|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 274
|
المقال الأول: حقيقةُ الإنكارِ بالقلبِ بينَ البساطةِ والرَّجعية
المقال الأول: حقيقةُ الإنكارِ بالقلبِ بينَ البساطةِ والرَّجعية حينما نتأملُ قول النبي صلى الله عليه وسلم (فإن لم يستطع فقلبه وذلك أضعف الإيمان).. نعرفُ سموَّ هذا الدينِ العظيم ، ذلك أنه يأخذُ بيدِ أتباعه إلى أعلى درجاتِ العزةِ حتى في وقتِ المطالبةِ المصاحبِ في الغالبِ للذلةِ والخضوع .. نتأملُ هذا النصَّ النبويَّ فنوقنُ يقيناً تامّاً أن المبادئَ التي صاغها الإسلامُ لايمكنُ التنازلُ عنها لحظةً من لحظاتِ العمر!! حتى ( من أكرهَ وقلبهُ مطمئنٌّ بالإيمان) فالقلبُ في هذه الحالةِ ثابت ، وحتى من لم يستطعْ تغييرُ المنكرِ فالقلبُ باقٍ على رفضهِ التام. إنه الطريقُ الأوحد .. لا تنازلَ ولا تسويغ .. ولا مساومةَ ولا تمييع!.. هذا الدينُ يوجهُ أتباعَهُ إلى الثباتِ الدائم .. وإلى الاستعدادِ للثباتِ الدائم .. ولا غروَ فهذه مزيتُه الكبرى . يوجهه إلى الثباتِ حتى في تغييرِ المنكرِ فلا بد من ثباتٍ وقوةٍ وصلابة . فباليدِ لمن هو أهلٌ لها ، وباللسان ؛ وما أيسرُه على أهلِ الإخلاص . ثم تأتي هذه الدرجة ، درجةُ التغييرِ بالقلب . يتصوَّرُها البعض فيجدُ فيها ذلٌّ واستكانةٌ وخضوع ، وأنها لأهل الجبنِ والضعفِ ، ويا لها من سذاجة!! ويمتطيها بعضٌ آخر ، فيرى أنها انتصارٌ وأنه وصلَ إلى مرتبةِ الجدارةِ فخالف بذلك طبيعةُ الإنسانِ وهي الاستعداد الدائم للصعود ، إذ علّقَ المعنى على السباحةِ في الخيال وعلى التغييرِ في أحلامِ اليقظة لا غير وانتظارِ المعجزة ، ويا له من تخلف!! في حين أن المسلمَ الحقَّ يرى أن هذانِ التصورانِ في غايةِ البساطةِ والسذاجة ، وفي غايةِ التخلفِ والرجعية . بساطةٌ من ناحيةِ حدِّ المعنى عن آفاقِه ، ورجعيةٌ من ناحيةِ عدمِ الرُّقيِّ بهذا المعنى إلى الآفاقِ العالية . إنَّ المسلمَ الحقَّ لما علمَ أنَّ دينَه يوجِّهُه إلى الثباتِ أضافَ إلى ذلكَ ميزتَه -هو- الكبرى وهيَ الاستعدادُ الدائمُ للصعود. فحينما تلجئه (الاستطاعةُ) إلى درجةِ التغييرِ بالقلبِ تراه يجدِّدُ هذا الإنكارَ دوماً ويذهبُ به إلى معناه الحقيقيِّ الواسع . إذ أن الإنكارَ بالقلبِ هو الذي يبعثُ على الاشمئزاز من هذا المنكرِ أولاً. وثانياً يبعثُ على العملِ المستمرِّ للتعليمِ والتوجيهِ والتغيير. ويبعث في النهاية على تحيُّنِ الفرصةِ للارتقاءِ من هذه الدرجةِ إلى التي فوقها . فكيفَ تمَّ ذلك؟! إنه بمجردِ (إخلاصه) في التغييرِ يحدثُ له هذا كلَّه ، ذلكَ أنَّ التغييرَ بالقلبِ يجعله على حالةِ الأهبةِ والاستعدادِ للانقضاضِ والإزالة . هذا هو المسلمُ الحقُّ يتمثلُ هذا النصَّ النبويَّ حقَّ الامتثال ، فيجدُ أنَّ لتغييرِ المنكرِ عزٌّ وسموٌّ ورفعة . وأنَّ لمعانقته سحرٌ أخّاذ يسلبُ اللبَّ ويأخذُ بمجامعِ القلب .. وأنَّ لنتاجِهِ جدولٌ رقراقٌ ينسابُ بين التلالِ بكرةً وعشيّاً ، يُسعدُ الأحباء ، ويمتع الأوفياء ، ويزيلُ أحجارَ الهلكةِ وأشواكَ اليأس .. وأنَّ لذكراهُ عبقٌ فوَّاحٌ وتناغمٌ يطربُ لصداهُ الخاطر .. وأنَّ لأهلِ الإخلاصِ فيه جنةٌ طابت وطابَ نعيمها .. فالسبقَ السبقَ ، وإلا تفعل تكن منَ الخاسرين .. ــــــــــــ أخي زائرَ المنتدى: هذه باكورةُ مقالاتي التي أرجو أن تكونَ محالفةً للحقِّ والصواب ، وأعدكَ بالمزيدِ بشرطِ تنبيهي عن الزَّلل ، وتقويمِ ما اعوجَّ وانكسرْ ، مع دعائي لكَ بالتوفيقِ والسَّداد . |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|