[بـاقي شوي]

بسم الله الرحمن الرحيم



ذكريات عابرة ( ورقة من دفتر الماضي )


كنت ولا زلت أتمنى أن تعود بي الأيام لأتنسم هواء الطفولة النقي ، وأرتشف كأسها العذب ، وأمتاح من نميرها الزلال ولكن أنى لنا بعودة الأيام ، فلقد كـُتبت مقادير الخلائق وجرت سنة الله أن مامضى كان ومافات مات وكل حيّ إلى زوال ٍوفناء ..


مابال الأيام هكذا كادت أن تُخبلنا فبالأمس يوم أن كنتُ صغيرا ً كان يدور في مخيلتي وأنا أرى من أمامي من أبناء الثامنة عشرة وأقول : متى أكون في مصافهم ؟ وتدور الأيام وأكون ذلك الفتى المفتول ، حيويّة ونشاط واستشراف عجيب لا يفسره سوى أن الله سبحانه جعل حياة الشباب تدور بين الحيويّة والنشاط ..

وبدأت تداعب أفكاري خيالات جميلة فمن هم من طبقتنا ابتدأنا نسمع من يبحث منهم عن زوجة ومن منهم تزوج وكنا نقارن بين سلوكيّاتنا ومسؤوليّة البيت فنستغرب كيف يثق أبٌ بتزويج شاب لم يبارح الثامنة عشرة فهم على الرغم من استعدادتهم للزواج إلا أنهم في نظرنا مازالوا تحت الرجولة بدرجة فطيش المراهقة مازال يحيق ببعض تصرفاتهم ويبدو واضحا عليها ..

وكان الهمّ في تلك الأيام لا يتعدى تزيين السيارة وتلميعها إلى فورة الحماس مع الحلقات وكانت الهموم في تلك الأيام مع صغرها وحقارتها إلا أننا كنا نراها جبالا شاقهة تُعجِز أعتى الرجال ، فيالك من أيام !!

تدور عجلة الزمن وندخل أول سنة في الجامعه لننتقل نقلة نوعيّة في حياتنا فلم نعد نُلاحَق بالعصىِّ مثل ايام المعهد ولم يعد هناك من يقول ( أوقف واقف ) ولا من يطالبك بواجب يوميّ وبتنا نرى المسؤوليّة بأعيننا تجثم بثقلها على عواتقنا ( الغياب والتحضير ، ترتيب الجداول ، صناعة المذكرات ... إلخ )

ولا أكتمكم سرا أننا لما دخلنا الجامعه ورأينا الأبواب مشرعة على الآخر جربنا أن نخرج إلى خارج الحرم الجامعي إذ أننا نحن المسؤولون بالأول والأخير عن أنفسنا واحسسنا بنشوة غريبة تجتاح نفوسنا لأننا نفعل مانريد ومن يحكمه عقله هو من يوزع غيابه المسموح به على أيام الفصل كامله ..

تمر السنوات الأربع للجامعة كبرق ٍ خاطف ٍ بآمالها وآلامها ونتخرج منها ونودع ذلك الصرح الكبير جامعة الإمام محمد بن سعود ( القصيم حاليا ) ونحن نتحسر على أيام جميلة عشناها هناك وتبدأ مرحلة جديدة في حياتنا هي مرحلة العمل والوظيفة وماصاحبها من آلام البحث عن الوظيفة ..


مافي الجامعة من ذكريات عابرة ومامر بنا خلال هذه الفصول السابقة التي مررت بها وإياكم مرور الكرام في كلمات لا تتعدى أسطرا ً ستكون بإذن الله تعالى سلسلة من الذكريات أنثرها هنا بين الفينة والأخرى كلما سنحت لي الفرصة ففي الجعبة الكثير وأتمنى أن يسعفني العمر بعرض ما أستطيعه من هذه الذكريات ..


لي عودة في موضوع جديد
أتمنى أن القاكم إن يسّر الله لي ذلك