[أمل الحياة]

لا يزال كلُّ متابع لقضية الأخ الكريم حميدان التركي الطالب السعودي المبتعث من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى أمريكا، يشعر بأهمية الجلاء والوضوح في قضية فردية ظلت تدور في أروقة المحاكم الأمريكية حتى تحوَّلت إلى قضية عالمية تستحق العناية والمتابعة منا، ومن كل حريصٍ على نزاهة القضاء، وسلامة أحكامه.


ولا يعدم المتابع لقضية حميدان منذ بدايتها أن يرى فيها صوراً قاتمة للتهمة الموجهة إليه وإلى أسرته، ولأقوال الخادمة الإندونيسية التي بدأت بقول الحقيقة، وانتهت بنقض تلك الحقيقة نقضاً لا يزال محامي حميدان يركز عليه تركيزاً واضحاً، ويطالب القضاة بالنظر إليه وعدم إغفاله.


إنَّ أسلوب التضخيم لموضوع الخادمة والتصعيد المتعمَّد له يؤكد لكل متابع عاقل أنَّ الادّعاء العام يريد أن يتجه بهذه القضية هذه الوجهة المؤسفة التي نتج عنها صدور حكم بالسجن مدى الحياة لحميدان التركي.


قضية حميدان لا علاقة لها بالإرهاب، ولا بأي قضية سياسية خطيرة يستحق صاحبها أن يتلقَّى هذه السلسلة من المعاناة في السجون الأمريكية وأروقة محاكمها.


لقد كتبت عن قضية حميدان قبل أكثر من عام حينما كانت زوجته تستنجد بأهل الحكمة والعقل والعدل في العالم، وتستصرخ كلَّ ذي قلبٍ وشعور حيّ، وتبعث بقصيدة باكية إلى كلِّ مسلم قادرٍ على أن يقدِّم شيئاً لمبتعث مسلم مشهود له بالحكمة والرويَّة والتعقل، كتبت عنها في هذه الزاوية مناشداً الجهات المسؤولة في الحكومة الأمريكية أن تنظر إلى هذه القضية الفردية (المضخَّمة) بعين الإنصاف، خاصةً أن المحامي أكَّد منذ ذلك الحين أن حميدان التركي وزوجته يتعاملان مع الخادمة الإندونيسية كأحسن ما يكون التعامل، وأنَّ أقوال الخادمة على مدى الأشهر الستَّة الأولى من القضية كانت واضحة في الإشادة بتعاملهما معها، واحترامهما لها، ورعايتهما لحقوقها، وأنها تعيش معهما حياةً هادئة محترمة، وأنهما لم يُسيئا إليها، ولم يمنعاها من حقوقها، وظلَّت الخادمة على مدى تلك الشهور الستة تؤكد هذا وتردِّده ولا تحيد عنه، ثم تغيَّرت أقوالها بعد ذلك وهي في السجن، ونقضت ما قالته سابقاً بصورة جعلت محامي حميدان يؤكد أنَّ هنالك تهديداً قد جرى داخل السجن جعل الخادمة تغيّر أقوالها، ولا يزال المحامي يرفع صوته عالياً بهذا القول حتى بعد صدور الحكم القاسي في الأيام الماضية على أخينا حميدان (فرَّج الله كربه، وعجَّل بخروجه من سجنه، وفرَّج كرب كل مكروب)، حكم بالسجن مدى الحياة على رجلٍ يشهد من عرفه من السعوديين وغيرهم بأنه بعيد كلَّ البعد عن تلك التهم التي وجِّهت إليه.


وإنني هنا أناشد كلَّ ذي عقل ورأي وحبِّ للعدل أنْ يقدِّم شيئاً في هذا الموضوع، وقد علمت أن حميدان بحاجة إلى عشرة آلاف صوت تطالب بإعادة النظر في الحكم، ويمكن المشاركة من خلال الموقع الخاص به www.homaidanalturki.com، فما أجمل أن ندعم أخاً لنا دعماً يساند الجهود الرسمية المبذولة في هذه القضية.


إشارة:


يدوم لنا إخلاصنا ويقيننا

وما دونه في هذه الأرض ذاهبُ