[أبو عمر القصيمي]

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :

مرحباً بكم إخوتي الأفاضل في منتدى بريدة ستي :

هذا موضوع أتمنى أن يحوز على إعجابكم ولا تبخلوا علينا بالمشاركة وإثراء الموضوع

الإبتلاء هو : الاختبار و يكون بالخير والشر والإبتلاء سنة من سنن الله عز وجل جارية على حملة الدعوة منذ فجر التاريخ وقد يكون صعباً على النفوس ، ولكن يرفع الله به درجة الأنبياء ويمحو الله به خطايا الصالحين وقد قال الله تعالى : { ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم } والآيات من كتاب الله عزوجل كثيرة جداً تدل على أن المؤمن مبتلى وقد قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث صهيب ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) وقد جاء في الحديث ( وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ) فنحن ولله الحمد نؤمن بالقضاء والقدر وهذا من أركان الإيمان الستة التي لا بد من الإيمان بها ، فهذه إخوتي مقدمة قصيرة عن ما سأتحدث عنه ، فإني وجدت بعض الإخوة يتضجر ويسب ويلعن وهو يقول سجن الشيخ فلان ومنع الشيخ فلان وو.. وتراه يتكلم في المجالس وقد يدخل في الغيبة وغيرها وكل هذا من الحماس الزائد فنقول للإخوة إن الإبتلاء من سنن الله عز وجل قال تعالى { ونبلوكم بالشر والخير فتنة } فكلنا يعلم أن بعض أهل الخير يقبع في السجن وبعضهم ممنوع من إلقاء الدروس والكلمات ..إلخ فبعضهم صدر منه الخطأ وبعضهم بريء كبرائة الذئب من دم يوسف ، وإن من الذين ابتلوا بهذه المصيبة ـ ألا وهي السجن ـ فضيلة الشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان وشقيقه فضيلة شيخنا صالح بن ناصر العلوان وكذلك خالد بن ناصر العلوان أخ لهما ، وكما تعلمون أن المحدث سليمان العلوان علم على رأسه نار كما قيل ولذلك لم أتحدث عنه لأن الكثير لا يخفاه الشيخ وعلمه وصفاته وسيرته ، ولذا سأتحدث عن الشيخ صالح بن ناصر العلوان ومجلسه المشهور :


تعريف بسيط بالشيخ :

الشيخ صالح أكبر سناً من الشيخ سليمان بشيء يسير وقد فتح الله عليه بأنواع شتى من العلوم فهو مجيد لعلم العقيدة وكذلك مجيد لعلم الفرائض الذي قل من يتعمق بهذا العلم ويجيده لصعوبته وتفرع مسائله وهو مجيد بقوة لعلم اللغة العربية وإذا تكلم تتلذذ بسماع كلماته لفصاحتها وقوتها وعنده معرفة بكثير من العلوم وقد طلب العلم على بعض علماء بريدة منهم الشيخ المحدث عبدالله الدويش وكذلك الشيخ الفقيه صالح البليهي رحمهما الله وكذلك الشيخ محمد الفهد الرشودي حفظه الله وكذلك الشيخ عبدالله الحسين أبالخيل شفاه الله وغيرهم كثير وقد تتلمذ أيضاً وقرأ على شقيقه الشيخ المحدث سليمان كما أخبرنا هو ومن تواضعه أنه كثيراً إذا نقل عن الشيخ سليمان يقول قال شيخنا الشيخ سليمان وكما تعلمون أنه أكبر سناً من الشيخ سليمان .

علمية الشيخ :

الشيخ صالح مؤصل جداً وعنده أسلوب قل من يجيده في إيصال المعلومة فلا يشرح لك حديثاً أو متناً إلا وتخرج من عنده وقد فهمت النص جيداً ولا تحتاج إلى أسئلة واستفسارات .


مجلس الشيخ :

الشيخ صالح له مجلس عامر بذكر الله نحسبه كذلك والله حسيبه وهذا المجلس المبارك كان طيناً وكان يقرأ فيه الطلبة على الشيخ سليمان في الصباح المطولات وغيرها ثم جدد هذا المجلس على ما أعلم ويجلس فيه الشيخ صالح كل يوم تقريباً بعد صلاة العشاء ساعة واحدة أو أكثر أو أقل ولا أذكر متى بدايته ، والمجلس مفتوح لكل من أراد مجالس الذكر فهناك من يصلح الشاي والقهوة وفي الشتاء الحليب وأيضاً في الشتاء توقد النار فهذه عوامل تثري المجلس فتجد في المجلس كبار السن منهم من تجاوز الستين وتجد فيه بعض أهل الحي وتجد فيه الشباب وهم الأكثر وليس كلهم من طلاب العلم المتميزين بل فيهم العامي والمبتدىء بل حتى من ليس ظاهرهم الإلتزام ولله الحمد على ذلك وطريقة الشيخ في هذا المجلس أنه حدد بعض الأيام يشرح فيها متوناً لمدة قصيرة ثم يفتح المجال للأسئلة ومن الكتب التي يشرحها الأصول الثلاثة وكتاب التوحيد وهنا لنا وقفة فإن يوم السبت يشرح فيه الشيخ كتاب التوحيد والشيخ له طريقة رائعة جداً في شرحه هذا فهو يفسر ويوضح معاني الآيات إن وجدت وثم يوضح معاني الأحاديث بأسلوب يفهمه الكبير والصغير الطالب والعامي ثم يربط الموضوع في واقعنا ويضيف إليه مواعظ ورقائق تجعل جميع من يحضر يتأثر ويحاسب نفسه بعد الخروج من المجلس ، ويشرح في نونية ابن القيم يقرأها عليه أحد طلاب العلم ثم يعلق تعليقات يسيرة وهذا الكتاب لم يبدأ به إلا قبل الإعتقال بأسابيع وهناك يوم للتفسير وهذا الدرس لأحد طلبة العلم فسّر فيه سورة الفاتحة وشيء من سورة البقرة ، وقد شرح الشيخ أحاديث من الأربعين النووية ولم يكملها ، ولما حصل موقف الدنمارك وسخريتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم طلب الإخوة من الشيخ أن يجعل يوما للسيرة النبوية وهو أيضاً متميز بطرحه للسيرة ، هذه باختصار الدروس التي يقيمها الشيخ في مجلسه بعد صلاة العشاء كل يوم تقريبا ، وأيام الإربعاء والخميس يكون المجال مفتوح فيتكلم الشيخ بموعظة أو وقفات أو يطلب من بعض طلاب العلم إلقاء كلمة وتوجيه ثم يفتح مجال الأسئلة ، وفي يومي الإربعاء والخميس يزيد الحضور حتى يمتلأ المجلس ولا يجد من يتأخر مكاناً وقد أحصى أحد الإخوة عدد الحضور فوجدهم أكثر من الثمانين وهذا بفضل الله عز وجل ولما للشيخ من محبة في قلوب كثير من الناس و الأسئلة التي تعرض على الشيخ استفاد منها الكثير فهناك من يسأل عن آية وتفسيرها ومن يسأل عن حديث ومن يسأل في مسألة فقهية وهي الأكثر ومن يسأل في أمور العقيدة والشيخ يتقبل الأسئلة ولا يكاد يرد سؤال إلا أن يقول لا أعلم وهذا من الورع فكثير من طلبة العلم الغير متأهلين لم يقل يوماً في حياته لا أعلم فكل موضوع يدخل فيه ويفتي ويلبّس وهو لم يصل إلى هذه الدرجة فالله المستعان ، نعود إلى مجلس شيخنا : فالشيخ يفرح إذا تكلم أحد عنه في هذا المجلس فقد كان يوماً مخصصاً للشيخ أحمد الصقعوب حفظه الله يتكلم فيه في هذا المجلس ثم انقطع أخيراً لانشغاله على ما أظن بدروسه وقد كان هناك يوم للشيخ صادق بن عبدالله أحد أبز طلاب الشيخ سليمان العلوان وله بعض الكتب وأثنى عليه كثيراً الشيخ عبدالكريم الخضير وقدم لكتابه أخطاء الحجاج والمعتمرين وبالمناسبة فهو كتيب شيق ومتواجد في المجتمع ثم إن الشيخ صادق أسر مع الشيخ سليمان وهو الآن في السودان ويلقي دروسه هناك نسأل الله أن ينفع به .


منهج الشيخ :
الشيخ صالح من يعرفه ويجلس عنده يعلم أن الشيخ متزن وليس من أهل التكفير والغلو وبالمقابل ليس من أهل الإرجاء ، بل كثيراً يوجه الشباب إلى الصبر وملازمة العلماء وأخذ آرائهم والتتلمذ عليهم وقد أخبرنا أنه لما أوقف الشيخ سليمان قديماً قال الشيخ صالح : ذهبت إلى الشيخ ابن باز رحمه الله في الطائف فسلمت عليه وأخبرته باسمي فقال لي الشيخ ابن باز : يقرب لك الشيخ سليمان فقلت نعم أخي فسألني عن أحواله ثم أخبرته بأنه أوقف فقال : نعم علمنا بذلك وكلمنا المسؤولين والشكوى لله .
وهذا الموقف نأخذ منه أن الشيخ صالح متواصل مع العلماء وليس من المتعجلين ، والشيخ كثير الثناء للعلماء وكثيراً ما يوصي بالإستفادة منهم وقد سمعته يحث طلاب العلم على حضور دروس العلماء وعدم الإنقطاع عن طلب العلم وأوصى بالتتلمذ عند الشيخ أحمد الصقعوب والشيخ عبدالرحمن الشمسان وغيرهم .


وفي جعبتي الكثير من المواقف التي حصلت في هذا المجلس المبارك التي تدل على علم الشيخ وتثبته وسمته وزهده نحسبه كذلك لكني أطلت عليكم لعلي أضع شيئاً منها في الردود مستقبلا وأقول لكم أني لست مبالغاً بكلامي بل لم أوف الشيخ حقه لعدم معرفتي به قديماً لكن كل ما كتبته والله لست مبالغاً بل هذا ما أعرفه عنه .


والذي دعاني للكتابة عن الشيخ ومجلسه أمور منها :

1ـ التذكير بالشيخ لأجل أن لاننساه من دعائنا وأن نحاول إيصال القضية للمسئولين بكل حكمة واعتدال .

2ـ أني وجدت الكثير من الشباب وهم متشتتون وقد ذبحهم الفراغ وقد كانوا عند الشيخ كل يوم يستفيدون من مجالسته ويطلبون بركة مجالس العلم فأحببت أن أذكرهم بمجالس العلم وأن الشيخ كثيراً ما يأمرنا بحضور مجالس العلماء ومجالس الذكر فأحثهم ونفسي على عدم الإنقطاع .

3ـ أن نقتدي بالشيخ وجلده على الجلوس وتعليم الناس ووعظه وإرشادهم .

4ـ أن بعض أهل بريدة لا يعرفون الشيخ فأحببت أن أخبرهم أنه من أهل العلم .


وقد مضى على اعتقاله قرابة الستة أشهر نسأل الله أن يفك أسره ويفرج همه وأن يفك أسر أخويه خالد والشيخ سليمان وأن يشفي والدهم وأن يلهم والديهم الصبر على فقدهم ونسأل الله أن يقر أعين والديهم بهم قريباً عاجلاً غير آجل .
أذكر أن الأخ نوح كتب موضوعاً بعنوان { الشيخ صالح العلوان كما عرفته } فليرجع إليه للإستزادة .