|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
04-08-2006, 03:25 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2005
البلد: فسيحوا في الأرض
المشاركات: 191
|
كـيـف يـكـون الـوســيــم قـبـيـحـاً والـقـبـيـح وســــيـــــمــاً ؟ !
لا أعتقد أن أحداً منا يستطيع أن يخفي أثر الجمال على نفسه وقلبه , فالنفوس لا تطرب إلا على أوتار
الجمال والقلوب لاتتمايل إلا على أنغام الحسن , ولذلك قال الشاعــــر : [poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] إن أنت أبصرت الجمال ولم=تهمكنت امرءاً خشن الطباعِ بليـدا[/poem] وفي كل مكانٍ وزمانٍ يظل الجمال سيد الموقف وأمير الساحة , وكلمة الجمال بحد ذاتها كلمةٌ يستعذبها اللسان ويكررها القلب ويستلذ بها العقل ’ ولحكمةٍ يراها الله فقد كان محمد عليه السلام جميلاً وكان أنبياء الله جميعاً موصوفون بالجمال ومنهم أجمل البشر يوسف عليه السلام , ومنحهم الله هذه الميزة لأن الناس يتقبلون من مكتمل الخصال مالا يقبلون من غيره , ولكي لا يجد الشامتون نقيصةً في رسل الله فيشمتوهم بها . ولقد كان الجمال ولا زال أحد الإغراءات التي قل أن تصبر عنها النفوس’ ولذلك فمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله رجلٌ دعته امرأةٌ ذات منصبٍ وجمالٍ فقال : إني أخاف الله . إنني وبكل صراحة ومن منطلق إيماني أشــجــــع على الجــمــــال وأدعو إلى التجــمــل [ إن الله جميلٌ يحب الجمال ] . فلست ضد الجمال بشيء , ولكن دعوتي منصبة على الجمال التكاملي الذي يكمل بعضه بعضاً وهو جمال الشكل والروح , وبالأدق فلا أحد يقبل جمالاً شكلياً بلاجمال روح , لكن الجميع يقبل جمالاً روحياً بلاجمال شكل لأن الروح هي الأساس ’ ولكن الطامة الكبرى حين يجتمع قبح الشكل والروح. [poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] جـمالُ الـروحِ ذاك هو الجـــمــالُ=تـطيبُ بـه الـشمائــلُ والخِلالُ[/poem] كثيرون هم أولئك الشباب الذين تقابلهم ـ ولا أقول الفتيات لأننا ببساطة ولله الحمد لا نقابلهن ـ وتسعد بهم ولكن أحسن الخالقين سبحانه فاضل بين خلقه لحكمةٍ جليلة قد لا ندركها فمن هؤلاء الشباب مَنْ هو جميلٌ بجمالِ يسبي العقول,ومنهم قبيح لا تطيق رؤيته العيون ,, ولله في خلقه شؤون . ومن خلال مجتمعنا الذي نعيش واقعه سواءً في المدارس أو الملتقيات الصيفية والنواي الترفيهية كثيراً ما نشاهد ونتعجب من شبابٍ يُــقــبِّحـــون جمالَهم بمــحـــــــــض إرادتهم وطوع اختيارهم . ونتعجب أكثر من شبابٍ يُعوِّضون قُـبـحَ أشكالهم بجمالٍ أرواحهم فيزهون بالجمال الحقيقي المنشود وهم يتمثلون قول الحبيب عليه الصلاة والسلام [ إن الله لا ينظر إلى صوركم وأشكالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم .. ] ولكي نكون في الصورة أكثر سأضرب هذا المثال : عندي طالبان يدرسان في المرحلة المتوسطة أحدهما أبيض فاتنٌ رائع الجمال ,, والآخــــر أســـود كالفحمة أو كالــحـــجـر الأســود أو أشــد سواداً .. فـيَـــصــِــــحُّ عـلــــيـــه الــــقـــول : هيهات ُيــْــبصَـــر إلا فــي تــبــسـُّـمِـهِ***فــــــلا يــُكَــلَّــمُ إلا حــيـن يــبــتـسـمُ :D لكن الثاني ـ وبكل أمانة ـ أجمل من الأول بكثير . . وذلك حينما نقيس بالمقياس الحقيقي لـلـجـمــال الــــذي قــــال عـــنـــه الـــشـــاعـــر : [poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] ولاتُغني إذا حسنت وجوه=وفي الأجساد أرواح ثقالُ ولا الأخلاق ليس لهـا جـذور=من الايمـان توّجهـا الكمـالُ زهور الشمـع فاتنـة ولكـن=زهور الروض ليس لها مثـالُ حبال الود بالإخـلاص تقـوى=فإن يذهب فلن تقـوى الحبـالُ حذارِ من الجدال فكـم صديـقٍ=تعاديـه إذا إحتـدم الـجـدالُ بأرض الخِصب إما شئت فازرع=ولا تجدي إذا زُرِعَـتْ رمـالُ جمال الروح ذاك هـو الجمـالُ=تطيب بـه الشمائـل والخـلالُ [/poem] فالطالب الثاني يتمتع بخفة الظل وصفاء القلب على الآخرين ودوام الابتسامة الصافية الصادقة الودودة , وقــــد قــــال الـــشــاعـــر : [poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] قف في الحياة ترى الجمالَ تَبَسُّما=والظلُّ من ثغر الخمائل قد همـى أتظن أن الأنسَ يسكـنُ برهـةً=قلباً ولم يك في الحقيقة مسلما؟! لا والذي جمع الخلائق في منـي=وبدا فأعطى من أحـل وأحرمـا ما في ربوعِ الكونِ أجملُ منظراً=من مؤمنٍ للسَّعـدِ جَـدَّ ويمَّمـا إن مت من بعـد الحيـاة فإنمـا=هي نقلةٌ تلقـى حيـاة أوسمـا في ظل ربٍّ كنـتَ قـد وحدتَـه=تلقاه في الأخرى أبـرَّ وأكرمـا بل كيف ترحلُ والحياةُ تقودهـا=ما للعوالم حـول قبـرك جثَّمـا فاسعد.. فقد ظفرت يداك بصفقة=واهنأ فإنـك بعـد لـن تتندمـا [/poem] وظني أن هذا الطالب الأسمر لم يجد مشكلةً في لونه , وذاك لأنه كان دائماً في قلبه يترنم بأبيات إيليا أبو ماضي التي يقول في ضمن مطلعها : كُــنْ جميـــــلاً تــر الوجــود جميــلا مما جعله محل محبة الجميع من الطلاب والمعلمين ويشتاق له الكبير قبل الصغير,, بينما الطالب الأول اكتفى بجماله الخلاب واستعلى وتخلى عن كل القيم والأخلاق ,مما جعل الآخرين يشمئزون منه ويتضايقون لوجوده فلا خير في جمال الشكل إذا قبحت الروح كمثل الرمانة التي يعجب العين شكلها لكنك إذا فتحتها وجدتها رديئةً نتنةً فلا تملك إلا أن ترميها ولو أن الأول أضاف إلى جماله جمالاً كما كان يوسف عليه السلام لكان حرياً بكل فنون الخيرات ,والله وحده أهل الكمال والجمال , على أن من الشباب من يتحلى بالجمالين ولله الحمد والمنة . فهل سنسعى إلى جمال الروح قبل جمال الشكل ؟! سؤالٌ يبزخ نفسه . . . ! ! :D
__________________
كلمة واحدة مهرها النفوس [ لا ] !! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين آخر من قام بالتعديل بريماكس; بتاريخ 04-08-2006 الساعة 02:23 PM. السبب: تعديل تنسيق القصيدة الشعرية |
الإشارات المرجعية |
|
|