرت إلى رهف.. ثما إلى وجه رنا الشاحب.. وبعدها إلى رهف مبعده شبح الموت المخيف..الموت مرة أخرى لا... لم أرتح لسؤالها " استدعي أم باسم.. استدعيها فقط.. ولن يحدث ذالك " ركضت خارجا.. لأبقى مع شبح الموت ! منتظره رجوع رهف و طال الانتظار و رهف لم تعد ولم احتمل أكثر و هممت بالخروج من البيت ليوقفني صوت بكاء الطفلة.. كنت سأتجاهلها كما كنت دائما مكملة طريقي ليزداد بكاها.. و أذني تأباه سماعه و هرولت مسرعه نحو غرفة أمي الحبيبة و بتحديد مكان نوم الطفلة و لما رأيت في عينيها الحاجة.. حملتها بين يدي مسرعه لتسكت بعدها هادئة, آمنه.. و عند المدخل رأيت رهف مقبله و وجهها مغطى بالدموع قالت بصوت حاد " ليست في بيتهم.. و لا يوجد احد.. و ليس لدينا احد " أضافت بنبرة مفجعه " ستموت مثلا أبي و أمي.. أليست كذالك وئام! " عندما تتلقى المصائب و الواحدة تجرها الأخرى و تسد جميع الطرق في وجهك.. يبقى طريق واحد فلا حاجة لغيرة, فهو السبيل الذي يمكن اللجوء إليه.. الدعاء من الله عز وجل... لمحت سيارة متوقفة في الشارع المجاور.. و من الناحية الأخرى رأيت رجل ينزل من السيارة لم اعرفه في حينها.. لا تقدم منه مسرعه.... مرة أخرى أم باسم و أبا باسم معنا في المستشفى محتضنه الصغير بقوة.. ورهف مائلة برأسها على كتفي باكيه منتظرين خروج الطبيب.. ويمر الوقت عصيبا... خرج الطبيب بعد الكشف عليها سألته " كيف حالها ! " قال الطيب ممتعضا " إرهاق.. سوء في التغديه و بالتالي فقر دم.. ألا تأكل و تنام !! " تغاضيت عن سؤاله قلت ورهف ما زالت ممسكة بيدي " هل ستكون بخير ! " قال الطبيب " ستبقى تحت ألمرقبه هذا اليوم و سنرى بعدها ما نفعل " " هل نستطيع رويتها " قال " لا باس في ذالك.. لكن لا تتعبوها " اقتربت أم باسم قالت لي بحنان " وئام سنعود بعد ساعة أو أكثر لن نتأخر " حركة لها راسي ممتنة.... " هل احمل الصغيرة معي ؟! " لا تتعجبوا " شكرا لكي..سابقيها معنا " قالت أم باسم " لن نتأخر " أحساسا يذبحني.. وذنب يقطعني.. و أنا أراها نائمة على سرير في المستشفي.. و موصله بعدة أنابيب مخترقه جسدها.. كانت تبدو اكبر بعشر سنين مما هي عليه و عيناها تحيط بهما هالتان من السواد.. القينا كل المسؤوليات عليها دون الشعور منا بالشفقة أو الرحمة ليتملكني أنا بالتحديد حب ألذات... بقينا معها لساعات طويلة مما أطرني بعد ذالك الرجوع إلى البيت فلا طعما أعطيه إلى الطفلة.. و خجلي من أبا باسم لبقاء معنا طوال هذا الوقت...
__________________
|
الإشارات المرجعية |
|
|