|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2006
البلد: تحت أديم السماء
المشاركات: 313
|
اللؤلؤ والزبرجد في سيرة الشيخ محمد ( الحلقة الأولى )
بسم الله الرحمن الرحيم
اللؤلؤ والزبرجد في سيرة الشيخ محمد فصول في سيرة فقيد المنابر : محمد بن علي السعوي ( رحمه الله ) 1373هـ - 1425هـ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : كنت وعدتكم بإخراج هذه اللؤلؤة وها أنذا أحسب أني وفيت بما وعدت به وستكون على حلقات أسبوعية وهذا ألطف بي حتى يتسنى لي إخراج أكبر عدد من الحلقات , ولا أنسى إن نسيت أن أذكر أن هذا العمل جهد بشري يعتريه الخطأ والنقص , ولا أجد لي عزاء إلا قول من قال فأحسن : إن تجد عيباً فسد الخللا *** جل من لا عيب فيه وعلا _______________________ الحلقة الأولى / فجر الأربعاء 10-10-1427هـ إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً . أما بعد :فإن منزلة العلماء في الإسلام عظيمة وذلك لأنهم حملة ميراث النبوة فعن أبي الدرداء t قال : سمعت رسول الله r يقول : ( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله طريقاً من طرق الجنة , وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم , وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء , وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب , وإن الأنبياء ورثة الأنبياء , وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ) , لذا كان لزاماً عليَّ -وقد ألممت بأخبار ليست بالقليلة عن علم من أعلام هذا القرن ألا وهو الشيخ : محمد بن علي بن سليمان السعوي- أن أدلو بدلوي وأطلع الأخوة على بعض سيرته رحمه الله فهذه فصول متناثرة في سيرته ( رحمه الله ) , وقد راودتني نفسي كثيراً في إخراج هذا العمل المتواضع ليحصل بذلك فائدة عظيمة للخلق ألا وهو : الاقتداء , فالشيخ الراحل نحسبه والله حسيبه مثالاً يُحتذى في جوانب عديدة إذْ أن له مواقف فريدة في خضم الحياة منها المعروف ومنها الخفي , ونظراً لما يتمتع به الشيخ رحمه الله من إخفاءه لعمله فقد خفيت كثير من أعماله ومواقفه في حياته ولكن : نظن أن الله علم صدق الرجل فظهرت أمور كثيرة بعد وفاته منها العجيب ومنها الغريب , وظهرت أسر غفيرة كان الشيخ يعولها وظهر وظهر ... , لقد بان بعد انتقاله للدار الآخرة ما كان يخفيه من أعمال صالحة , وهكذا فليكن المسلم , قال ابن تيمية رحمه الله { ذنوب الخلوات أصل الانتكاسات وعبادات الخلوات أصل الثبات } فاللهم إنا نسألك الثبات على الحق حتى نلقاك , وبحكم قرابتي للشيخ الراحل فإن في الذاكرة مواقف كثيرة لا تنسى , وبعضها قد يُكتب ويُنشر لأول مرة ولعل هذا من بركات هذا المنتدى فقد حفزني كثيراً للكتابة عن فضيلة الشيخ , لا أريد أن أسترسل في المقدمة ففي الجعبة شيء كثير أتركه لتروه ما بين دفتي هذه اللؤلؤة , ثم يجدر أن أخبركم بالتقسيم الموضوعي لهذه اللؤلؤة وهو كالتالي : 1- حياته ونشأته ومشايخه وتلاميذه : - نسبه - صفاته الخلْقية والخُلُقية - حسن معاملته للناس - تواضعه - كرمه - حلمه - شفاعته للمحتاجين - السعي في الصلح - خلقه مع العمال - بيعه وشراؤه - بره بوالديه - حالته الاجتماعية - ذرية الشيخ - أعماله ووظائفه - وفاته - مشايخه - تلاميذه 2- آثاره العلمية : 3- نشاطه في التدريس : 4- موقفه من الفتن المعاصرة : 5- المواقف العامة في حياته : 1- حياته ونشأته ومشايخه وتلاميذه : نسبه : هو : الشيخ الوقور أبو عبد الله محمد بن علي بن سليمان بن علي السعوي , من قبيلة عنزة , وأصل عائلة السعوي من ( المريدسية ) وهي أحد أرياف بريدة الغربية , وُلد الشيخ في بريدة حاضرة العلم والعلماء في 1/7/1373هـ , وسكن الجبيل والدمام في بداية حياته مع والده الذي ذهب للعمل ثم عاد وهو صغير ونشأ في بريدة نشأة دينية , وهنا بعض التواريخ المهمة في حياة الشيخ الراحل : 1/4/1386هـ ( تخرج من الابتدائية من مدرسة الشماس والمسماة : العباس حالياً ) 5/11/1392هـ ( تخرج من المعهد العلمي في بريدة ) 7/7/1396هـ ( تخرج من كلية الشريعة ) 7/9/1396هـ ( عين معيداً بكلية الشريعة في الرياض ) 17/4/1398هـ ( عين موظفاً بكلية العلوم الاجتماعية لحاجة الكلية إليه ) 1/11/1397هـ ( تعين مدرساً في معهد البكيرية بناءً على طلبه ومن أجل والدته ) 3/8/1400هـ ( نقل من المعهد العلمي في البكيرية إلى المعهد العلمي في بريدة ) 1401هـ ( عين خطيباً في جامع الجردان في بريدة ) 27/4/1402هـ ( توفي والده في بريدة ) 24/6/1404هـ ( أصبح مأذون أنكحة رسمياً من وزارة العدل 28/2/1409هـ ( دخل المستشفى لإصابته بمرض الملاريا أثناء إحدى زياراته الدعوية للسودان ) 10/4/1409هـ ( حصل على دورة الأئمة والخطباء في كلية العلوم العربية في القصيم ) 10/10/1409هـ ( حصل على دورة تخريج الأحاديث في كلية الشريعة بالقصيم ) 13/4/1410هـ ( حصل على دورة في القرآن الكريم وتجويده في كلية الشريعة في القصيم ) 1415هـ ( انتقل من الجامع الكبير للخطابة في جامع الذياب في حي المنتزة الغربي ) 1416هـ ( انتقل من جامع الذياب إلى الخطابة في جامع الراشد , ولا زال فيه حتى وفاته ) 1422هـ ( حصل على شهادة الماجستير من جامعة الإمام في الرياض في قسم العقيدة ) 1424هـ ( ابتدأ بالدراسة التمهيدية لبرنامج الدكتوراه ووافاه الأجل قبل إكمالها ) 19/2/1425هـ ( توفيت أمه رحمها الله ) 2/4/1425هـ ( توفي مساء الجمعة في حادث مروري على طريق الرياض السريع ) صفاته الخلْقية والخُلُقية : كان الشيخ رحمه الله : متوسط القامة ليس بالطويل ولا بالقصير , وليس بالبدين ولا بالنحيف , حنطي اللون , ذو لحية خفيفة , تعلو الابتسامة محياه , إذا جلس يحدث أحداً تجد رأسه منحنياً قليلاً تواضعاً يخلط كلامه بابتسامة هادئة في فصاحة عربية وإيجاز , وكان حليماً لا يغضب إلا إذا انتهكت محارم الله , وكان لا يواجه أحداً بشيء يكرهه , وكان كريماً معطاء حتى ظن بعض أقارب الشيخ بعد وفاته أن الشيخ خلَّف أمولاً كثيرة لما كان يرى من سخائه وبذله , فلا أذكر أنه رد سائلاً بل يعطيه ما تيسر عنده . حسن معاملته للناس : الشيخ في معاملاته كأنه من الرعيل الأول , وما إن تسمع قصصه في التعامل إلا ويسبح خيالك مع الطراز الأول من السلف والصحابة , فالشيخ يستوي عنده الفقير والغني والصغير والكبير فيعطي كل واحد من الناس ما يستحقه وأكثر من الانبساط إليه والنفقة والكلام وهكذا , حتى إنه بسبب تعامله المستمد من الكتاب والسنة اهتدى بسببه أشخاص وبكى لقصصه أشخاص وتأثر آخرون وإليك قصتين تبين ذلك : الأولى : ذكرها الشيخ : سليمان العثيم ( زميل الشيخ في المعهد العلمي ) يقول : كان الشيخ لتوه اشترى سيارة ( هايلوكس غمارتين 1985م ) يقول : فأتى الشيخ ذات مرة إلى المعهد راجلاً والحزن قد خيم عليه فسأله الشيخ سليمان عن السبب : فقال الشيخ : لقد سرقت سيارتي التي اشتريتها بالأقساط والحمد لله , فذهب الشيخ معه إلى الشرطة ثم وجدت السيارة عند أحد الاستراحات وقد صدم بها أكثر من صدمة فأحضر الأشخاص إلى الشرطة وحضر الشيخ فلما رآهم وعند انتهاء التحقيق قال الشيخ : أما أنا فقد عفوت عنهم ( الحق الخاص ) وأرجو أن تكون آخر سرقة لهم . الثانية : رواها لي الشيخ : سليمان العدل وهو من أقدم أصدقاء الشيخ الراحل , قال الشيخ العدل : خرج الشيخ محمد رحمه الله يوماً من المعهد العلمي حيث يُدرِّس هناك وكان قد استلم الراتب نقداً ووضعه في سيارته ونزل لكي يصلي في الجامع الكبير ثم أتى أحد الأشخاص وسرق المبلغ من سيارة الشيخ , ثم عُثر عليه بعد ذلك وحضر الشيخ في الشرطة مع الشخص فتنازل الشيخ عن حقه وطلب من الضابط أن يكلم الشخص فقال له : هل أنت محتاج ؟ قال الشاب : نعم , قال الشيخ : خذ المبلغ كاملاً لا أريده ولكن أريد أن تعطيني منه مبلغا معيناًً والباقي لك وفي كل شهر تحضر إلي في الجامع أعطيك 2000 ريال , يقول من حضر الموقف : فإذا الضابط يبكي من هول مارأى وسمع , فما مرَّ سنة ونصف إلا وذلك الشاب قد استقام وحفظ أجزاء من القرآن , فغفر الله للشيخ وأسكنه فسيح جنانه . لو تأملنا فنحن إلى قليل من الرحمة واللطف مع عباد الله ومع المذنبين أحوج إلى كثير من العلم , فرب بسمة أدخلت رجلاً في الإسلام , ورب عطف ولين مع مدعو أجبر ذلك المدعو أن يسلك طريق الخير والرشاد .ولو نظرنا لحال الشيخ مع القصتين لوجدنا أنه لا ينتصر لنفسه وهذا معنى عظيم يكاد يندر في هذا الزمن ![]() ![]()
__________________
[يمنع وضع الإيميل [/center] نوح سابقاً
|
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|