[أبو سليمان الحميد]

بسم الله الرحمن الرحيم ، وبه نستعين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في أدنى الموضوع تجد صُوَر غِلاَفِي الكتاب ، وروابط التحميل ( وورد ، وأكروبات ) ، مع صورة ضوئية لِمَقال ( محسن العواجي ) الأخير الخطير الذي تناوله الشيخ بالرَّدِّ ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بين يدي كتاب فضيلة الشيخ عبد الكريم الحميد في الرد على محسن العواجي

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ؛ أما بعد :

فنظراً لأهمية هذا الكتاب فسوف أتكلم عن المقصود به ( محسن العواجي ) على عجالة عبر النقاط التالية لتتضح بعض ملابسات الموضوع وأهميته :

- محسن العواجي التكفيري .

- محسن العواجي والتشيـع .

- محسن العواجي الـسـاخـر .

- محسن العواجي المتناقض .

- محسن العواجي المتـقـلـب .

- محسن العواجي الـمـكابـر .

-----------------------------------------------

محسن العواجي التكفيري :

بادئ ذي بدء ولأخْذِ تَصَوُّرٍ واضح على ما سبق وأن قام ( العواجي ) برمي الشيخ عبد الكريم بما لا زمه الكفر فلا بد من إعطاء نبذة يسيرة عن الشيخ حفظه الله ورأيه الحقيقي فيما شَنَّع به العواجي عليه ؛ فهو الشيخ ( أبو محمد ) عبد الكريم بن صالح بن عبد الكريم الحميد - حفظه الله - رجُلٌ عالِم عامل صالح جليل ، ولد في بريدة عام 1362هـ ومتزوِّج وله ( 6 ) أطفال أصغرهم ( عبد اللطيف ) وقد وُلِدَ في أواخر شهر شعبان ووالده الشيخ في السجن عام 1425هـ ؛ وقد طلب الشيخ العلم على مشايخ أجلاء كرام من أمثال الشيخ محمد الصالح المطوع والشيخ صالح البليهي والشيخ السكيتي والشيخ فهد العبيد وآخرين ؛ ولفضيلته أكثر من مائة وثلاثين مؤلفاً كلها دون استثناء في دين الله تعالى وأحكامه ومسائله والدعوة إليه والدفاع عنه ؛ وقد أصبح الشيخ في زهده العظيم العجيب في هذه الدنيا وملذاتها وشهواتها أشهر من نار على عَلَم لا سيما وأنه تركها عن غِنى وليس عن فقر حيث هو من عائلة ثرية مشهورة في ( بريدة ) بثرائها وَغِنَاها ، فهو يعيش في حي ( الخبيبية ) - غرب بريدة - في بيت طيني متواضع ليس فيه من مقومات الحضارة شيء ألبتة ، فهو لا يركب السيارات ولا يستعمل الكهرباء ولا حتى الغاز للطبخ ولا للإنارة ! ، بل يركب الخيل - ولكنه لا يركبه الآن لكبر سنه ولأن الله هيء له من الشباب من يتسابقون إلى خدمته - ، ويستعمل السراج ، ويطبخ على الحطَب ، ولا يستعمل من العملات إلا الحديد لأنها خالية من الصور .. وهو بذلك يرجو أن يكون في حياته متشبهاً بما كانت عليه حياة أبي القاسم محمد صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء والمرسلين وخير القرون من الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم ورحمهم رحمة واسعة - حيث كانت حياتهم بسيطة لم يظهر فيها شيء من مظاهر الحضارة الغربية المعاصرة التي بسطت اليوم نفوذها من كهرباء وسيارات ونحوها على جميع بلاد المسلمين ..

وللمعلومية فإن الشيخ لم يسافر لأمريكا بتاتاً لأنه يُشاع عنه كثيراً بأنه سبق له السفر إلى تلك البلاد وعاد منها زاهداً بالدنيا بعدما أصيب بنتجية عكسية لما شاهده هناك من مظاهر الحضارة ! ، وهذا غير صحيح إطلاقاً .. بل زهده جاء بتوفيق الله أولاً ثم بعكوفه على كتب السلف واستفاد منها حتى جعلته يتشبه بحياتهم وحياة خير القرون ..

والشيخ لم يسلم من الشائعات شأنه في ذلك شأن غيره من الصادقين مع الله في تحري السنة ولزوم المنهج النبوي حتى في العادات ، فإنَّ مَن كان صادِقاً مع ربه في سلوك ذلك فليوطن نفسه على تحمل ما يشاع عنه من الأباطيل والشائعات الكاذبة المغرضة ، وحسبك أن الجنة محفوفة بالمكاره والطرق الموصلة إليها ليست مفروشة بالورود ! ..

والشيخ بزهده العجيب - الذي استمر عليه حتى اليوم قريباً من ( ثلاثين ) عاماً لم يتزحزح عنه قيد أنملة - يستحق أن يُلقب وبجدارة بـ [ زاهد العصر ] ..

مع العلم أن فضيلته بزهده ذاك لم يكن ليكون عن تحريم إطلاقاً ؛ وأعتقد أن ذلك لا يخفى على أحدٍ إلا جاهل أو مُغْرِض ، وإنما الشيخ له سَلَفٌ عظيم في الزهد بالمباحات والورع بالشبهات ، وهو حينما زهد بتلك المباحات من أمثال الكهرباء والسيارات - الْمُجْمَع بين المسلمين على إباحتها - فإنه لم يفرض ذلك على أحدٍ أو يدعو إليه ، بل رضيه لنفسه وهو في راحة تامة وسعادة غامرة في حياته الخالية من جميع مقومات الحضارة على خلاف ما يظنه البعض بأنه قد شقَّ على نفسه وشدَّدَ عليها ! ، وأنا حينما قلت عنه بأنه في راحة تامة وسعادة كبيرة من وَضْعِه الزهدي فإنما أقوله عن شيء لَمسته فيه عن كثب وعرفته عنه بشكل مباشر حتى عَلِمْت يقيناً أن السعادة الحقيقية ليست بوفرة المأكل والمشرب والمركب والزوجة والمال والولد ونحو ذلك من متاع الدنيا وإنما هي سعادة القلوب حينما تتعلق حقيقة بربها وخالقها العظيم - جل جلاله - ..

هذه المقدمة أستغلها فرصة للتعريف بالوضع الحياتي للشيخ الذي يجهله البعض ويستغله آخرون للتشنيع على فضيلته وتحميله ما لا يحتمل ونبزه بالعظائم !! ..

= فرية تحريم الشيخ للكهرباء والسيارات ، والرد عليها :

وسأعطيك نموذجاً واحداً لهؤلاء المشنعين الذين لا يراقبون الله فيما يقولون حتى لا يكاد يذهب وقتٌ إلا ونجد أحدهم يظهر بافتراءٍ خبيث على الشيخ لمجرد التشنيع عليه والتنفير منه ومن علمه وإنتاجه العلمي والدعوي الذي انتشر بين الناس ولله الحمد ؛ ففي تعليق لـ ( محسن العواجي ) في مساء يوم الخميس 15/10/ 1426هـ على حلْقَة تافهة سُمِّيت ( " منصور النقيدان " بين تيارين ) في قناة أمريكية شمطاء يُقال لها ( العربية ) قال العواجي مُعرِّضاً بزاهد العصر الشيخ ( عبد الكريم الحميد ) - حفظه الله - بأنه يحرم ( الكهرباء ) و ( السيارات ) ونحوها ، قال مُعَلِّقاً وبالحرف الواحد على أحد فقرات الحلقة المذكورة : ( إن هذه الظاهرة تكاد تنقرض ، الفكر الإخواني الذي وُجد في بريدة ، لا يوجد اليوم إلا شخص واحد فقط يؤمن بهذه الأفكار التي كان عليها منصور النقيدان والتي من أبرزها تحريم السيارات ، تحريم الكهرباء ، تحريم آلات التصوير .. إلى آخره ) أ هـ نقلاً عن موقع القناة المذكورة ؛ وبالطبع فهو يقصد بالشخص الواحد فضيلة الشيخ عبد الكريم - المشهور بعلمه وصلاحه ، والمعروف بين القاصي والداني بزهده بهذه الأمور التي ادعى العواجي أنه يحرمها بسبب زهده فيها ! - ..

وسيكون تعليقي على هذا الافتراء الخطير كما يلي :

& أولاً : معلوم أنَّ الشيخ لا يحرم الكهرباء ولا السيارات ، بل هو زاهد فيها فقط ويعتبرها تشبهاً بالكفار لأنهم مَنْشؤها ومنهم بَدَأتْ ، ومن المعلوم أنه ليس كل تشبه بالكفار يقتضي الكفر وأقل أحواله التحريم ، والأمثلة على ذلك من السُّنة كثيرة .. وسأعطيك عدة أمثلة لذلك تفي بالمقصود :

- ثبت في صحيح مسلم عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكْلَة السَّحَر ) ؛ فهل الذي لا يتسحَّر نقول عنه أنه ارتكب محرماً أو أن ظاهر فعله الكفر وأقل أحواله التحريم ؟! ..

- جاء في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون لحاهم فخالفوهم ) فهل يُقال : إن الذي لا يغير الشيب بصبغ ظاهر قد ارتكب محرماً أو أن فعله يقتضي الكفر وأقل أحواله التحريم ؟! ..

وحسبك دليلاً على عدم تحريم الشيخ للكهرباء أن كتبه ومؤلفاته المطبوعة كلها طبعاً تُطبع عن طريق الكهرباء ، وهذا لا يمنع أن يقول ونقول نحن أيضاً وجميع المنصفين أنه رغم أن للكهرباء منافع فإنَّ شَرَّه أيضاً كبير لا يخفى على أحدٍ ، وإلاَّ فعلى ماذا تعمل الفضائيات وغيرها من الخبائث وكثير من شرور اليوم إلا عن طريق الكهرباء !! .. ولك أن تتصور كم من الشَّرِّ سيقف لو تَوَقَّف الكهرباء وعادت حياة الناس كما كانت الحياة التي اختارها الله لصفوة خلقه من الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين !! ..

هذا هو رأي الشيخ في ( الكهرباء ) ، وهذا أهم أسباب كراهيته له وزهده به ؛ ولكنه لا يحرمه ..

ورأيه في ذلك جدير بالتأمل .. وكتابه هذا في الرد على ( العواجي ) مليء بهذه المعاني ، ولكنك لن تجد بتاتاً أن الشيخ قال في الكهرباء أنه حرام لا يجوز استعماله - كما ادَّعى العواجي كما تقدم بيان ذلك - ! ..

& ثانياً : جميع طلاب ومحبي الشيخ والقائمين على خدمته يستعلمون الكهرباء والسيارات ومنهم من لازمه لقريب من ثلاثين عاماً ولا يزال ملازماً له - ثبته الله - ولكنه لم يسمع يوماً من فضيلته تحريماً لذلك أو حتى دعوةً لِتَرْكِهِ مع اعتباره ذلك داخل في التشبه المذموم الغير مُحَرَّم ؛ والشيخ حفظه الله معروف بصدعه بالحق وإنكاره المنكر ولو رآه في أقرب الناس منه وأحبهم إليه من الملازمين له ، ولو كان يعتقد ذلك حراماً فإنه لن يبالي بإنكار ذلك عليهم ، ولكنهم لم يسمعوه لحظة أنكر ذلك عليهم ولا على أحد غيرهم ، وإنما يقول في ذلك أنه داخل في حيز التشبه وله مفاسد لا تخفى ، وله أدلة قوية في ذلك لعلَّه ذكر شيئاً منها في هذا الكتاب ..

& ثالثاً : ألاَ يعلم ( محسن العواجي ) أنه حينما رمى الشيخ بتحريم ( السيارات ) و ( الكهرباء ) - وهذه من الأشياء المجمع بين المسلمين على إباحتها - فإنما رماه بما لازمه الكفر ؛ وهل تدري كيف ذلك ؟! ..

إن من المعلوم أن مَن تعمَّد استحلال ما حرم الله بلا عذر شرعي فهو كافر ، ومَن حرَّم ما أحل الله بلا عذر شرعي فهو كافر .

ولذلك يقول شيخ الإسلام في ( مجموع الفتاوى ، 3 / 267 ) : ( والإنسان متى حلل الحرام - المجمع عليه - أو حرم الحلال - المجمع عليه - أو بدَّل الشرع - المجمع عليه - كان كافراً مرتداً باتفاق الفقهاء ) أ هـ .

فهلاَّ يعلم العواجي أنه برميه الشيخ بأنه يحرم الحلال المجمع على إباحته أنه كفره بما لازمه التكفير ، ولا شك أن ذلك شيء جَلَلٌ ؛ وأمر التكفير أمرٌ خطير جَدُّ خطير ، وكثير من الجهال يقع بمثل هذه المزالق مِمَّا وقع به الخوارج والروافض من تكفير علماء المسلمين بمجرد أخطاء ارتكبوها واجتهدوا فيها ؛ وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله ورضي عنه وأرضاه - في ( مجموع الفتاوى ، 35 / 100 ) : ( فإنَّ تسليط الجهال على تكفير علماء المسلمين من أعظم المنكرات ، وإنما أصل هذا من الخوارج والروافض الذين يكفرون أئمة المسلمين لِمَا يعتقدون أنهم أخطئوا فيه من الدين ؛ وقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن علماء المسلمين لا يجوز تكفيرهم بمجرد الخطأ المحض ، بل كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليس كل من يترك بعض كلامه لخطأ أخطأه يكفر ولا يفسق ، بل ولا يأثم ؛ فإن الله تعالى قال في دعاء المؤمنين : { رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - { أن الله تعالى قال : " قد فعلت " } ) أ هـ .

وأخرج البخاري في صحيحه عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا يرمي رجلٌ رجلاً بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتَدَّتْ عليه إن لم يكن صاحبه كذلك ) .

ويقول ابن القيم في نونيته الشهيرة :

لو كان ثم حَيا وأدنى مِسْكـةٍ = = = من دين أو علم ومن إيمانِ

لم تجعلوا آراءكم ميزان كفـ= = = ـر الناس بالبهتانِ والعدوانِ

هبكـم تأولتم وساغ لكم أيكفـر من يخالـفـكم بـلا بـرهـانِ

هذه الوقاحة والجراءة والجها = = = لة ويحكم يا فرقـة الطغيانِ

اللـه أكبـر ذا عقوبـة تـا = = = رك الوحيين للآراء والهذيانِ

= تزكية الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي للشيخ عبد الكريم الحميد :

والعلماء وطلبة العلم يعرفون الشيخ ورأيه في تلك المسائل ولم يكفروه أو يرموه بما لا زمه الكفر بحيث يتهمونه بأنه يحرمها أو ينكرون عليه ، بل يدينون الله بمحبته فيه ويزورونه ويستفيدون منه ومن علمه المنتشر بين الناس ، ويحثون على زيارته والاستفادة منه ومن عِلْمه المبارك ؛ وقد كتب بعضهم في ذلك بيانات رَدًّا على أحَدِ الْجَهَلة المتمعلمين الذين ناصبوا هذا الشيخ الصالح والعالم العامل العِداءَ ظُلماً وحُمْقاً وغباءً !! ، وَمِمَّن كتب رداً على ذلك : فضيلةُ الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي - رحمه الله - ( المتوفى مساء يوم الجمعة 4 / 11 /1422هـ ) ، وهذا النص الحرفي لبيانه رحمه الله : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فإن فضيلة الشيخ عبد الكريم بن صالح الحميد - وفقه الله - من أهل العلم العاملين الذين أعطاهم الله بصيرة في الدِّين مِمَّن قَضَوا أعمارهم وأوقاتهم في نصر السُّنة والذب عن حياضها ، هكذا نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً ؛ وقد اطَّلَعْتُ في الآونة الأخيرة على كثيرٍ من كُتُبِ ورسائل فضيلة الشيخ وهي في الرد على أهل البدع والأهواء وفي الرقائق وإنكار المنكرات ، انتهج فيها الشيخ عبد الكريم منهج أهل السنة والجماعة ، نسأل الله أنْ يزيده من فضله .

ومن هنا نحث الشباب وطلبة العلم أن يُكثروا من الاستفادة من عِلم الشيخ ومن كتبه وبحوثه ، وأن يلتزموا حَلْقَتَه ودَرْسَه إذ فيها نفع عظيم .

نسأل الله أن يَمُنَّ على فضيلة الشيخ عبد الكريم بالثبات على الإسلام ، والتوفيق ؛ وأن يزيده من العلم النافع والعمل الصالح إنه ولي ذلك والقادر عليه .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أملاه / حمود بن عقلاء الشعيبي

19 / 5 / 1422 ) انتهى بحروفه .

ولديَّ مُصَوَّرَة بيانِ الشيخ حمود وعليها خَتْمه ، وكنت قد أخذته من بعض طلابه - رحمه الله - ، وهو بيان منشور مشهور ..

والشيخ عبد الكريم في الحقيقة ليس بحاجة لتزكيات أو بيانات تثني عليه فهو مشهور بعلمه وزهده وتقاه وصلاحه - نحسبه كذلك - لولا أن يكون في ذلك ردٌّ على الْمُغرضين المشنعين الذين لا يخلو شيخ صادق وعالم عامل مِن أن يُبتلى بهم وبأمثالهم .. وقد قال الله تعالى في خير خلْقِهِ : " الرسل والأنبياء " : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ) (الأنعام : 112) ، وقال سبحانه : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً ) (الفرقان : 31 ) ..

وهناك طلبة علم وصحفيون أيضاً حاولوا ويحاولون الترجمة للشيخ لكنهم لم يأتوا بسيرته الحقيقية ، ومنهم مَن ترجم له لكنه لم يوف بحقه كما ينبغي ، وأرجو من الله تعالى أن يُهيء من عباده الصادقين مَن يُترجم حقيقة لعبده الصالح والعالم العامل بعلمه والزاهد الذي أدهش الناس بزهده في زمن المغريات والشهوات الشيخ عبد الكريم ويُظهر سيرته على وجهها الحقيقي الناصع .. وأعتقد أن الله تعالى سيهيء من يقوم بذلك على أكمل وجه إنِ اليوم أو بعد حين إن شاء الله تعالى ..

محسن العواجي والتشيع :

انتشر قبل فترة في الانترنت وبالصورة المحرمة اجتماع العواجي مع الزعيم الرافضي حسن نصر - زعيم حزب اللات اللبناني - ، والعواجي عُرِف منذ فترة - وهذا بينه الشيخ حمود العقلاء في رسالته المشار إليها أعلاه - بأنه يلمز أهل السنة ويسخر بعلمائهم - كما بين ذلك الشيخ حمود ، وكما يطفح بذلك مقاله الأخير الخطير - ولا ننسى كلامه القبيح في الكتاب الكبير الشهير ( الدرر السنية ) - الحاوي لفتاوى أئمة الدعوة النجدية الحامية لمنهج أهل السنة والجماعة - ، وفي مقابل لمز العواجي لمذهب أهل السنة ورموزه نجده يقف مع بعض الرموز الرافضية الحاقدة ؛ فماذا نفهم من ذلك ؟!! ..

محسن العواجي الساخر :

الشيخ محمد بن إبراهيم والمشايخ الصالحين الذي كانوا معاصرين للملك عبد العزيز - رحمهم الله - لم يكونوا بمنأى عن سخريات العواجي ، بل عَرَّضهم للسخرية ، وأظهرهم بين الناس كما لو كانوا دراويش أو هَمَجاً مُتخلفين !! .. وفي هذا لو يعلم العواجي ليس حطاً من قدر أولئك العلماء بل حطاً أيضاً من قدر الملك عبد العزيز الذين كانوا محط ثقته ، والطعن بأشخاص هم محط ثقة شخصٍ ما يستشيرهم ويأخذ ما يريده من آرائهم طعن بهذا الشخص أيضاً وسخرية به !! ..

والعواجي لم يسخر بِحَمَلَةِ العِلْم فَحَسْب ، بل مقاله الأخير كله في السخرية ببعض مسائل الدين كالتصوير وطلب الدنيا بالدين ، ونحو ذلك .. نعوذ بالله من العمى ومن الضلال بعد الهدى ..

محسن العواجي المتناقض :

معروف لدى الجميع الصلة الوثيقة التي تربط العواجي ببعض الجهات المتنفذة في الدولة - وهذا أمر يُذكر كثيراً في المنتديات ، بل وأعلنه العوجي نفْسه مراراً في بعض حِواراته الإعلامية بأن له ببعض الأمراء صلة فيما يخص الشؤون الأمنية ومن يسلم نَفْسَه من المطلوبين - ، وإذا كان العواجي يعلن ذلك أمام الناس فأليس من التناقض أن يشن هجومه الكاسح وعلى رؤوس الأشهاد على هيئة علمية تمثل شرعية الدولة وهي ( هيئة كبار العلماء ) ، لن يكون غريباً أبداً لو انتقد أحدٌ ( هيئة كبار العلماء ) بنقد لاذع لو لَم تكن له صِلَة بالدولة التي تمثل الهيئة شرعيتها ، لكن أن تكون لذلك الناقد صلة قوية بأشخاص ما ثُمَّ يَعِيبُ وأمام العالَمِ ما يُمَثِّل شرعيتهم بشكل لاذعٍ وحتى غير مؤدَّب ؛ فَألاَ يُمَثِّل ذلك قِمَّةَ التناقض ؟!! ..

محسن العواجي المتقلب :

ليس أبلغ من وَصْفِ الشيخ لتقلبات العواجي عندما قال في الرد عليه ( جلاء حقيقة الدين وعزة المتدينين ) ص ( 38 – 39 ) : ( والعَجِيب أنك تنتقدُ شَيئاً أنْتَ واقِعٌ فِيهِ ! ، فَلَقَدْ عَلِم الناسُ مِن خِلاَلِ ما يقرؤونه لكَ بين حينٍ وآخَرٍ بأنَّك من الصِّنْفِ الْمُتَقَلِّبِ الذي لاَ هُوَ بالعِيِرِ ولاَ بالنَّفِيِرِ ! ، فمَرَّةً مَعَ هؤلاء ولكن سُرْعَان مَا تَتَرَاجَع عنهم لِتَلْحَقَ بقومٍ آخرين ! ، وَمَرَّةً تأتِي بكلامٍ يَجعل الناس يظنون فيك الخير ولكن سُرْعَان ما تَأْتِي بِكَلاَمٍ آخَرٍ يَقَعْ على النقيضِ مِن ذلك ! ، وقَدْ خابَ وَغَشَّ نفْسَه مَنْ يَصْحَبْ مِثْلَك أو يثِق به وبكلامه ! :

وَلاَ خَيْرَ فِي ( رَأْيِ ) امْرِئٍ مُتَلَوِّنٍ **** إِذَا الرِّيحُ مَالَتْ مَالَ حَيْثُ تَمِيلُ !

نَسْألُ الله السَّلاَمَةَ وَالعَافِيَةَ ، وَأنْ يُثَبِّتَنَا بِقَوْلِهِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنيَا وَفِي الآخِرَةِ ) أ هـ .

محسن العواجي المكابر :

سبق لفضيلة الشيخ / حمود بن عقلاء الشعيبي - رحمه الله - أن كتب في ( 11 / 4 / 1422هـ ) رسالة لطيفة لمحسن العواجي يُناصحه فيها بعدم التجني على منهج أهل السنة والجماعة ، وينتقده في تلاعبه بمسائل الدين الفقهية ونحوها ، ويعيب عليه سبه لبعض أهل العلم ، ويعيبه أيضاً في دفاعه وثنائه على العلمانيين والحداثيين والذين يزعمون أنهم عقلانيين ، ورغم أن الشيخ حمود كتب رسالته هذه بأرَقِّ العِبَارات إلا أن ذلك لم يكن حائلاً بين العواجي وبين المضي قدماً في هذا السبيل الْمُعْوَج بل بقي مُكابراً مواصلاً سخريته بمَن هم أفضل وأزكى - كما نحسبهم - من المشايخ الذي ذكرهم الشيخ حمود في رسالته حيث سخر العواجي في مقاله الأخير بالشيخ محمد بن إبراهيم وأمثاله من العلماء الراسخين في وقته وعاب بعض فتاويهم ، وسخر ببعض منهيات الدين كالتصوير والتعيش بالدين ونحو ذلك ..

= وفي مكابرة العواجي لنصيحة الشيخ حمود رغم لِينِهَا ورِقَّتِهَا فائدتان :

1 - أن هذا يجعل مبرراً لقسوة الشيخ عبد الكريم في رده على العواجي ، فإن العواجي لم ينفع معه لين الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي - رحمه الله - ، فإذا كان الأمر كذلك فإنَّ الشيخ عبد الكريم لو لانَ مع العواجي فإن لِينه معه سيكون تحصيل حاصل بل ربما يجعل ذلك مفخرة للعواجي لا سيما وأنه تفاخر برسالة الشيخ حمود ونشرها في موقعه متباهياً بلين الشيخ معه !! ؛ ولعل ذلك مَا جعل الشيخ عبد الكريم يضع العواجي على السفود ويقسو عليه من باب :

وقسى ليزدجروا ومَن يكُ راحِماً === فَليـقسُ أحيانـاً على مَـن يَـرْحـمِ

1 - أن هذا يجعل مبرراً لدعوة الشيخ عبد الكريم الحميد ( العواجي ) إلى المباهلة ، لأنه لا يُدعى إليها إلا المكابر المعاند المصِر على الباطل ، وهذه أوصاف منطبقة على العواجي .

* ولقراءة رسالة الشيخ / حمود العقلاء الشعيبي - رحمه الله - إلى ( محسن العواجي ) : ( اضغط هنا ) .

-----------------------------------------------

ولكي تطلع على صورة ضوئية لمقال العواجي الذي كتبه بتاريخ 18 / رجب / 1427هـ والذي رد عليه الشيخ في هذا الكتاب ورد أيضاً على بعض مقالاته في موقعه حول ( الفلك ، والفلكيين ) ( اضغط هـنـا ) ، نقلاً عن موقعه ( هـنا ) .

-----------------------------------------------

أما ( محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ ) - الذي تناول الشيخ في آخر كتابه هذا مقالاته بتعليق مقتضب ودعاه إلى المباهلة - فأعتقد أن شَرَّه وعلمانيته الطاغية ظاهرة للجميع ، ومُجَرَّدُ تصفُّحٍ لمقالاته الكثيرة التي تنشرها الجريدة المسماة ( الجزيرة ) تعلم يقيناً المدى الكبير لحِقْد الرجل على الدين وأهله وافتتانه حتى الثمالة بالغَرْب الكافر وحضارته القذرة .. نسأل الله العافية والسلامة .. فإذن أمره ظاهر للجميع وليس كالعواجي الذي يتلبس بالدين ويلبس على الناس دينهم باسم الدين وهو في الحقيقة إنما يطعن بالدين والمتدينين مما يستدعي كشف ضلاله وتلبيسه الخطير بنوع من الاسهاب والتفصيل حتى لا يلتبس الأمر على المسلمين .. وهذا ما جعل الشيخ يؤلف في الرد عليه هذا الكتاب الجليل القدر ، ويختمه بتعليق مقتضب على العلماني المعروف بمشاغباته العلمانية الصبيانية ( محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ ) .. فجزى الله شيخنا الصالح المجاهد بقلمه الشيخ عبد الكريم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ..

-----------------------------------------------





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

روابـط الـتـحـمـيـل :

وورد :

الحجم ( 35 ، 2 م.ب ) :

http://www.9q9q.net/up3/index.php?f=JjibcAoQN

أكروبات :

الحجم ( 16 ، 2 م.ب ) :

http://www.9q9q.net/up3/index.php?f=DdcVWv5b2

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ