[خالد بن عبدالله المشوح]

إرهاب الدراما

خالد عبدالله المشوح
المعالجة الدرامية للقضايا الأيديولوجية في مجتمعنا لا تزال تكرر ذاتها وبنفس الأخطاء السابقة، فإذا كانت الدراما المصرية أخفقت في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات في معالجة ظاهرة الإرهاب المصرية بسبب بعدها الحقيقي عن أساس المشكلة وسعيها إلى بث روح الفكاهة عبر شخصيات ذات حضور فكاهي واسع على حساب المشكلة ذاتها فإنها اليوم أعادت صياغة وإنتاج دراما أكثر مهنية في معالجة المشكلة بالنظر إلى القضية بكل أبعادها.
نحن في المجتمع السعودي اجتاحتنا موجة من الإرهاب والعنف الذي تسبب في صدمة اجتماعية كبيرة , ولعل دخول الدراما في معالجة الإرهاب في السعودية أول ما دخلت كان بعمل ضخم ماديا العام الماضي عبر مسلسل (الحور العين) الذي أثبت فشله على كل المستويات رغم الهالة الإعلامية الضخمة التي صاحبته.
المشكلة في اعتقادي ليست كما يصورها البعض بأنها رفض لتناول أي نقد للأيديولوجيا الدينية بقالب درامي تمثيلي وإنما المشكلة في المعالجة للسيناريو والتي تتطلب إلماما بواقع وطرق تفكير هذه الجماعات. في مسلسل "الحور العين" ( طبخ وغرام) في معالجة قضية فكرية سيسيولوجية كالإرهاب وحلقات "طاش" على سبيل المثال بعيدة كل البعد عن الواقعية ولعل الكثير من المهتمين والقريبين من المراكز الصيفية ومن كانوا فيها وخرجوا منها لهم رأي مغاير خلاف كاتب السيناريو والذي لم يسبق له يوما الالتحاق بهذه المراكز على حد علمي.
فكيف خرج بهذا التصور الفنتازي للمراكز وعلى أي حقيقة ارتكز؟ وإذا كنا نريد تصفية قضايا فكرية على حساب قضايا وطنية كبرى أو كسباً مادياً زهيداً فإن مجاله يمكن أن يكون في غير الدراما التي من المفترض أن تستلهم أحداثها من الواقع الاجتماعي.
إذا كان البعض صبوا جام غضبهم على رمزي الحلقة السدحان والقصبي فإني أرى أن الذي يتحمل العبء الأكبر هو كاتب السيناريو الضليع في فهم الحركات الإسلامية عبد الله بن بجاد فهو من غالط الحقائق وسعى لإيجاد شرخ لا يستند إلى حقائق واقعية.
ربما تستطيع الدراما في المستقبل تقديم تشخيص صحيح للظاهرة على أقل تقدير. لنستطيع أن نسعى كمجتمع إلى إيجاد العلاج من خلال كُتاب أكثر واقعية.

http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-10-06/writers.htm