[قاسط الطائي]

[align=justify][align=justify]

بسم الله الرحمن الرحيم

بلدية بريدة: جمود على الماضي ينعكس سلباً على الحاضر.

[align=justify] كانت بلدية بريدة قبل فترة من الزمان, لا تعدو كونها بلدية, ميزانيتها وقدراتها محدودة , ثم استبشر الناس بعد ما بشروا برقيها إلى كونها أمانة, وبذلك ترتفع حصتها من الميزانية العامة للبلاد, حتى لا أكون مبالغاً إن قلت أنها قد تساوي ميزانية الأمانة, ميزانية دولة بأكملها, من دول جنوب أفريقيا, واستبشر الناس, لأن ذلك سينعكس إيجاباً إلى المدينة, بالنمو لمِا بدا عطائه, والإزدهار الإنشائي, من جميع نواحي احتياجات المدينة.

لا أخطئ القول, إن قلت أن ما يحصل للمدينة, من ازدهار هو من العمل المؤسساتي صرفاً, وليس من العمل الحكومي, إلا الروتين التي دأبت على سلوكه الأمانة, أما الإبداع في الإنشاء, والتنوع في الحلول, الذي يعكس للناس القدرات والكفاءات لدى الأمانة, من مهندسين و كوادر نشطة, فهو صفر على شمال الأرقام وإن كثرت, فما نراه اليوم هو نفس ما كنا نراه في عقود مضت, أكلت ما سهل امتضاغه, وشربت ما برد غليانه, فهي تسير على خطا ما رسمه المهندسون القدامى, من مختلف الجنسيات العربية والآسيوية, أما لإبداع الهندسي ممن سبق اسمه المهندس الفلاني الوطني السعودي, أو الكادر الإداري الوطني السعودي, فلا تسأل عن إبداع فُطر, ولا استراتيجة تشاهد على الواقع نراها تسابق النمو السريع للمدينة, والذي إن لم يقاد بتكتيك يوازيه بالقدرات, فسيصيبه التضخم المذموم , الذي ينعكس بالإعاقة والجمود على المدى البعيد المنتطر.

المدينة قد بُليت بمن يهتمون بالكماليات, من تشجير وترصيف, وهذا حسن لذاته لا على حساب غيره, من الَّامبالات بأساسيات المدينة من طرق فضفاضة, وأنفاق لّضيق فرَّاجة, وكباري سيابة, وخطط تسبق النمو قبل أن يجرف الأزقة وما عليها.

إن السياسة المعمول بها في الأمانة اليوم هو سياسة إن صح التعبير (اعدل الحوض) فالمُزارع لا يعدل الماء لحوضه حتى يصل الماء لكلاته, النمو الكبر للمدينة يريد سياسة (اعدل حوضك قبل أن يجري مائك) أنا لا أتكلم عن واقع ماضي لذِّكرى, ولا عن خيال أمني فيه الجرحى, أتكلم عن واقع مشاهد, يمكن تداركه ولا يحتمل تأجيله, فعلى سبيل المثال شارع الملك عبد العزيز( الخبيب ) كلٌ قد شاهد التوسعة التي حصلت له, وذلك عمل حسن لذاته ووقته, ولكنه على المدى البعيد, ستعود المشكلة السابقة ستعود, فالحل الحاصل له ليس حلاً جذرياً للمشكلة, إنما هو جزئي ووقتي, وستعلمون ولو بعد حين.

والذي لا يعتبر لماضيه يفسد مستقبله بيديه, آبائي وإخواني المسئولين, دعونا نعترف بأخطائنا, فذلك ينعكس بالحلول لواقعنا, فعلى سبيل المثال الواقعي, الذي يوضح مدى قصر نظر الاستراتيجية المعمول بها اليوم, ما يحصل في شمال المدينة في الطرق المبدعة لتوها, ترى فيها عدم الاعتبار لما حصل لجنوب المدينة, فهناك في شمالها ترى الطرق الرئيسية ضيقة, حتى لم يهيئا المكان للحلول المستقبله, من مساحة تتسع للأنفاق, والكُباري, أو حتى مجال لتوسعه, إن شمال المدينة على المدى البعيد, مقبل على ازدحام شديد, كما هو اليوم تعانون منه في الجنوب, فهلَّا اعتبرتم بجنوبكم لشمالكم.

أعلم أني قد أوجعت بالضغط على مكان الآلام ولكنه ضغط محب مشفق, فاحتملوه كما يحتمل المريض الآلم من طبيبه.

معذرة إليكم, لن أقوم في هذا العرض اليسير, أن أعرض الكم من القترات والضجرات في وجوه ونفوس الناس, مما رأوه ينعكس على مدينتهم, من بطء في الإنشاء واضطراب في التخطيط, لطُّرقِ المنشأة, أو ما سيبرى إنشائه, إن شاء الله, إنما هو عرض نموذجي, يوضح الفكرة, ولا يحصر الأمثلة, وأحسب أنه ربما كلمة صارت من جوامع الكلم, فأغنت عن الإسهاب والتكليف.

مافي الخاطر يجول, والقلم لا يعرف الفتور, ولا أريد أن اسهب في الإنشاء والنقول, فيكل القارئ الملول, ويتضجر المسئول, ونحن كلنا عن ذلك مسئول, لهذا كتبت على قدر ما أجود, وما استطعت عطائه فلن أخفيه في سلة المفقود, فكلنا في سبيل الله ثم مصلحة بلادنا نسعى, ولما يضر الدين ثم البلاد فالنفوس دونه تُفدى.

[/CENTER][/CENTER]

والسلام عليكم ورحمت الله وبركاته

[align=left]أخوكم: قاسط الطائي[/CENTER][/CENTER]