بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـكـا يـة الأدب الإ سلا مـي . . .

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 09-11-2006, 11:29 PM   #1
الطالب للحق
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 6
حـكـا يـة الأدب الإ سلا مـي . . .

توطئة : أعلم أن الموضوع طويل , ولكن لعل فيه فائدة ترجى من طوله ...........




حين أطلَّت الحداثة كتيار وافد في التسعينيات المنصرمة ؛ لم يلبث هذا التيار كثيرًا حتى أوجد عصبة

مضادة له من المهتمين في الحركة الثقافية , كانت هذه العصبة في بدايتها آخذة بموقف الاستفادة من هذا التيار ما

أمكنتهم الاستفادة منه , كان الدكتور السوري عبد القدوس أبو صالح من الذين توجسوا خيفة منه , فكان أن جمع

حوله من بعض المهتمين بهذه الحركة الثقافية , فبدأ بتكوين هذه العصبة من أمثال الدكتور محمد الهاشمي

والهويمل , وغيرهم , ولم يمانع الأخير من الانصياع إلى إلحاح الدكتور عبد القدوس , وإن سبق أن ألقى محاضرة في

نادي أبها مدافعًا عن أدونيس والسياب والبياتي , واقفًا ضد التيار الصحوي آنذاك , كان دفاعه من منطلق قوله تعالى :

( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ) .

كان للدكتور عبد القدوس ما أراد , فقد استطاع أن يضم إليه ما سبق ذكرهم , فعملت هذه العصبة

على محاربة الحداثة محاربة لا هوادة فيها , فقد أوغلوا في رفضها محاولين أن يفهموا المجتمع بأنها تيار ينادي بنبذ

القديم بما يحمله من تراث إسلامي , وإحلال الجديد محله بلا هوية يرجع إليها , لم يتطرقوا إلى أن الحداثة أنواع

وأقسام , وبما أن المجال هنا هو الأدب ؛ فإنهم قالوا عنها إنها تيار فكري فاسد لا يتسق مع ديننا الإسلامي .

كانت هناك مساجلات كتابية بينهم وبين المنادين بالحداثة المعتدلة من أمثال الدكتور عبد الله الغذامي

والدكتور منصور الحازمي وغيرهم , كان الأخيران يناديان بأهمية الاستفادة من هذا التيار الوافد لتواكب حركتنا الثقافية

التجديد المبني على توجهنا الإسلامي , عبثًا حاولا أن يقنعوهم بما يناديان به , كانت هذه العصبة ترى أن الحداثة : (

تمثل الانحراف الفكري الذي يحارب الله ويحارب الدين ويحارب القيم والأخلاق ) , فانطلقوا من هذا الفهم المغلوط

الذي يبعث على الضحك .

لم يكن وقوف هذه العصبة ضد الحداثة يتبع اتجاه الضدية وحسب , وإنما أخذوا يعملون في الخفاء لكي

يؤطروا لمنهج جديد يدَّعون أنه السبيل الأمثل للوقوف بوساطته ضد الحداثة الوافدة , كان هذا المنهج هو الأدب

الإسلامي الذي نعده مذهبًا خطرًا لما يشيع فيه من الفرقة بين الأدباء , فكلنا نحمل الدين ونتحلى بخلق القرآن , قد

يشذ من بين أدبائنا من يجنح إلى ما لا يقبل ولكنه نادر لا يعتد به .

كان لهذه العصبة ما أرادوه , لكنهم لم يقدموا لنا شيئًا , ففي المجال الروائي لم نجد لهم تأثيرًا في

الساحة الأدبية , لم نجد روايات يعتد بها من حيث السرد الفني , إذ إنه ينهزم سريعًا إذا عقدنا موازنة بينه وبين السرد

الفني في روايات أصحاب الحداثة , قدم أحمد بدوي رواية ( أختاه أيتها الأمل ) وقد الدكتور عبد الله العريني ( دفء

الليالي الشاتية ) و ( مهما غلا الثمن ) كذلك الأمر في الشعر , فقد غاب عنه ذاك الخيال المحلق الذي كنا نجده في

الشعراء القدامى الأكثر إسلامية من شعرائنا اليوم , فكان أن جاءوا بشعر باهت لا يصل إلى رتبة الشعر المعتد به

بحق .

على أنهم شعروا بعد حين وخوفًا منهم على أن يتهموا بالتخلف وعدم مواكبة التجديد , فكان أن بدؤوا

باستخدام مصطلحات الحداثة الآن , وذلك من مثل ( شرعنة , الظلاميات , الحداثوية , التبئير , التشعير . . . إلخ ) .

وإنك وإن سألتهم عن تعريف جامع لمفهوم الأدب الإسلامي لوجدتهم يختلفون حوله , إلا أنهم يتفقون

على أنه منهج يشيع الكلمة الطيبة , ومع ذلك تجد بعضهم أكثر سلاطة من غيرهم , إذ كانوا يشبهون خصومهم

بذيل الحمار , وبأوصاف ليست من الكلمة الطيبة في شيء , من مثل ( الغبي , الفارغ , النكرة , المتحرش ,

المستعدي , المثرثر , الجاهل , العنصري , المتجشئ بالفراغ , المدخول , المعزول , الشيطان , المتشبع بالزيف ) ,

أي أنهم على غير بينة من أمرهم تجاه هذا المصطلح , فكأنهم كانوا أكثر تقمصًا لتيار الحداثة من الحداثيين أنفسهم .

على أنك لتعجب من جعلهم نجيب الكيلاني _ رحمه الله _ رائدًا للأدب الإسلامي بالرغم مما يشيع في

رواياته من الجنس والجريمة , من مثل ( الربيع العاصف , أميرة الجبل , دم لفطيرة صهيون ) .

محبكم / أحمد المهوس
الطالب للحق غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 02:06 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)