[بريماكس]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و كل عام و أنتم بخير ..

.
.

ظهر على هاتفي في أحد الأيام ، رقم مكون من عدد كبير من الأرقام .!
كان خلفه صوت جميل ، يكتوي بلهيب الغربة في الولايات المتحدة الأمريكية .

كان الحديث متوسعاً في أكثر من موضوع و سررت لهذا النموذج الرائع من أخواننا هناك ، أسال الله له و للجميع التوفيق .

نقل لي بعض المشاهد من هناك ، و أحب أن ينقل للجميع شيء من ذلك ..

وعدني بأن يرسل لي مقال يحكي ذلك و وعدته بأن أحقق طلبه و أطرحه هنا ، و أوفى هو بوعده ، و ها أنا أوفي بوعدي ..

أنقل لكم مشاهداته ، و الحديث الآن لأخينا [ أبو عبدالملك ] من هناك :




بسم الله العلي العظيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.

أما بعد..

إن هذا الموضوع يطاردني في كل مكان ,ويدمي قلبي في كل لحظة أرى فيها حماس النصارى في حملة التبرعات التي يقيمونها.

فلقد أوقفتني أحد النساء عندما كنت خارج من أحد المحلات التجارية وكانت تحمل بعض الملفات في يدها وقد وضعت على صدرها بطاقة ووضعت فيها أسمها وصورتها.

قامت تحدثني عن الحمله وعن أطفال المجاعه وعرضت علي بعض صور الأطفال الأفريقين الذين تم مساعدتهم.

ثم سألتني هل تريد أن تساعد هؤولاء الأطفال ولو ببعض المال؟فبادرتها بسؤال ماذا تتضمن هذه الحمله؟

قالت:تتضمن ضمان صحي ودراسة مجانية وبناء الكنائس وترميم وبناء البيوت.

سألتها وماهي وضيفتك هناك؟ قالت: أعمل مدرسة دين في النيجر (الدين المسيحي) أما الأن فأنا أعمل عمل خيري في الكنيسه.

سـألتها من القائم على هذه الحمله؟قالت: بعض كبار التجار في أمريكا.

سألتها هل أنتي الوحيده التي تقوم بهذا العمل؟ قالت:

لا فلا يكاد يخلو متجر أو حي في المدينه إلا تجد زميلات لي كثيرات.

سألتها ماهي ردة فعل أهالي النيجر وهل هناك ردة فعل قويه من الأمريكين؟ قالت: أن أهالي النيجر بغاية السعادة والفرح وخاصة الأطفال حيث أنهم مداومين ومحبين للدراسه وللمدرسين ولقد رأينا دموع الفرح قد إنهالة من أعينهم أما عن الأمريكين فهم متحمسين لهذا الموضوع بل أن هناك بعض العوائل التي تحتاج إلى مساعده نجدها تدخر بعض من المال حتى تساعد المجاعه .

فبعد هذا الحوار إعتذرت لها وغادرتني وهي تقول في الأيام القادمه.

لقد وقفت بعدها في مكاني أحاول أن أخرج زفرات طالما أتعبتني, وأحاول أن ألملم نفسي التي تبعثرت وتشتت من شدة الغيض والألم.

كم كان الطريق إلى سيارتي طويلا أحسست أني أقطع أميالا ً وأميالا ً مع أن سيارتي لا تبعد أكثر من عدة خطوات عن باب المتجر.

لقد ركبت سيارتي ولم أمتلك نفسي حتى أخرجت ما بداخلي عن طريق دموع نزلت وأنزلت معها بعض الصرخات التي كانت من أعماق قلبي.


أ.هـ

.


أترك لكم التعليق و الإثراء ، و لا أزال أنتظرك بيننا أبو عبدالملك كما وعدتني
فدع لنا فرصة لنكسر الغربة التي تعيشها هناك ، عبر هذا المنتدى الذي يتشرف بك .


.


دام الجميع في حب و سعادة
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .