غــفلة الــتنقل
من الواضح في منهجيّة شبابنا وسيْر حياتهم ( إن كان هناك من منهجيّة ) ما يعيشونه من تنقُّل بين العلوم والتخصصات ، فلا تجد من شبابنا فعلاً من أمسك بزمام أحد العلوم ولزم غرزه وتوسّع فيه وسبر غوره حتى نستفيد في أمتنا متخصصين بدل أن نجد الملايين من أصحاب المعلومات العامة الذين لا يفيدون ولا يستفيدون وقصارى أحدهم عموميات وكلام ضبابي إن طرحت قضيّة معينة .
ونضرب لذلك مثالاً فبالمثال يتضح المقال لو أن أحدهم أزمع أن يخدم مثلا ً تخصصه الأكاديميّ ويتوسع فيه ولنقل في اللغة العربية مثلاً ولنخصص قليلا لنقول في الأدب ويقرأ فيه قراءة خارج المناهج المقررة من كليّته ليجعل من نفسه بحرا في علم الأدب ومرجعاً تشرئب له الأعناق يكون هذا جميلا ً غير أنك تجده يجلس مع الفقهاء ويريد أن يكون فقيها ثم يجلس مع التربويين فيعجبه حديثهم فيتجه إلى التربية وهكذا يتنقل بين كل تخصص حتى يضيع عمره وجهده هدرا ولا يستفيد سوى أن كوّن عن كل تخصص ٍِ رؤية ضبابية غير واضحة ولا نافعه وبهذا نكون خسرنا جهداً ولكنه غير موجّه .
بالنهاية أقول أن تركيز الجهد على تخصص معين ٍ مع القراءة في العلوم الأخرى بنظري أنه مجدٍ ونافع إذا ما أخذنا بالإعتبار الحاجة للمتخصصين .