بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » " شيفرة " وطني ... وبكاءٌ على ضريحٍ ... !!!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 15-11-2006, 10:18 PM   #1
أبو زياد الصالح
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 63
" شيفرة " وطني ... وبكاءٌ على ضريحٍ ... !!!

[frame="2 90"]

يا فؤادي رحم الله الهوى .... كان صرحًا من خيال فهوى
اسقني واشرب على أطلاله ... واروِ عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبرًا ... وحديثًا من أحاديث الجوى

لا يا ناجي ..لم يكن حبي صرحاً من خيال فهوى ..لا ..لم يكن كذلك ..!!بل هو ثمن بيع الأوطان..!!

السلام عليكم جميعًا:


اليوم أكتب لكم بعود ثقاب سرقته من مخزن جدّي القديم.. ومن حق الأشياء القديمة أن تتشح بالنقاء..

القدر وحده من جعلني في مواجهة عارية مع من يحملون ألوية خضراء ويغتالونها بالليل... ثم يشنقون الأقمار على صفائح أكفان الشهداء...

في عيوني دموع لكن ليس بمقدوري أن أجهش.. حتى لا تطير العصافير من جحور العقارب؛ فكل شيء يختلط على بائع الجرائد...

ساوموني أن أدخل معركتهم، وأنا الذي رفضتُ كل المعارك حتى لا يتأذى الشهداء.. واليوم يصلبني سارقو النسور لأجدد ولائي لتاريخ أحفره كل يوم بخفيّ ناقتي... ويلهم إن كان الولاء بكلمات أُعلَّق عليها...

هل يُقاس عمر الولاء للأوطان بعمر الدكاكين المتهدمة على أصحابها..؟! أم بعمر الكلمات المرتلة..؟! أم بعمر رائحة الشهداء الزكية..؟! أم بعمر جيش الشطرنج في قصور باريس..؟!
لا أدري؛ فكل الذي أعرفه أن وطني لا يبتسم كابتسامة الجوكاندا...

إذن سنكتفي بزيارة القبور، وسيكتفون بإطالة جدران المقابر حتى نعيش الحزن طول أعمارنا القصيرة.. فهناك أبواب لم تُخلق لتُفتح؛ بل لتُكسر، وهناك أبواب ليس لها مفاتيح وهناك أسوار ليس لها أبواب، والوطن ليس إلا خريطة على تراب في عيون البائعين...

هل أبكي من القدر حينما أوجدني في زمن تُطعِمُ النسورُ أحشاءَها للغربان حتى لا تنعق بحفظ التراتيل والخرائط الرملية.. ذاك زمن الهجير والخريف...

ليس بمقدوري أن أحكي عن صفقة يُباع فيها الوطن تحت جوع الجوعى وفقر الفقراء ونكبة المشردين.. والثمن أرصدة من ولائنا تملأ أرصدة الخائنين.. وقصور تنبت أزهارُها بدموع عذابنا... والمجد بعيونهم يُصنع بـ"سارعي للمجد والعلياء"...

وليس بمقدور الشهداء والفقراء أن يُسرق منهم تراب روّوه بأنفاسهم وكتبوا عهد السماء أن الثرى والتاريخ لايُساوم عليه في بارات جنيف ومدريد ..

هل شيفرة الوطنية الآن أن ترفع صوتك عاليا " ياسلامي عليكم يالسعودية ياديار الشهم يادار الأوطانِ " وبعدها أنت مواطن تستحق أن تُزفّ كعريس حتى لو تلطخت يدك باغتيال الوطن وامتلأ جيبك بأكباد الأطفال ... من ينقذني من حفاري قبور الوطنية ..؟!! ومن ينقذني ممن يقودون معاركهم الخاصة في الساحة الشعبية باسم الله أو بسم الناس ..ليصلى وقودها من ينشدون للمطر ويبحثون عن الجمال ؟!!

الوطن لا يعرى.. لا يجوع .. لا يموت.. لا يشيخ .. لكنه يبكي حين يطؤه الغرباء.. ويحزن حين يسرقه الخونة.. وأجمل الأوطان هي التي لا تُرسم... لا تُعرف.. لاتكتب ..لا تُعلَّق على الحيطان لتلعقها الأوزاغ.. ولا تدخلها الغربان لتشوه بياض السحاب...

أنا والوطن ...
كنا نكتشف أن هناك من يبتسم لعناقنا.. من يبتسم لهجيرنا ..من يرسمنا كملائكة بلا أجنحة ..
قال لي الوطن ذات خريف: لا تدخلني وأنوار الشوارع ساطعة، بل تعال حينما تنام النجوم وتسكن الأخبية ويهجع الصغار، وخذ بيدك شعلة من حبك لترى حجم الأقنعة التي تجوب أحشائي وتنحر شهدائي وتبيعني قطعة قطعة، والثمن عذابات الفقراء والمتسولين الجوعى الباحثين عن كسرة الخبز الضائعة.. حتى إذا فضحهم الفجر رموا الأقنعة ورددوا "سارعي للمجد والعلياء" فتزداد الأرصدة أصفارًا بهذه التراتيل...

لا أدري.. هل الخيانة شيء عادي كالموت كالشيخوخة كالحب والميلاد...؟!! وقَدَرُ المناضلين الأحرار أن تصرعهم الخناجر المتدثّرة بالزهور ثم يباركها الظلام ليخفي معالم الجريمة وتصحو الأضرحة على استقبال عريس جديد صُرِع بنفس الخنجر...


هي الأقدار وحدها تصنع الغرباء .. هل كُتِبَ عليّ أن أزور وطني كسائح غريب دخل المتحف، ووقف عند لوحة، ثم غادر ليكتب عن هذه اللوحة في دفتر مذكراته.. أم أنني مسكون فيك، وكل ما أكتبُ عن لوحة في أي مكان.. فأنا أكتب عن أجمل أشيائي أكتب عنك..؟

الحنين وحده من يجعل النسور حائمة فوق أوطانها يوم أن تمرض الأرض وتسرقها الذئاب... وإذا انهدّ الجبل بحثتْ عن عناق سماوي...

لا تسقوني كأس الولاء لأصحو بعد الخمرة على كؤوس تكسّرت وبيوت
تهدّمت..
لا تحقنوني بإبر الولاء لأصحو بعد التخدير على جثث من رَفَضَ الإبر
والكؤوس ليروا الشمس أكثر جمالاً..
فقط.. أبعدوا من يرغمني على تجديد الولاء.. ثم يلعن الوطن بين أرصدته في جبال الألب وتضاريس غواني بيروت..


لا تزايدوا.. فالوطن تراب ومدن ونخيل مورقة بالقلب..

والوطن هجير وبرد يلفح القلب.. فمن يتحمل شتاءه وخريفه ..فهو أحق به .. كم هم القادرون على ذلك ..؟!! الذين لايستفتحون أعمدتهم الصباحية بحفر أخدود الوطنية ..

السلام عليكم...

مواطن صالح .. متقلد سيفه ... يغني لناقته ..
اسمي أبو زياد ..صالح
sf_317@hotmail.com
[/frame]
أبو زياد الصالح غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:03 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)