بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » المقالُ الثَّاني : الشيخُ أحمدُ الشاوي .. إطلالةٌ مشرقةٌ .. وعودةٌ جديدة

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 28-08-2006, 03:08 PM   #1
أبوسلمان الخالدي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 274
المقالُ الثَّاني : الشيخُ أحمدُ الشاوي .. إطلالةٌ مشرقةٌ .. وعودةٌ جديدة

المقالُ الثَّاني : الشيخُ أحمدُ الشاوي .. إطلالةٌ مشرقةٌ .. وعودةٌ جديدة



في هذه اللحظَةِ ، يعودُ شيخَنا الخطيب ، ليصعدَ المنبرَ ويصدحَ بالحقِّ شامخاً عزيزاً مقداماً .
يعودُ ليرجعَ الصوتُ الأبي ، والأسلوبُ السَّاحر ، والطرحُ الواعي .
يعودُ ليُسعِدَ قلباً طالما انتظرَ وترقَّب ، وليُشَنِّفَ أُذُناً بَعُدَ عهدها بتيك النبرةِ الأخَّاذة ، وليملأَ نفساً باتت تغالبُ الحسرةَ والألمَ لفراقِه .

يعودُ ليسافرَ بي بعيداً بعيداً إلى حيث الأفقِ الرَّحب ، في دوحةٍ غنَّاء ، حيثُ البلبلِ الشادي ، والنهرِ الرَّقراق ، والغصنِ الرطيب ، والدِّيمِ المتتابعِ بهدوءٍ يبعثُ النشوةَ في حنايا قلبٍ موجوعٍ مفجوع .

ثمَّ يمضي ويتركني أشاركُ وحدتي ، فلا تلبثُ الرِّياضُ الناضرةُ إلا أن تتلاشى وتضمحل .

تلكم أحبتي صورةٌ من صورِ إطلالةِ شيخي الحبيب في خيالي الذي يأبى مفارقةَ العظماء .

كلما تذكرتُه زادتِ الأحزان ، واعتصرَ الألمُ قلبي ، وركبني همٌّ لا يُطاق :

ولكنَّ التفَرُّقَ طالَ حتى ** تَوَقَّدَ في الضُّلوعِ له حريقُ


لازلتُ أذكرُ صعودَه لمنبرِ العزَّةِ والشُّموخ ، وإلقاءَه التحيةَ بنبرةٍ هادئةٍ جميلةٍ يتبعها بيانٌ يهزُّ أركانَ الجبالِ إن في شجاعتِه ، أو في تأثيرِه الحكيم ، أو تربيتِه الناجحة ، حاله :

فلو كنتُ الحديدَ لكسَّروني ** ولكني أشدُّ من الحديدِ

* * * *

أنا يا غُدْرُ إن لم تعرفوني ** فتىً صُلبُ العقيدةِ لا أرِقُّ

لازالت جملُ العزَّةِ التي خرجت من فيهِ ترنُّ أجراسَها في أُذُني لتُكسبَني زاداً من الإقدامِ ثرياً :

يُصَرِّفُ بالقولِ اللسانَ إذا انتحى ** وينظرُ في أعطافه نظرَ الصّقر


أحبتي أعضاءَ المنتدى :

إنَّ رجلاً أسدى إلينا جميلاً طوالَ سبعَ سنينَ لم تكن عجافاً بيننا وبينه أفحقُّه علينا أن نتأثّرَ لتوقيفه قليلاً وننساه ؟! .
أفلا يجبُ علينا أن نتحرّكَ سعياً لهذا الرجلِ الألف ؟! .
ماذا فعلنا تجاه رجلٍ يظمئُ نهارَه ويسهرُ ليلَه من أجلِ إفادتنا ومن ثَمَّ يُرمى بتهمٍ مبعثها الإرجافُ والتفرقة .
ماذا فعلنا تجاه سناً تلاشى بعدَ إشراق ، وزهراً ذبلَ أمامَ أعيننا ، ونهراً غدا مقفراً موحشاً .

رأيناه مع الشبابِ في الحلقاتِ القرآنيةِ فوجدناه نعمَ المعلمَ ونعمَ المربي ، ورأينا دروسَه في المساجدِ والدُّورِ النسائيةِ فوجدناه خيرَ موجهٍ وخيرَ معلم ، ورأيناه في منبرِ الجمعةِ فعلمناه فارساً إذا ما الشرُّ أبدى نواجذَه لا يلينُ ولا يستكين حتى يلينَ لضرسِ الماضغِ الحجرُ :

رجلٌ إذا لبسَ الحديدَ إلى الوغى ** لبسَ الحدادَ عدوُّه في المهربِ


غيرَ أنَّ الفارسَ أصيبَ في غيرِ مقتل ، والفرسَ أُلجمت ، وبحلقةِ الصمتِ رُبطت وأُحكمت ، وأُغمِدَ السيف ، وبدا الزيف .

فمن منكم يقولُ أنا لها فيُعيدُ لنا الفارسَ ويُطلقَ الفرس ؟! .
من منكم يقولُ أنا لها ! فيذهبُ إلى أهلِ الحلِّ والعقدِ ويُذكرَهم بالسعيِ في قضيتِه ليَخرجَ السيفَ من غمدِه ، وليعودَ السَّنا كما كان .


وقصارى القولِ ومدارُ الحديثِ ونكتةُ المسألةِ :
أنَّ الشيخَ أوقفَ فلم نسعى له ! ونسينا أياديه البيضاءَ مع أنَّ صحفتَه لم تنكسر ! وصدى نغمتِه مازالَ في الخاطرِ يتردَّد ! .

فمن ذا يُعيدُ لنا الجبلَ الأشَمّ ؟! .




...........
__________________


آخر من قام بالتعديل أبوسلمان الخالدي; بتاريخ 28-08-2006 الساعة 03:13 PM.
أبوسلمان الخالدي غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 02:10 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)