بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الله يفرح بي !! مــــا أســــعدني ..

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 10-11-2006, 12:13 AM   #1
yasmeena
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
البلد: .. قــــ الطفولة ـــلب ..
المشاركات: 274
الله يفرح بي !! مــــا أســــعدني ..

درة من درر ابن القيم
في مدارج السالكين
أنقلها لكم أيها الأفاضل
سائلة المولى أن ينفع بها قارئها وناقلها
وأن يتغمد كاتبها بواسع رحمته

******************************
"إحسان الله إليك على مَدَى الأنفاس: أزاح عللك، ومَكَّنك من التزود إلى جنَّته،
وبعث إليك الدليل، وأعطاك مؤنة السفر وما تتزود به، وما تحارب به
قُطّاع الطريق عليك، فأعطاك السمع والبصر والفؤاد، وعرَّفك الخير والشر،
والنافع والضار، وأرسل إليك رسوله، وأنزل إليك كتابه،
ويسَّرَه للذكر والفهم والعمل، وأعانك بمدد من جنده الكرام يثبتونك ويحرسونك،
ويحاربون عدوك ويطردونه عنك، ويريدون منك أن لا تميل إليه ولا تصالحه
وهم يكفونك مؤنته، وأنت تأبى إلا مظاهرته عليهم، وموالاته دونهم،
بل تظاهره وتواليه دون وليّك الحق الذي هو أوْلى بك.

قال الله تعالى: (وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا
إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني
وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا
)الكهف50.

طَرَد إبليس عن سمائه، وأخرجه من جنته وأبعده من قربه
إذ لم يسجد لك وأنت في صلب أبيك آدم لكرامتك عليه، فعاداه
وأبعده، ثم واليت عدوه، ومِلْتَ إليه وصالحته، وتتظلم مع ذلك،
وتشتكي الطرد والإبعاد، وتقول:
عوَّدوني الوصال، والوصف عذب *** ورموني بالصَّدِّ، والصد صعب
نعم. وكيف لا يطرد من هذه معاملته؟ وكيف لا يبعد عنه من كان هذا وصفه؟
وكيف يجعل من خاصته وأهل قُربه مَنْ حاله معه هكذا، قد افسد
ما بينه وبين الله وكَدَّره؟

أمره الله بشكره لا لحاجته إليه ولكن لينال به المزيد من فضله،
فجعل كفر نعمه والاستعانة بها على مساخطه من أكبر أسباب صرفها عنه.

وأمره بذكره ليذكره بإحسانه، فجعل نيسانه سببا لنسيان الله له
: (نسوا الله فأنساهم أنفسهم)الحشر19. (نسوا الله فنسيهم)التوبة:67. أمره بسؤاله ليعطيه فلم يسأله،
بل أعطاه أجلَّ العطايا بلا سؤال، فلم يقبل.

يشكو من يرحمه إلى من لا يرحمه، ويتظلم ممن لا يظلمه
ويَدَعُ من يعاديه ويظلمه، إن أنعم عليه بالصحة والعافية والمال والجاه
استعان بنعمه على معاصيه، وإن سلَبَه ذلك ظل متسخطاً على ربه
وهو شاكيه، لا يصلح له على عافية، ولا على ابتلاء، العافية تلقيه
إلى مساخطه، والبلاء يدفعه إلى كفرانه وجحود نعمته، وشكايته إلى خلقه.

دعاه إلى بابه فما وقف عليه ولا طَرَقَه، ثم فتحه له فما عرَّج عليه ولا ولَجَه،
أرسل إليه رسوله يدعوه إلى دار كرامته فعصى الرسول، وقال: لا أبيع ناجزا
بغائب، ونقداً بنسيئة، ولا أترك ما أراه لشيء سمعت به، ويقول:
خذ ما رأيتَ، ودع شيئاً سمعتَ به *** في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل
فإن وافق حظه طاعة الرسول أطاعه لنيل حظه، لا لرضا مرسِله،
لم يزل يتمقت إليه بمعاصيه، حتى أعرض عنه، وأغلق الباب في وجهه.

ومع هذا فلم يؤيسه من رحمته، بل قال: متى جئتني قبلتك،
إن أتيتني ليلاً قبلتك، وإن أتيتني نهاراً قبلتك، وإن تقرَّبت مني ذراعاً
تقربت منك باعاً، وإن مشيت إليّ هرولتُ إليك، ولو لقيتني بقراب الأرض خطايا،
ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً أتيتك بقرابها مغفرة، ولو بلغت ذنوبك عنان السماء،
ثم استغفرتني غفرت لك، ومَنْ أعظم مني جوداً وكرماً؟

عبادي يبارزونني بالعظائم، وأنا أكلؤهم على فرشهم، إني والجن والإنس
في نبإِ عظيم: أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر سواي، خيري إلى العباد نازل،
وشرهم إليَّ صاعد، أتحبب إليهم بنعمي، وأنا الغني عنهم، وبتبغضون إليّ بالمعاصي،
وهم أفقر شيء إليّ.

من أقبل أليّ تلقيته من بعيد، ومن أعرض عني ناديته من قريب، ومن ترك لأجلي
أعطيته فوق المزيد، ومن أراد رضاي أردت ما يريد، ومن تصرف بحولي
وقوتي ألنت الحديد.

أهل ذكري أهل مجالستي، وأهل شكري أهل زيادتي،
وأهل طاعتي أهل كرامتي، وأهل معصيتي لا أُقَنِّطهم من رحمتي،
وإن تابوا إليّ فأنا حبيبهم، فإني أحب التوابين وأحب المتطهرين،
وإن لم يتوبوا إليَّ فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب.

من آثرهم على سواي آثرته على سواه، الحسنة عندي بعشر أمثالها
إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والسيئة عندي بواحدة،
فإن ندم عليها واستغفرني غفرتها له..."

إلى أن يقول –رحمه الله- في فرح الله بتوبة عبده:
"وهذه فرحة إحسان وبر ولطف، لا فرحة محتاج إلى توبة عبده،
منتفع بها، وكذلك موالاته لعبده إحسانا إليه، ومحبة له وبرا به،
لا يتكثر بها من قلة، ولا يتعزز بها من ذلة، ولا ينتصر به من غلبة،
ولا يَعُدُّه لنائبة، ولا يستعين به في أمر،
(وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك
ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا
)."


دمتم يحفظكم الرحمن
أختكم ياسمينه
__________________

.
.
إني أحلم ..

بأن ألتقي المرء..فأقرأه ككتاب مفتوح ..لماذا نضيع السنين
في الخداع .. والتظاهر!!؟
yasmeena غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 10:41 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)