|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
25-08-2006, 05:20 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 100
|
( حـزب الله .. ســـــراب من جنوب لبنان ! )
( حـزب الله .. ســـــراب من جنوب لبنان ! )
( 1 ) للكاتب المبدع الأخ الحبيب / صخرة الخلاص الأمة الإسلامية في عصورها المتأخرة تفتن في كل عام مرة أو مرتين ، ثم لا تعتبر ولا تتعظ ، وكأن طوفان النسيان قد أحاط بها من كل جهة ، وكأنها كتب عليها أن تنسى عدوها ، وأن تصافح بيدها اليمنى من قطع يدها اليسرى ، وكل هذه التنازلات التاريخية والعقدية والسياسية من أجل خطب وعظيَّة ، أو عنتريات وهميَّة ! لقد أصاب كبد الحقيقة من وصف بعضَ الأمة العربية بأنهم ( ظاهرة صوتية ) تستجيب لنداء القلب والعاطفة في خضم الأحداث السياسية والعسكرية الحرجة ، وتؤمن بالأحلام والرؤى كوحي منزل أو كواقع محتوم ، وتنجرف وراء كل ناعق يلبس مسوح الأبطال . قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (سيأتي على الناس سنوات خداعات يُصدَّق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين ) . وقال صلى الله عليه وسلم : ( إنّ أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان ) . ما أسرع نسيان الأمة ؟ فقبل قرن واحد فقط ، انجرف الناس وراء ( الرجل الصنم ) كمال أتاتورك ، وخُدع به فضلاء من العلماء والأدباء ، حتى قال عنده شاعرهم : يا خالد الترك جدد خالد العرب ! ثم تبيّن لهؤلاء الفضلاء أن بطلهم ومجددهم إنما هو سراب . لكن الأمة لم تُعدم النسيان السريع ، فقد ظهر بطل جديد ، وهو ( جمال عبدالناصر ) الذي سوف يحرق نصف إسرائيل ، فصفق له الفضلاء والأدباء ، وخرج الشارع العربي يصيح بفداء الزعيم العربي العظيم ! ثم تبيّن لهؤلاء الفضلاء أن بطلهم إنما هو سراب . وجر المنطقة كلها للدمار وللاحتلال . لكن الأمة زودت نفسها بحقنة كبيرة من النســــيان ، فظهر لها بطل جديد من أرض فارس ، إنها ( روح الله الخميني ) فخرج الإخوان المسلمون مرحبين ببطلهم الإسلامي الذي سيقيم دولة الخلافة الراشدة ، وخرج الشارع العربي يهتف باسم الخميني ! ثم تبيّن لهؤلاء الفضلاء أن بطلهم ليس سراباً بل الموت الأحمر ، حيث إن هدفه الأول هو مكة والمدينة ، وعدوه الأول ليس الشيطان الأكبر بل النواصب ! لكن الأمة وبفضل مخزونها العظيم من النسيان اكتشفت بطلاً جديداً ، آتٍ من أرض العظماء أرض العراق ، ألا وهو ( صدام المجيد ) فصفقوا له ، ووصفه شاعر العرب بأنه : (سيف العروبة ) ، ثم خرج الشارع العربي ـ وخصوصاً الفلسطيني ـ يفدي بطله العربي بدمه وروحه ، وفعلاً لم يخيب البطل ظن الجماهير ، حيث أرسل صواريخه إلى إسرائيل ودكت بعض مدنها ، وإسرائيل صامتة صابرة متظاهرة بالضعف ، لعلمها أن أمها أمريكا سوف تنظف المنطقة وفق سياسة الشرق الجديد . ثم تبيّن لهؤلاء الفضلاء أن بطلهم إنما هو سراب ! التاريخ العربي مليء بالدماء ، لكن الذاكرة العربية أعظم نسياناً من كل حدث . ففي العام 1970م سيطر العلويون الشيعة على سوريا بقيادة حافظ الأسد . وفي 1984م أصبحت بيروت الغربية السنية منطقة شيعية . وفي 2003م أصبحت الدولة السنية في العراق دولة شيعية ، وأصبح أهل السنة هناك حمى مستباحاً للميليشيات الإيرانية ، يُقتل منه بالمئات يومياً وبصورة غير متناهية في الوحشية ، ومع كل ذلك لا تفيق الذاكرة العربية إلا على صوت البطل ( حسن نصر الله الإيراني ) ! يقول شيخ الإسلام ابن تيمية واصفاً حال الناس أيام الفتن ، ويتحدث فيها عن أحداث شبيهة بأحداثنا الحالية : قَالَ : ( وَنَزَلَتْ فِتْنَةٌ تَرَكَتْ الْحَلِيمَ فِيهَا حَيْرَانَ وَأَنْزَلَتْ الرَّجُلَ الصَّاحِيَ مَنْزِلَةَ السَّكْرَانِ وَتَرَكَتْ الرَّجُلَ اللَّبِيبَ لِكَثْرَةِ الْوَسْوَاسِ لَيْسَ بِالنَّائِمِ وَلَا الْيَقِظَانِ وَتَنَاكَرَتْ فِيهَا قُلُوبُ الْمَعَارِفِ وَالْإِخْوَان ِ، وَمَيَّزَ اللَّهُ فِيهَا أَهْلَ الْبَصَائِرِ وَالْإِيقَانَ مِنْ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَوْ نِفَاقٌ وَضَعْفُ إيمَانٍ وَرَفَعَ بِهَا أَقْوَامًا إلَى الدَّرَجَاتِ الْعَالِيَةِ كَمَا خَفَضَ بِهَا أَقْوَامًا إلَى الْمَنَازِلِ الْهَاوِيَةِ. وَبُلِيَتْ فِيهَا السَّرَائِرُ . وَظَهَرَتْ الْخَبَايَا الَّتِي كَانَتْ تُكِنُّهَا الضَّمَائِرُ . وَتُبَيِّنُ أَنَّ الْبَهْرَجَ مِنْ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ يَخُونُ صَاحِبَهُ أَحْوَجَ مَا كَانَ إلَيْهِ فِي الْمَآلِ . وَكَانَتْ هَزِيمَةُ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبِ ظَاهِرَةٍ وَخَطَايَا وَاضِحَةٍ : مِنْ فَسَادِ النِّيَّاتِ وَالْفَخْرِ وَالْخُيَلَاءِ وَالظُّلْمِ وَالْفَوَاحِشِ وَالْإِعْرَاضِ عَنْ حُكْمِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَعَنْ الْمُحَافَظَةِ عَلَى فَرَائِضِ اللَّهِ وَالْبَغْيِ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ . فَلِذَلِكَ اسْتَوْلَتْ الْحِيرَةُ عَلَـــى مَنْ كَانَ مُتَّسِمًا بِالِاهْتِدَاءِ وَتَرَاجَمَتْ بِهِ الْآرَاءُ تَرَاجِمَ الصِّبْيَانِ بِالْحَصْبَاءِ ) . إخوتي الكرام.. دار حديث بين الأخوة حول الأحداث الأخيرة في لبنان ، وتركز الحوار حول حزب الله ومناصرته من عدمها ، وكانت القضية المهمة هي: هل حزب الله أداة إيرانية ؟ وهل حزب الله يعمل لمصلحة لبنان أم إيران ؟ وسينصب بحثي هذا حول مجموعة نقاط ، وسأحاول أن اختصر حسب الطاقة ، فبين يدي الكثير من المعلومات والتوثيقات ، ولا أحب ـ بطبعي ـ الكلام الإنشائي ، بل حاولت أن أرجع كل معلومة إلى مصدرها الإخباري ، وأن اعتمد تصريح أهل الشأن والاختصاص ، وأن ألزم الناس بكلامهم ، رافضاً مبدأ ( ملكي أكثر من الملك ). أولاً : أهل الفكر والاختصاص يتنبئون بحرب الجنوب اللبنانية ! ليس غريباً أن يتنبأ بعض أهل الاختصاص والفكر بالحرب الحالية ، لأنهم رؤوا معطياتها واضحة ، ولأنهم يعلمون اللاعب الأساسي فيه ، ويعلمون الأرض التي يتحرك فيها ، وكيف يعمل في الأزمات ، وكيف يصنع الأزمات البعيدة لحماية حدوده وأمنه القومي على حسب أمننا القومي نحن العرب ! فقد استطلعت " الوطن العربي " بتاريخ 5 / 5 / 2006 آراء عدد من المثقفين والخبراء الإيرانيين المتابعين لتطورات الملف النووي ، وسألتهم عن تصوراتهم لمستقبل الجمهورية الإسلامية في ظل التصعيد الحاد مع المجتمع الدولي الرافض امتلاكها التكنولوجيا النووية وكيف تستعد إيران حكومة وشعباً لاحتمالات التصعيد في المواجهة مع الولايات المتحدة ومجموعة الدول الأوروبية ؟ فجاءت الإجابة من هؤلاء الخبراء ، بطرح خيارات العمل الإيراني ، ومنها : 1 ـــ استخدام عمليات الاغتيال والاختطاف . 2 ـــ استخدام " حزب ال له" في لبنان ضد إسرائيل كورقة للضغط في مثل هذه الظروف . 3 ـــ تخريب الوضع العراقي . " محمود صادق ـ الوطن العربي 5 / 5 / 2006 م " . وبيَّن وليد جنبلاط ـ بتاريخ 2 / 5 / 2006 م ـ الإستراتيجية الإيرانية وهدفها من إشعال حرب في المنطقة العربية بعيدة عن حدودها كرسالة للغرب على مدى قدرتها على التحكم في مصير المنطقة . يقول : ( هناك في إيران من يقول أريد أن استخدم لبنان لحماية المفاعل النووي تحت شعار مزارع شبعا . ونبهتُ إلى الخطر على لبنان بسبب التدخل الإيراني ، وأنا أرى أن المشروع الإيراني قد يكون مشروعا ، لكن تدخلها وسياستها التوسعية في المنطقة يشكلان خطراً علينا كحركة استقلالية ، كما يشكلان خطرا على السعودية ) . " جريدة القبس 2 / 5 /2006 م ". أما الكاتبة ( هدى الحسيني ) وبتاريخ 12 / 2 / 2006 فتنبأت في مقالٍ لها بأن إيران سوف تتوقى الضربة الأميركية بتفجير لبنان أو البحرين ، لإرباك أمريكا ، وفتح جبهات أخرى للقتال ! تقول هدى لحسيني عن القيادة الإيرانية : ( يسعون إلى تفجير ما في منطقة الشرق الأوسط يربكون عبره أي مخطط أميركي . ومن المؤكد أن الساحة الأخصب لأي محاولة تفجير إيرانية هي الأضعف ، وهنا يبرز إما لبنان أو البحرين وما يجرّه كل منهما ) " صحيفة الشرق الأوسط 12 / 2 / 2006م " . ويشاطر الكاتب ( رياض علم الدين ) هؤلاء الرأي حيث يقول بتاريخ 30 / 9 / 2005 م وهو يتحدث عن تقرير بهذا الصدد : ( مشروع الفدراليات جزء من إستراتيجية الملالي الجديدة لتصدير الثورة ، ومن هنا لم يستبعد هذا التقرير أن يكون جنوب لبنان والبقاع ، حيث الغالبية الشيعية ، وتحت هيمنة حزب الله هو المرشح للتحول إلى الإقليم الشيعي الثاني المشتعل بعد جنوب العراق ) " الوطن العربي 30 / 9 /2005م " . إذن .. نحن أمام مشروع إيراني لضرب المنطقة وبكل من فيها وما فيها ، لحساب مصلحة إيران الخاصة ، ووسيلتها في ذلك هم العملاء والوكلاء الشيعة الذين يؤمن حتى العظم بالولاء للمرجعية الإيرانية ( ولي الفقيه ) الذي تجب طاعته ، لأنه نائب للإمام المعصوم عند الشيعة ! . |
الإشارات المرجعية |
|
|