المقامة القصيمية
حدثنا عيسى بن هـشام قال: توجهت تلقاء القصيم أبتغي الخير العميم . فلما سرت في الطريق . ألجمني العرق فكنت كالغريق . فملت إلى مسجدٍ فيه شيخ ٌ وقور. وحوله خلق حضور . وقد ألتف الصبيان . على شخصٍ ثان . فتبادر إلى ذهني . وخطر في عقلي . أنه يسمع المتون . وذلكم الشيخ يشرح الفنون . فلبثت حتى انقضى الدرس . وخاطبت أحد الطلاب . وقلت أقبل ولا ترتاب . ثم استفتيته من الأمر . فقال : هــذا الشيخ الكبير . العلامة النحرير . حــبر العربية . قاصم الحداثوية . فقلت: ومن الآخر. قال : كان من طلاب الشيخ . لكنه كما ترى يعلم الصبيان . أخبار العجائز وكان يما كان . ومن دارس - وقيت - الصبيان . فعقله - كما قال الأئمة - ليس بذي اتزان . وقبول شهادة ليس بالإمكان . ومر الزمان . فأراد معلم الصبيان . أن يكون ذا صيت ذائع و نجم لامع . فبدأ يماري الشيخ في قولـه . ويعيبه في نقده . لعله يحفى من الشيخ برد . فنعم بذلك في حياته ويسعد . لكن الشيخ حكيم . لايستفزه الطبع اللئيم والخلق الذميم والمنطق العي السقيم . فما فتئ يردد تلك الأفكار . ويمضي من انحدارٍ إلى انحدار .
|