[الــنــهــيــم]

.

.

.

وصلتني قبل قليل رسالة عبرَ الجَوّال ، تتضمنُ نَصيْحَة مِن أخ عزيز وغالٍ جداً ، أعتبرهُ جزءٌ من كياني ورُوحي ، أجدُني بشوق لهُ كلما غابَ عني بضعة أيام ، كتبَ نصيحتهُ مَحفوفة بالمَحبة والموّدة ، ألمسُ فيها الصدق والإخلاص .

يذكرُ في رسالته بأنني إنسانٌ غامضُ الشخصيّة ، مُتقلب المَشاعر ، غريبُ الأطوار ، لا أثبتُ على شيء ! ويُردفُ كلامهُ قائلاً : إنّ هذهِ لصِفة مَقيتة ، يُبغضُها الجَميع ، فلا أجْمَل من الوضوحِ والصراحةِ والثباتِ على شخصيةٍ معينة .

الإنسانُ يا أحبتي رُبّما يَخفاه كثيرٌ من الصفات السلبيّة التي تكتنف نفسهُ ، فهو يفعلُ ويتكلمُ ويذهبُ ويَجيء ، وربما يُخطئ على الآخرينَ وهُو لا يعلم ! وربّما اعتاد على بعض الفعال الخاطئة ، والتي يكرهها الناس ، وهو لا يعلم !! ، وهذا كفيل بأنّ يبغضه الناس ويبتعدونَ عنهُ .

لذا وجب علينا يا أحبتي أن نتناصحَ بجميل القول ، ونتواصى بالخير ، فلا خيرَ بك حينما تجد أخيك يفعل الخطأ ثم تصمت ! ، بل إنّك تجعلها حبيسة قلبك ، فتبغضه وتبتعد عنه وربما تنفجر عليه في أحد المرّات فتقول له مالا يستحق ، جرّاء صبرك على ذلك الخطأ مدة طويلة ، والذي لو نبهته عليه باسلوب جميل في وقته ، لأحبك أكثر و ابتعد عنه .

إننا يا أحبتي الكرام نبصر أخطاء غيرنا أكثر من إبْصَارنا لأخطائنا ، ويقول المثل : لو يُحاسب الإنسان نفسه كما يُحاسب غيره ، لقل خطأهُ ، وقرب من الكمال ، لذا يا أخي الحبيب لا تتردد بإسداء نصيحةٍ لأخيك مهما كانت ، توضح له ما جانب الصواب فيه ، وعليك بالاسلوب الجميل الحسن ، ومراعاة طبيعة كل نفس ، فإنّ هناك من النفوس من لا تتقبل النصيحة أبداً وربما ظن فيك الظنونا ، فانظر ماهو الأصلح والأفضل وتوكل على الله .


نعود لصاحب الرسالة الذي رددتُ عليه ، وشكرته كثيراً على نصيحته الجميلة ، سائلاً الله أنّ يرزقني حُسن التعامل مع الآخرين ، والوضوح في المنهج ، والثبات في الشخصية التي لا تذبذب فيها ولا اضطراب .

وشكراً لكم !

.

.

أبومعاذ ،،