|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
02-10-2006, 07:23 AM | #1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
هذا رأيي في طاش ما طاش .
طاش ما طاش – رؤية فنية
المعنى اللغوي : طاشَ : فعل ماض من ( طاشَ يطيشُ طَيْشاً وطَيَشاناً ) والطيش معناه : خفة العقل وذهابه , وطاش الرجل إذا فقد رزانته . ومنه : طاش السهم إذا مال عن الهدف . والمصدر ( طيش ) و( طيشان ) وهذا الأخير يدل وزنه ( فَعَلان ) على الحركة والاضطراب كما تقول ( دوران , ثوران , غليان , خفقان ) ومنه الحديث ( فجعلت يده تطيش في الصحفة ) أي تضطرب وتتحرك كثيراً دون نظام . المعنى الاستعمالي : طاش ما طاش : مسلسل اجتماعي فكاهي ( كوميدي ) ناقد وساخر . عمره الفني : 14 عاماً , ارتبط اسمه بشهر رمضان المبارك , فإذا أوشك الشهر الكريم على أن يطل علينا بدأت حول هذا البرنامج ضجةٌ كبيرة من جميع أطياف المجتمع : · ماذا سيعرض فيه ؟ هل من جديد في الأفكار ؟ · هل سيعرض فضائياً أم سينقل عير التلفزيون المحلي ؟ · هل سيتجرأ أصحابه وأبطال هذا المسلسل على السخرية واللمز بالصالحين وأهل الخير – كالعادة- أم لا ؟ · هل تجوز مشاهدته أم لا ؟ وغيرها من الأسئلة التي لا تنتهي , وكأننا لا نملك إلا هذا المنتج أو لا يوجد في هذا البلد إلا هذا الولد !! نظرة محـايدة : أول ما خرج هذا المسلسل للوجود قبل بضع عشرة سنة كان مسلسلاً جيداً من الناحية الفنية والكوميدية , وكذلك كان يؤدي رسالة جميلة في النقد الإيجابي لكثير من ممارسات المجتمع باختلاف أطيافه , حيث تم نقد المؤسسات الحكومية والأهلية , ونقد كثير من المظاهر الاجتماعية الخاطئة , إضافة إلى ما يصطبغ به من فكاهة جميلة غير متكلفة . ولكن ! هذا الخط والمنهج لمسلسل ( طاش ) قد تغير في السنوات الأخيرة , وبدأ يتخذ له أصحابه والقائمون عليه منهجاً وأسلوباً مغايراً عما بدأ به , حيث اتصف بجرأة الطرح إلى حد الوقاحة والإسفاف , بل إلى حد المساس ببعض الثوابت الشرعية والسخرية منها كالسخرية من ( المَحْرَم , والحجاب , والأمر بالمعروف , والقضاء الشرعي , وقوامة الرجل على المرأة , والمظهر الإسلامي المعروف ( اللحية وقصر الثوب ) , وعقيدة الولاء والبراء , ومدارس تحفيظ القرآن وغيرها...) وهذا الأسلوب يعد – لعمري - منهجاً خطيراً لمسلسل أريد له النجاح , وأن يكون واجهة إعلامية مميزة لهذا البلد المسلم الملتزم , ولكن يبدو أن القائمين عليه لم يستغلوا شهرة المسلسل ليفيدوا مجتمعهم من خلاله , بل استغلوا هذه الشهرة ليقولوا للعالم : انظروا إلى بلدنا فهو موطن العنف والإرهاب, وموطن التشدد والتنطع وإقصاء الآخرين , وهم بهذا العمل - إضافة لتشويه حقائق الإسلام – يعطون أعداء الإسلام الحق والحجة في وصم بلادنا بالإرهاب , ووصم ديننا بالتشدد والعنف . لا أدري لماذا نغضب على بابا الفاتيكان حينما وصف الإسلام بأنه دين السيف وانتشر بالعنف ونحن نرى أبناءنا ومن بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا , ويقولون هذا الأمر عبر مسلسل طائش لا خطام له ولا ميزان . بل إن مثل هذه المسلسلات تزيد من حدة العنف والتشدد والإرهاب في وقت تدعي محاربته فيه ! كيف ذلك ؟ نحن نعرف أن لكل فعل ردة فعل مساوية له في القوة ومضادة له في الاتجاه , ونحن أمة عربية يغلب عليها طابع العصبية والعنجهية إضافة لما يمثله جيل الشباب من طيش ونزوة وعدم تقدير للعواقب , ومن خلال هذه المعطيات من الذي يضمن عدم قيام بعض الشباب لا قدر الله بعمل أمر غير محمود العواقب انتقاماً من هذا المسلسل أو ذاك ؟ أليس في نشر مثل هذه المسلسلات بمثل هذا الاستفزاز لشعور كثير من الناس يعد أمراً غير محسوب . محاربة الإرهاب والعنف لا تتم بمثل هذه الطريقة وما هكذا تورد الإبل يا سعد , بل بالحوار البناء واحتواء الشباب وترشيدهم لبناء وطنهم ومجتمعهم بناء إيجابياً , وحمايتهم من الأفكار الدخيلة التي تؤجج مشاعر الغضب فيهم . خـــلاصــة : من خلال هذا العرض السريع لمسلسل ( طاش ما طاش ) تبين لي أنه لا يمكن أن يتناسب مع الشهر الكريم لقوله صلى الله عليه وسلم ( إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل ولا يصخب ) ومن واقع المشاهدة نرى أن مسلسل ( طاش ) مليء بالجهل والصخب والإسفاف والسخرية من الدين والشعوب والقبائل , وهذا لا يتناسب مع حرمة وروحانية الشهر الكريم . وكلنا أمل في القائمين عليه أن يتقوا الله تعالى وأن يراعوا حرمة شهر رمضان ويراعوا حرمة شعائر الله ؛ لأن هذا من تقوى القلوب ( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ). أسأل الله تعالى بمنه وكرمه وجوده في هذا الشهر الكريم أن يمن على الأخوين عبد الله وناصر وجميع القائمين على المسلسل بالهداية إلى الحق , وأن يلهمهم رشدهم لينيبوا إلى ربهم ويسلموا له . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
|
الإشارات المرجعية |
|
|