|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
30-09-2006, 02:58 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2003
المشاركات: 659
|
هل أنـا شـــاذ ؟!!
[align=right][align=justify]
أرْسَلتُ إلى مُديري في العَمَـلِ رسَالة نصيّـة عَبْـر الجَوّال .. تَحملُ في ثنايَاهَا بَيتاً مِن الشعْرِ يَقـول : [poem=font="Traditional Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] إنّي لأَمْنَحُكَ الصُّدُودَ وَإنّنِي=قَسَمَاً إِليْكَ مَعَ الصُّدُودِ أَمِيْلُ [/poem] فَجَـاءَ الرّدُّ شِعْـرَاً مَقُـولاً رَائعاً : [poem=font="Traditional Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] لَئِنْ كُنْتَ تَمْنَحُنِي الصُّدُودَ فَإنّني=إِليْكَ وَإِنْ طَالَ الصُّدُودُ أَمِيْـلُ فَعُذْرَاً أَخَا الأَمْجَادِ مَا هيَ زَلّتِي=فَإنّي لِمَنْ يُهْدِي العُيُوبَ خَليْلُ وَإنْ كَانَ تَقْصِيري وَذَنْبي وَزَلّتي=كَبيرٌ ، فَإنّ العَفْوَ مِنْكَ جَمِيْـلُ [/poem] هَذا الحُبّ الذي صَـرَفته إلى أخٍ لي في الله .. وَتلك المَشَـاعرُ الإيمَانيّـة التي أبَرُّ بها أمّي .. وَذلكَ الحَنـَانُ الذي أَغْـمُـرُ به إخوَاني وَأخوَاتي ، وَهَاتيكَ الأحَاسيسُ المُفْـعَمَةُ المُهْداةُ إلى زَوْجَتي .. كُـلّ ذلك أراهُ حُبـاً يُوافقُ الفِطـرةَ ، وَيتناغَمُ مَعَ العقيدةِ ، عقيدةِ الوَلاءِ وَالبَراءِ : ( أوثقُ عُرى الإيمان : الحُبّ في الله ، وَالبُغضُ في الله ) . في وَقتٍ أرى فيهِ غَيري يَصرفُـهُ إلى بناتِ الهَوى ، وبائعاتِ الغرَام .. أوْ تراهُ يُرسـلُـه عَبْـرَ الأثيرِ ليفقـدَ الحُبّ رَوْنقه .. وَالحنـَانُ صَفـاءَه.. وَحينَ صَـرفتُ حُبّي في طريقهِ الصّـحيح ، وَلمْ أعرفْ عَلاقةً مَشبُوهةً مَعَ فتاةٍ ..رَأيتُ مَنْ يقولُ لي : أنتَ شـَاذ !! =*=*=*=*=*=*= أعتــرفُ أنني - في بعض الأحَايين - قدْ أخرجُ عَـنْ طوري ، أوْ أقذفُ كلماتٍ جارحةً ، أوْ أتسبّبُ في مُشـادّة كلاميّة مَعَ أحدٍ مِنْ خَلقِ الله .. أسْتـرجعُ بَعدها وأسْتغفر .. لكنّني وَضعتُ في قامُوسي أنّ لزوجتي كاملَ الحـقِ في أنْ ترفعَ صَـوتها عليّ ، أو تُـشـيحَ بوجْهِـها عَنيّ ، أوْ ترفُضَ القيامَ بِمُهماتٍ أوْكلتها إليهَا .. وَحينَ عَرَفَ صَاحبي هذا الأمرَ قال لي بوضُـوحٍ : أنتَ شـَاذ !! =*=*=*=*=*=*= مِن المشـَاهد التي تُصيبني بالحَنَقِ ذلكَ المَشهدُ المُعْـوَجّ في طوَابير الانتظارِ عِنْـدَ الإشارة الضّوئية .. الإشارةُ حَمْـراء واللاهثونَ مِنْ عبَاد الله قَـدْ تكدّسُوا أمامَ الإشارةِ ، تاركينَ وَرَاءَهم أُناسـاً كانوا يَحترمون قواعـدَ المُرور ، وَيُحاولون أنْ يَكونوا مثاليين وَلوْ في إشاراتٍ ضَوئية .. وَهؤلاء - نفسُهم - هُمْ الذين يتجاوَزُونك في المصَارف الأهليّـة ، أوْ الدوَائر الحُكوميّـة ، بلْ لا غَرَابة أنْ تجـدَهُم يُزاحمونك في مَخبـز التميس ليظفروا برغيفين مَعَ الفـول المُدمّـس !! وَحينمَا لمْ أنتسبْ إلى هؤلاء ، جَاءَني مَنْ يقولُ لي : أنتَ شـَاذ !! =*=*=*=*=*=*= آيةٌ قرآنيةٌ قرأتُها ، وَبالتأكيْـدِ أنّكمْ قرأتمُوها ، جعلتُها لي شِعـَاراً وَدِثـاراً ..هذهِ الآيةُ القرآنية مِنْ سُورة فُصّلت تَحكي تَجْـربةً لوْ عَمِلنا بها لانتهتْ كثيـرٌ مِنْ مَشـَاكلنا مَعَ الناس .. الآيــةُ تقــول : وَفكـرةُ الآية أنّ مَنْ قالَ لكَ سَيئة فقُـلْ له حَسَـنة .. مَنْ تهَجّـم عَليك بسبٍّ أوْ قـَذفٍ ‘ جـَرّب أنْ تدعُوَ له .. ومَنْ مـدّ يَـدَهُ ليَصْفعكَ على خَـدّك الأيْـمنِ ، فأدِرْ لهُ خَـدّك الأيْسَـر.. كمَا يقولُ المَسيحُ عيسَى بنُ مَريمَ عليه السّلام .. أحَـدُ السّلفِ جَاء إليه رَجلٌ وقالَ لهُ مُفاخراً : لئنْ قلتَ لي واحـدةً ، لتسْمَعـنّ عَشـراً ، فقالَ التابعيّ : لئنْ قلتَ عَشـراً مَا سَمعتَ واحِـدة !! [poem=font="Traditional Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] لَمّا عَفَوتُ وَلمْ أَحْقِدْ عَلى أَحَدٍ=أَرَحْتُ نَفْسِيَ مِنْ هَمّ العَدَاوَاتِ [/poem] وَحينَ اتّشَحتُ بهَـذا الشعـَار ، وَاجَهْتُ أناساً يَصِفُـونني بالضّعـفِ وَالخَـوَر ، وَيتهمُونني بالبَلادةِ وَالبَـلاهة ، بلْ زَادُوا بأنْ قالوا : أنتَ شـَاذ !! =*=*=*=*=*=*= لمْ يتركْ هذا الفتى شيئاً مِنْ قوامِيسِ التهكّـمِ وَالسُّخرية إلا وَوَصَمَني بها ، وَشـرّقَ وَغـرّبَ في سَبيلِ النيلِ مِنّي وَمِنْ جوّالي الذي لَمْ يُجـاوزْ عامَـه الرَابع .. وَحينَ حَاولتُ شَـرْحَ ظرُوفي الماليّـة ، وَمُتطلباتي العَائلية ، لمْ يـزدْ عَلى أنْ قالَ لي بِعُنـفٍ : أنتَ شـَاذ !! =*=*=*=*=*=*= [/CENTER][/CENTER]
|
الإشارات المرجعية |
|
|