[عابق الذكرى]

كلمة مــلل..

كلمة انتشرت بين الناس.. قد يقولها الشخص مراتٌ عديدة في لحظته الواحدة.. بل والأدهى من ذلك أنك

تجد أحدهم جالساً على الطرقات.. وثانٍ مشغول في الحديث في الهاتف، والذي قد يكون قيل وقال.. وغيبة ونميمة " والله المستعان" ..

وآخر قد استلقى في زاوية من زوايا المنزل صامتُ ليس لديه ما يقول.. وتفكيره قد يصل به أحياناً إلى

حد الكفر" ولا حول ولا قوة إلا بالله".. وقد وجده الشيطان فريسة سهلة حتى يلقي في عقله من ألاعيبه

وهو الذي قال ( لأغوينَّهم أجمعين ).. وشخص آخر قد أمضى يومه كله أمام التلفاز.. أمام كل ما هبَّ ودبّ مما يبثه الغرب من سموم..؟

ولئِن سألتهم عن السبب قالوا: مـــــــلل..
او بتعبير آخر : أضيَِع وقتي لأطرد الملل عن نفسي..

!! يالها من مصيبة وقعنا فيها نحن المسلمين!! لأننا نسينا أن الفراغ نعمة مسؤول عنها الإنسان يوم القيامة..!


والوقت أثمن ما عُنيت بحفظِهِ ** وأراه أسهل ما عليك يضيعُ



ضياع الأوقات.. ضياع الأعمـار.. ضياع للحسنات والأجور..

قال وعز من قال : " يوم يعَضُّ الظالِمُ على يَديه " .. ويقول : " ربِّ ارجعـــون لعلِّي أعمل صالحاً فيما تركت " ! .. يوم يتمنى المرء لو يُرَّدُ إلى الدنيا ولو لثوانِ حتى يذكر الله فيها.. وحتى يكون لسانه مشغولاً بذكر الله عز وجل..

إلى متى هذه الغفلة..؟!

أننتظر لحظة ينتهي فيها عمرنا إلى الأبد.. أم ماذا؟!

لماذا لا نسارع في استغلال هذه الأوقات قبل فوات الأوان.. وخروج الشمس من مغربها.. وانغلاق باب التوبة.. وانتهاء أعمارنا بهادم اللذات ومُحطم الأماني والأوقات.. ويا لها من نهاية مؤلمـة..!

لنتذكر أن أعمارنا من سن السابعة وحتى الثامنة عشر تكون دراسة مدرسية.. وبعدها دراسة جامعية.. وبعدها زواج ومسؤولية.. وجزء من سومنا في النوم.. وجزء منه في الأكل.. والآخر في العمل.. وجزء منه جلسات عائلية..

إذاً ماذا تبقى من يومنا؟ بل من أيامنا التي تذهب دون رجعة..؟؟

فالسعيد من اتعظ بغيره ممن بُشَِروا بالجنة والشهادة.. والشقي من اتعظ بنفسه وضاع عمره في الفراغ والملل .. وفي اللاشئ..

اسأل الله العلي القدير أن يجعلنا ممن يسارعون في الخيرات.. وأن تكون أعمارنا طلعة لله.. ونكون دعاة يدعون إلى الهدى وينهون عن الضلال..



منقوول