|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 241
|
رأي في الخطاب الديني
يطيب لي أن أستهل كتاباتي بهذا المنتدى البديع بهذه الحروف التالية...
أجزم أن فئامٌ قد لا يعجبهم الحديث بمثل هذا الموضوع... أتسائل كثيراً لماذا تحشر خطب الجمعة في مواضيع لايمكن مجاوزتها لغيرها... ومثلها أحاديث العصر والعشاء... إن من يتأمل حال الرسول صلى الله عليه وسلم يجد أنه لم يكن يعلم أصحابه أمور دينهم فحسب... بل كان يعلمهم أمور دينهم ودنياهم. لماذا ملصقات المساجد دائماً ما تكرر مواضيع جيد الحديث عنها.. غير أننا نرى أن الداعية.. المسجد.. الجمعة.. المحاضرة.. المنشور الدعوي.. أن يتناول أمور الناس كافةً.. تأملوا كيف سيتعلق الناس بالدعاة.. بالمسجد ...جزماً ستكون الثقة أكبر.. الإستجابة أكبر.. لماذا لاترتفع لغة الدعاة ليثقفوا أنفسهم وغيرهم بأمور الدنيا.. متى ما كانت حاجة الناس إليها لاتنقطع ولا تخالف الشرع.. أليس ذلك من الدين.. لماذا لا يعلم الناس عبر المساجد كيف يديرون أموالهم .. ويدخرونها.. ويطرح لهم الطرائق والسبل .. وكيفية تنمية مواردهم كيف يتسوقون .. أليس في ذلك مكافحة للفقر...أليس ذلك مما يقوي شوكة المسلمين.. بلاً من أن نصبح شعوب استهلاكيين؟ أعتقد أنه ينبغي أن يمزج الخطاب الدعوي بالخطاب الثقافي بالخطاب الأدبي الذوقي بالخطاب الإقتصادي متى ما أمكن ذلك وهم ما كان عليه هدي الرسول صلى الله عليه وسلم.. فلم يكن الرسول يقتصر بجانب دون جانب.. بل كان بناء ديني حضري أدبي.. لأنه لم يكن يعلمهم العبادات الخالصة فحسب .. بل يعلهم كيف يتعايشون ويتمازجون.. ويكدحون ويحبون.. ويتعاطفون... كان رسول الله يعلم أصحابه الإتكيت والذوق الرفيع.. يشعهم على التجارة.. علم القرآن الناشئة الذوق الرفيع إذا هم قصدوا غرفة والديهموأن لايدخل عليهما في أوقات راحتهما وأن يطرق الباب ثلاثاً ( ياأيها الذين ىمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا منكم الحلم ثلاث مرات... الآية). وفي الذوقيات الزوجية.. إن أعظم الصقة لقمة يضعها الزوج في فيّ زوجته.. ومنع الطلاق أثناء حيض المرأة.. مراعاةً لما يصب المرأة في تلك الفترة من تقلب في المزاج وتوترات نفسية..ليعلم الأزواج أنه ليس من الأدب مخاصمة الزوجة وهي في مثل هذه الحالة.. ونهى الرجل المسافر أن ير إلى أهله ليلاً خشية أن يكونوا على حالٍ لايحبون أن يراهم عليها..ما أعظمه من ذوق.. وتأمل الذوقيات وافتكيت في السير.. وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً.. إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لايعقلون ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم.. في الزيارة.. الإستئذان ثلاثاً فإن أذن لك وإلا فارجع.. ولاتقفوا أمام الباب ولكن شرقوا أو غربوا..وإما طة الأذى عن الطريق صدقة.. ولاشك أن الذوقيات والإتكيت مرتبط بأعراف الناس وعاداتهم والتي تتغير بتغير الزمان بما لايخاف نصاً شرعياً ..وتبعاً لذلك فإنه على الدعاة والمحسوبين على أهل الخير أن يتعلوا هذه الذوقيات والمعارف المرتبطة بأمور الناس وأن يعلموها غيرهم... إن مما يحز بالنفس أن ترى أهل الخير محل سخرية عند غيرهم جرّاء ما جهلوا.. والألم يزداد عندما ترى من يتفاخر بجهلة بهذه الأمور .. متى نرى المساجد تعلم الناس أمور حياتهم كما تعلمهم أمور دينهم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه كل ما يحتاجون إليه في زمانهم ذلك.. إننا أصبحنا نعلم الناس ما يحتاجونه مما احتاجه اباؤنا ولم نعلمه ما يحتاجونه مما لم يحتاجه اباؤنا.. ألسنا بحاجة غلى أن نسير بمثل ما سار عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فنعلم الناس كل مايحتاجون إليه.... |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|