|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
15-09-2006, 02:36 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2002
المشاركات: 810
|
[ أسير الروم ] هو ذلك الشيخ كبير السن ، أعمى البصر [ صورته ] .
الشيخ الأسير : عمر عبد الرحمن فك الله - تعالى - أسره . هو الشيخ المصري عمر عبد الرحمن الأسير في أيدي الأمريكان ، شيخ الجماعة الإسلامية الذي ثبت على الحق - نحسبه كذلك والله تعالى حسيبه ولا نزكي على الله تعالى أحدا - رغم السجن والآلام ، والغربة والأذى ، ورغم ضعف الجسد وكبر السن وتخاذل الإخوان - والله المستعان - . كان الشيخ منذ بداياته مثالاً للعالم العامل المعرض عن الدنيا ، بصيراً بأمر دينه حين عميت بصائر المبصرين .. تولى الخطابة بمساجد وزارة الأوقاف قبل تخرجه من كلية أصول الدين بدءاً من العام 1964م ، وكثيراً ما كان يستدعى للتحقيق من قبل الأجهزة الأمنية ، بل أحيل للاستيداع عام 1969م ، ثم أعيد ولكن إلى عمل إداري لا يحتك فيه بالجماهير ، ثم اعتقل في أكتوبر عام 1970 م بعد إفتائه بأنه لا تجوز صلاة الجنازة على جمال عبد الناصر . وفي عام 1974 أرادت زوجة الرئيس السابق (السادات) تمرير قانون جديد للأحوال الشخصية يمنع تعدد الزوجات ، ويمنع الطلاق إلا على يد القاضي ، ووقف الغيورون ضد هذا القانون المخالف لشرع الله، وكان الشيخ واحداً من هؤلاء الغيورين . ثم سافر الشيخ إلى أرض الحرمين في إعارة لإحدى الجامعات السعودية ، ولكنه قطع إعارته وعاد لمصر في عام 1980م لما أرادوا التضييق عليه ومنعه من الدعوة والخطابة . ثم جاءت أحداث عام 1981 في مصر، وسُجن الشيخ وقدم للمحاكمة مرتين كما أسلفنا ، وقد برئ في كلتا القضيتين بعد ما ذاق التعذيب ألواناً ، لكنه تلقاه بصبر المؤمن وثبات الواثق ، وكان كثيراً ما يردد أثناء تعذيبه : " ذق أيها الجسد الفاني ذق " وحين كان يسأله بعض زبانية التعذيب ماذا كنت تقول بالخارج ؟ كان يجيب في غير خوف ولا تردد : " كنت أقول الحق ولو كان مراً " ولا زالت كلماته القوية في مرافعته أمام محكمة أمن الدولة ماثلة في أذهان من عاصروها من مثل قوله مخاطباً قاضيه: " أيها القاضي المستشار : حق الله ألزم من حق رئيس الجمهورية ، الله يمنعك من الحكومة ، والحكومة لا تمنعك من الله" وقوله: "إنني مسلم أحيا لديني وأموت في سبيله ، ولا يمكن بحال أن أسكت والإسلام يحارب في كل مكان، أو أن أهدأ وأمواج الشرك والضلالة تتلاطم وتغمر كل اتجاه ( كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ) ، وقوله : " أنا لا يرهبني السجن ولا الإعدام ولا أفرح بالعفو أو البراءة ، ولا أحزن حين يحكم علي بالقتل ؛ فهي شهادة في سبيل الله وعندئذ أقول : فزت وربِّ الكعبة ، وعندئذ أقول أيضاً: ولست أبالي حين أقتل مسلما *** على أي جنب كان في الله مصرعي كما كان موقف الشيخ واضحاً في مرافعته من أنظمة الحكم المخالفة لشرع الله - تعالى - ، وفقدانـها للشرعية بسبب امتناعها عن تطبيق شرع الله - تعالى - ، حتى كان محاموه يشفقون عليه من أن تتخذ أقواله تلك دليل إدانة ضده ، فكانوا يتدخلون ليقولوا للمحكمة : إنه لا يقول هذا الكلام بصفته متهماً في القضية ، وإنما بصفته واحداً من علماء المسلمين. وإذا كانت مواقفه في وجه الظلم والظالمين قد اتسمت بـهذا القدر الذي أشرنا إليه من القوة والصلابة، فإن مواقفه مع إخوانه وتلاميذه كانت تتسم بحنو الوالد، وحرص الأستاذ والمعلم على محبيه ومريديه، فكان دائم المواساة لهم والتسرية عنهم ، كما كان الشيخ - ولا يزال - حاملاً همّ الإسلام والمسلمين ، شديد الحزن والتأثر لما آلت إليه أحوال الأمة من ضعف وذلة، حتى إنه استمع إبان محاكمته في قضية اغتيال السادات إلى الشباب وهم ينشدون: ملكنا هذه الدنيا القرونا *** وأخضعها جدود خالدونا فلما بلغوا قول الشاعر: ترى هل يرجع الماضي فإني *** أتوق لذلك الماضي حنينا فوجئوا بدموع الشيخ تنهال على لحيته ، ورأوه يبكي وهو الذي تحمل كل صنوف التعذيب فلم تخنه عبراته ، رأوه يبكي حنيناً وشوقاً لمجد تعب في تحصيله الأجداد فأضاعه الأحفاد. وفي فترة سجنه التي استمرت ثلاث سنوات ضرب الشيخ أروع الأمثلة في الصبر والثبات ، مستعيناً على ذلك بأنواع الطاعات من الصيام والقيام وغير ذلك ، وقد كان يداوم على قيام الليل بجزء كامل كل ليلة ، حتى إن بعض إخوانه كانوا يتعبون من متابعتهم له ، بل كان البعض يتهرب من الصلاة خلفه ، هذا وهو يومها كهل مصاب بعدة أمراض ، وهم شباب في العشرينيات من أعمارهم . وما إن منَّ الله عليه بالخروج من السجن في أواخر عام 1984م ، حتى عاد الشيخ مرة أخرى لممارسة دوره في الدعوة والصدع بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحاول الطغاة إغراءه فعرضوا عليه أن يولوه الخطابة في مسجد كبير بمدينة الفيوم التي كان يقيم فيها ، وكان هدفهم من ذلك تحجيمه وعدم توسيع نطاق دعوته ، وقد فهم الشيخ ذلك فرفض ذلك العرض مفضلاً أن يكون داعية حراً يجوب البلاد صادعاً بالحق متحملاً في سبيل ذلك أي مشقة وابتلاء . ثم تولى الطاغوت اللواء زكي بدر وزارة الداخلية في عام 1986م وبدأت مرحلة جديدة كانت سياسة النظام فيها الاعتقالات المتكررة والضرب في سويداء القلب ، كما كان يكرر ذلك الوزير الهالك عليه من الله ما يستحقه ، واستمر الشيخ في دعوته متحملاً ما يلقاه في ذلك من التضييق والاعتقال ، ثم فُرض عليه حصار ظالم مُنع بمقتضاه من الخروج من إطار مدينة الفيوم وما حولها ، ولكن ذلك لم يمنعه من مواصلة دعوته فكان يتحرك داعياً إلى الله في تلك المنطقة ، كما كان يسجل بعض الأشرطة ويرسلها لإخوانه في المناطق الأخرى ، بل كان أحياناً يخاطر بخرق هذا الحصار ، ويقوم من أجل ذلك بأنواع من المغامرات التي يتخوف من القيام بـها المبصرون ، كأن يترك زيه الأزهري إلى أحد إخوانه يلبسه حتى يظن رجال الأمن أنه الشيخ ، ثم يخرج هو في لباس آخر وسط مجموعة من الشباب ، ثم يتحمل مخاطر السفر والانتقال ، وما عسى أن يكون في طريقه من الدوريات ونقاط التفتيش الأمنية . ثم فرضوا عليه الإقامة الجبرية فمنعوه من الخروج من منـزله إلا إلى المسجد القريب للصلاة مأموماً فيه، ثم منعوا ذلك أيضاً ، وفي تلك الفترة أرسل أكبر ولدين له إلى ساحة الجهاد في أفغانستان ، وقد كانا في مقتبل العمر لا يزيد عمر أكبرهما عن ستة عشر عاماً ، هذا مع حاجته وحاجة الأسرة إليهما إذ كان بقية أولاده لا يزالون أطفالاً صغاراً. ثم سمح له بالخروج من مصر، فخرج مهاجراً في سبيل الله ، مكملاً مسيرته في الدعوة والجهاد ، إلى أن استقر به المقام في أمريكا فاراً بدينه ، ولكن أعداء الله تآمروا عليه ودسوا له عميلاً سجل للشيخ مكالمات توصل الأمريكيون بواسطتها إلى حبس الشيخ والادعاء عليه بالتخطيط لعمليات جهادية في أمريكا ومع أن هذا الأمر شرف عظيم وواجب عزيز لوثبت عن الشيخ ولكن كان من المتوقع والواجب أخذ الحيطة والحذر فيه بحيث ينجح ويتم ويؤدي إلى المطلوب دون أن يعتقل الشيخ أو المنفذون ، ولكن الواقع أن ذلك لم يحدث وإنما اخترعت القضية من أساسها ليبقى الشيخ في السجن منذ نحو عشر سنوات بعد أن حكم عليه من قبل قاضٍ يهودي مجرم بالسجن مدى الحياة استناداً لقانون قديم لم يطبق منذ الحرب الأهلية الأمريكية ، وقد كانت آخر المعلومات عن الشيخ قبل أن تنقطع أخباره أنه لا يزال في الحبس الانفرادي ، وهو الشيخ الضرير ، الذي يعاني من أمراض السكر وارتفاع ضغط الدم وغير ذلك ، كما جاء أنه فقد الإحساس بأنامله ، وتدهورت حالته الصحية كثيراً وتعرض للضرب والإهانة أكثر من مرة ، ولم تمنع الشيخ سطوة هؤلاء المجرمين ، ووجوده مستضعفاً بينهم أن يصدع بالحق الذي يلزمه به دينه وكونه رجلاً من حملة العلم الشريف ، ولذلك فإنه لما ذكر المدعي العام الأمريكي أن من جرائم الشيخ أنه أبدى سروراً لما قيل له ذات مرة : إنه قد قُتِل اليوم اثنان من قوات المارينـز في الصومال ، وأنه قال تعليقاً على هذا الخبر : ( حسناً ) ، فإن الشيخ علق في مرافعته على هذا الاتهام قائلاً : ( هذه جريمة حقاً ، وأنا أخطأت ،لكن هل في حق المارينـز ؟ كلا ، بل أخطأت في حق الصوماليين ؛ لأنه كان يجب علي أن أقول : يجب على الصوماليين أن يستأصلوا المارينـز ، وأن يقتلوهم جميعاً ، لأنهم قتلوا الآلاف منهم ، ودم الأمريكي ليس أفضل من دم الصومالي ، هذا ما يأمرني الدين أن أقوله وإن خالف السياسة الأمريكية ) ، وقد أوصى الشيخ بوصية عظيمة أرسلها من سجنه نختم بمقتطفات منها هذه الصفحات من عَلَمٍ جليل من أعلام الجهاد والدعوة عاش مدرسة يعلم العلماء الصبر والثبات والاعتزاز بالدين والجرأة في قول الحق وتحمل الأذى في سبيل الله ، ومن أقوال الشيخ - فك الله تعالى - أسره : " لقد بعتم أنفسكم لله - تعالى - ورضيتم بالجنة ثمناً لها ، وهو سبحانه صاحب الحق في أن يضع السلعة التي اشتراها حيث شاء ، وما عليكم إلا التسليم والرضا ؛ لأنـها بالبيع خرجت عن ملككم ، فإن شاء ابتلاكم بالسجن ، وإن شاء رزقكم الشهادة ، وليس لكم أن تشترطوا فتقولوا نريد شهادة ولا نريد سجناً " ا.هـ . " إنني مطالب أمام عقيدتي وأمام ضميري أن أدفع الظلم والجبروت ، وأرد الشبه والضلالات ، وأكشف الزيف والانحراف ، وأفضح الظالمين على أعين الناس ، وإن كلفني ذلك حياتي وما أملك " ا.هـ . " يريد المدعي العام أن نعبد أمريكا من دون الله ، ونقول ستتلاشى أمريكا ، وتهدم الحضارة والمدنية ، ويفنى كل شيء في هذه الحياة فلا ينبغي أن يعبد إلا الله - عز وجل ّ - ولا يستعان إلا به فلا إله غيره ولا رب سواه " ا.هـ . " ليست جماعة الجهاد المزعومة فقط هي التي تعتبر الولايات المتحدة كافرة ، وليس هذا كلام جماعة وحدها ، بل هو كلام الأمة الإسلامية بأسرها ، فألف مليون مسلم في أنحاء العالم الإسلامي يجمعون على أن الولايات المتحدة كافرة .. كافرة بكل أنظمتها ومؤسساتها ، الكونجرس كافر ، والبيت الأبيض كافر ، والبنتاجون كافر ، لا يخالف في كفر الولايات المتحدة إلا من كان ذيلاً لأمريكا ... أو من كان ذيلاً لذلك الذيل ... هكذا يقول المسلمون ، وهكذا يذكر الإسلام في كتابه الخالد : ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة " ا.هـ . " يريد المدعي العام أن يؤمرك الإسلام ، ونرفض رفضاً تاماً أن يؤمرك الإسلام ، بل الواجب أسلمة أمريكا ، ويريد المدعي العام أن نذل لأمريكا ، وإلا لك السجن مدى الحياة ، ونقول : ( رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) فمرحباً بالسجن ما دام فيه رضا الله - تعالى - " ا.هـ . وصيته - فك الله تعالى أسره - : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه :- أيها الأخوة الأجلاء .. أيها المسلمون في جميع أنحاء العالم .. إن الحكومة الأمريكية رأت في سجني ووجودي في قبضتها الفرصة السانحة فهي تغتنمها أشد اغتنام لتمريغ عزة المسلم في التراب والنيل من عزة المسلم وكرامته ، فهم لذلك يحاصرونني .. ليس الحصار المادي فحسب ، إنهم يحاصرونني حصارا معنوياً أيضا ، حيث يمنعون عني المترجم والقارئ والراديو والمسجل .. فلا أسمع أخبارا من الداخل أو الخارج ، وهم يحاصرونني في السجن الانفرادي فيمنع أحد يتكلم العربية أن يأتي إلي فأظل طول اليوم والشهر والسنة لا أكلم أحدا ولا يكلمني أحد .. ولولا تلاوة القرآن لمسني كثير من الأمراض النفسية والعقلية .. وكذلك من أنواع الحصار أنهم يسلطون علي ( كاميرا ) ليلا ونهارا لما في ذلك من كشف العورة عند الغسل وعند قضاء الحاجة ، ولا يكتفون بذلك .. بل يخصصون مراقبة مستمرة علي من الضباط ، ويستغلون فقد بصري في تحقيق مآربهم الخسيسة .. فهم يفتشونني تفتيشا ذاتيا فأخلع ملابسي كما ولدتني أمي وينظرون في عورتي من القبل والدبر .. وعلى أي شيء يفتشون ؟؟ على المخدرات أو المتفجرات ونحو ذلك ويحدث ذلك قبل كل زيارة وبعدها وهذا يسيء إلي ويجعلني أود أن تنشق الأرض ولا يفعلون معي ذلك .. أيها الأخوة .. إنهم إن قتلوني - ولا محالة هم فاعلوه - فشيعوا جنازتي وابعثوا بجثتي إلى أهلي لكن لا تنسوا دمي ولا تضيعوه بل اثأروا لي منهم أشد الثأر وأعنفه وتذكروا أخاً لكم قال كلمة الحق وقتل في سبيل الله .. تلك بعض كلمات أقولها هي وصيتي لكم ؛ سدد الله خطاكم وبارك عملكم .. حماكم الله .. حفظكم الله .. رعاكم الله ، مكن الله لكم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم / عمر عبد الرحمن ) ا.هـ . ******* لا تعليق لي على ما سبق إلا دمعات حارقة سالت على الوجنتين ، فآه ٍ ثم آه ٍ ، أما آن لهذا الليل الطويل البهيم أن ينجلي ؟! . منقول.
__________________
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . الحمدُ للهِ معزِّ الإسلامِ بنصره، ومُذلِّ الشركِ بقهره، ومصرِّف الأمور بأمره، ومستدرجِ الكافرين بمكره، الذي قدّر الأيام دولاً بعدله، وجعل العاقبةَ للمتقينَ بفضلِه، والصلاةُ والسلام على من أعلى اللهُ منارَ الإسلامِ بسيفِه. |
الإشارات المرجعية |
|
|