[عبدالكريم الكاتب]

في الصيف "تتجاكر" البيوت بالسفر فتضرب لذلك أديترات السيارات عبر الطرق البرية الطويلة في داخل المملكة وخارجها ..

وخلال هذه الإجازة كنت فردا من هذه المنظومة ...

في بداية الإجازة اضطرتني ظروف العمل لرحلة خارج المملكة رأيت فيها بدائع صنع الخالق عبرالطبيعة الخلابة والأجواء الممتعة وأكلت وشربت مالذ وطاب بأسعار رخيصة وسكنت في أفخم البيوت بأسعار زهيدة...

وللأمانة ..رأيت عيناي للمرة الأولى قوارير الخمر تدار في الشوارع وفي مطاعم الفنادق ورأيت - رغما عني - ما يحكي حيوانية البشرية البعيدة عن نور الإسلام العظيم الذي ننعم به ..


وقبل أيام أجبرني إحساسي بضرورة تنزه الأهل بالسفر للحرمين مرورا بالطائف ...

وهنا تبدوا مقارنة بين السياحة الخارجية والداخلية ...

وثمة معايير لذلك منها ( المحافظة والأمن وجمال الطبيعة واعتدال الأجواء والأسعار ) ...

وكلا يرجح ما يعتقد حسب المعيار الذي يقيس به ...

والذي أريد قوله بهذه المقال هو عتبي الشديد على مسئولي السياحة واستعدادتهم السيئة للسياح في الداخل ..

دخلنا الطائف مع الفجر وكان الأعياء هو "عنتر " الموقف وبعد جهد جهيد ومساومة على أسعار الشقق بما يسمى بـ(عروس المصائف) الطائف ..وجدنا شقة ب400 ريال ..

وذلك بعد بحث مضني واتصالات مكلفة أثناء الطريق بعشرات الفنادق ..

والذي وجدناه لا يستحق نصف قيمته ..وللأسف!!

يعني بالعربي الدعوه ...نهب بنهب ...ومساومة بتعب المسافرين بشققهم البالية واستغلال لظروف المسافر المجهد ...بإختصار ..تبي الشقة بهكالدراهم والا نم في الشارع ..

أما عن المنتزهات فأخشى في السنة القادمة أن تكون حتى العطسة بخمسة ريال ..


ومع ذلك تضطر للجلوس تحت شجرة مملوء حوضها بالعلب وحفائظ الأطفال والقاذورات أجلكم الله ..

اما عن الدروات أعزكم الله فهي قذره ...فضلا عن زحامها ...وشح مياهها أحيانا ...

أما عن مكة شرفها الله ...فحدث ولا حرج بإرتفاع الأسعار وسوء مواقف السيارات وسوء تلك المباني المسماة ظلما وزورا ونهبا بـ(فنادق وشقق) !!

مباني آيلة للسقوط لا تستحق حتى ولا حظائر للمواشي لاتصلح لأي شكل من أشكال الإستخدام الآدمي ...تجد الغرفتين والثلاث فيها ب300 و400 ريال .!!!


يكفي ذلك ...فلن أتحدث عن أبها ونهبها غلاء المعيشة فيها !!

ومن جرب منكم ذلك يعي تماما ما أقول ..

ولعل ما يجعلني أشعر بالحنق الشديد أن هذه الإسطوانة تتكرر معنا كل عام ولا جديد سوى ارتفاع الأسعار وشدة الزحام .!!

عذرا على الصور السلبية ولكن هو ( رأي آخر ) أعيش تفاصيله كل عام ..بنفس الموسم الذي يروج البعض فيه لنفس الأماكن تحت شعار ( صيفنا مع أهلنا أحلى ) !!

لا أدعوا للسياحة الخارجية على مصراعيها ..ولكن تصوير السياحة الداخلية أنها معيشة في جنة عرضها السماوات والأرض لاتكدر في الأنفس ولا تهب فيها الجيوب فيه شئ من المبالغة وعدم الأمانة في الدعاية البرئية لرسالة سامية ..

وجهة نظر ..تحملوها ..وناقشوها

شكرا لكم ..

وصيفنا مع أهلنا ...أغلى ...