|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
|
وأظل أتمتم . . لله دره . . ! !
.
. . . بسم الله الرحمن الرحيم . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . . . . . . . . مكان هادئ . . ورفقة صالحة . . وأجواء باردة تلفح وجهكـ وصدركـ . . ثم . . آ آ آ آ آ آ تشو . . آتشو . . ربما لثمان مرات متتالية على أقل تقدير . . ! ! تلك ملامح سريعة من رحلتنا الخلوية إلى ( جوّ ) . . إحدى ضواحي مدينة الرياض . . والتي تبعد عنها قرابة الستين كيلاً . . هي يومان . . لكنها كانت رائعة . . فأنت تبتعد فيها عن ضوضاء المدينة وتلوثها . . تبتعد عن تلك الحياة المادية الملوثة بطبائع عجيبة جداً . . بعضها مما طبع عليه بعض بني جلدتكـ . . وبعض كثير مما جلبه لنا هذا الانفتاح المثير . . ! ! تبتعد . . فتستمع بالهواء النقي ، وتطرب أذنيك صيحات ذلكم الديك مع أول خيوط الفجر . . يا الله . . لكـ الحمد ربي أن رزقتني الأنس بمثل هذه اللحظات . . إنها لحظات التفكر في هذا الفلك العجيب . . تستيقظ قبل الفجر . . تصلي الوتر . . يؤذن المؤذن لصلاة الفجر معلناً بداية يوم جديد . . ونهاية آخر قد تقضى من أعمارنا . . تؤدي الصلاة . . ثم تتأمل ذلك القرص الأصفر المستدير وهو يحيي الناس . . إنها لآيات عظيمة لمن تأمل . . ! ! إي والله عظيمة . . يومنا ذلك كان يضج أنساً وروعة . . فمن الملعب . . إلى المسبح . . إلى مجالسة القلم والكاغد . . بعد صلاة العصر أبلغنا أحد الشباب أن الشيخ عبد الله بن جبرين سيلقي محاضرة في إحدى مساجد ( جوّ ) هذا اليوم .. ابن جبرين . . ؟ ؟ ! ! خرجت مني تلك الكلمة بغير قصد . . لوهلة صدمت . . الاسم معروف . . لكن مجيئه هنا غير مألوف . . ! ! لله دره . . تمتمت بها وأنا أستمع إلى صاحبنا وهو يواصل حديثه : اليوم بعد المغرب . . اجهزوا يا شباب . . ودنا نمشي قبل الاذان . . بعد دقائق لا تتعدى أصابع اليد الواحدة من أذان المغرب كانت سيارتنا واقفة في الساحة الصغيرة المقابلة للمسجد المقصود . . نزلت مسرعاً أحث الخطا نحو باب المسجد . . لا بد لنا اليوم من مكان قريب جداً من الشيخ . . نعلتين سبقت إحداهما الأخرى أو كادت . . متجهتان إلى طرف الباب . . يليهما أنا . . لكنني دخلت المسجد . . ولم أقف كما وقفا . . و . . ما هذا . . ؟ ؟ أتأمل . . شيخ وقور . . ذو لحية بيضاء طويلة . . ووجه نير مشرب بحمرة . . ومشلح أبيض وضع بغير عناية على كتفيه . . هذا كل شيء تقريباً . . كان الشيخ الوقور قائماً يصلي خلف مصلى الإمام مباشرة في الصف الأول . . انتبهت . . هناك كرسي بأربع قوائم موجود على يسار الشيخ . . لكنه كان خاوياً .. عدت أتمتم . . لله دره . . يبدو لي أنه أول الداخلين إلى المسجد . . أو هو من أوائلهم . . ولا أدل على ذلك من أنه سبق صاحب الكرسي . . والمعروف في مجتمعنا أن أصحاب الكراسي في المساجد هم السباقون . . ! ! المسجد خاوٍ إلا من نصف صف بدأ من المنتصف . . ثم امتد من يمينه وشماله . . عجباً . . أين الناس ؟ ؟ ! ! وقفت في الصف الثاني خلفه مباشرة . . بدأت بأداء تحية المسجد . . كبرت . . قرأت الفاتحة . . ركعت . . رفعت . . سجدت . . قمت للركعة الثانية . . والشيخ الوقور لم يتجاوز ركعته الأولى بعد . . أتممت الصلاة . . للتو قام الشيخ للركعة الثانية . . حضر صاحب الكرسي . . دقائق . . وانتهى الشيخ من صلاته . . سلم عليه صاحبنا المسن . . كان يجاهد الشيخ محاولاً تقبيل رأسه . . لكن الشيخ في هذه المسألة بالذات يدفعك بيده دفع الشاب القوي . . فلا تتمكن منه إلا على حين غرة في الغالب . . ! ! لله دره . . أين التواضع . . ليأتِ هنا فليستفد من هذا البحر الخضم . . إنه بحر . . لكنه عذب فرات . . أتصدقون ؟ ؟ بعد الصلاة . . ألمح الصفوف ، لا تزيد على الأربعة . . بل أقل . . ! ! بعد السنة الراتبة . . قام الشيخ إلى طاولة متواضعة . . وكرسي قديم قد وضع له . . بدأ الشيخ بالحديث عن الخوف من عذاب الله عز وجل . . وبدأ الدر يخرج بانتظام عجيب من فم الشيخ . . بعد النصف تقريباً من بدأه . . تتلفت يمنة ويسرة . . فترى بعض الرؤوس وقد انحنت للأسفل . . وبعضها متجه نحو السماء . . ! ! وقد ركزت الأيدي على الأرض من الخلف . . روحانية عجيبة . . وجو إيماني رائع . . أليس كذلكـ . . ؟ ؟ هو أسلوب الشيخ . . لا يساعدكـ كثيراً على متابعته . . لكن هذا ما عنده . . وهل اختار ذلكـ لنفسه . . ؟ ؟ أخذتني موجة من أفكار اليقظة . . جلست أتفكر في هذه الآية العظيمة . . كم يعاني ليخرج الجملة الواحدة . . كم يتحمل ؟ ؟ كيف فكر في المجيء إلى هنا ؟ ؟ فكرت في أنه يخرج كل نهاية أسبوع للدعوة . . ولم لا . . ؟ أعرف بعض العلماء هذا دأبهم . . ! ! لكن . . هل مثله يقوى على ذلكـ . .؟ لله دره . . بدأت الأسئلة . . يجيب الشيخ عليها بكل أناة وتؤدة . . بعض الأسئلة سهلة جداً لدرجة أنها لا تقبل التفكير فيها . . لكن شيخنا يدركـ جيداً حجم الثقافة في هذه القرية الصغيرة . . فتجده يأتي بالحكم فالدليل . . فالعقل . . ويمضي مسترسلاً . . كأنه نهر يتفجر ماؤه . . يتدفق فلا يقف .. بعد الصلاة . . وقفت مع أحد الشباب في طابور طويل للسلام على الشيخ . . صاحبي كان على ما يبدو على معرفة سابقة بالشيخ . . أعني المعرفة الشخصية . . وذلكـ بحكم عائلته المعروفة بالعلم . . كان أمامي . . عرفه الشيخ . . هلا . . كيف حالكم ؟؟ وش جابك هنا ؟! وشلونكـ ؟ وشلون أبوكـ ؟ وشلون عمانكـ ؟ وشلون عمان أبوكـ ؟ ؟ سلمت عليه . . وظفرت بتقبيل رأسه . . < = = هلا هنأتموني . . ![]() خرجت . . والشيخ لا يزال واقفاً أمام ذلك الطابور الطويل . . عند الباب . . استوقفت صاحبي . . وطفقت أحدثه . . كل عبارات التعجب قلتها . . كنت أسمع كثيراً . . عن التواضع . . عن الأخلاق . . عن العلم . . لكنني لم أقابله بعد أول مرة عندما كنت في الصف الرابع الابتدائي وحتى ذلكـ اليوم . . لذا . . فالشعور طبعا مختلف . . همس في أذني صاحبي ونحن نتجه إلى السيارة . . - أتود أن ترى شيئاً جميلا . . ؟ ؟ - ما هو ؟ - انظر . . لن أقول شيئاً .. قولوا أنتم . . فضيلة الشيخ العلامة: د.عبد الله بن جبرين في زيارة للشيخ سفر الحوالي شفاه الله سأظل أتمتم . . لله دره . . . . . . أخوكمـ / أبـو خـبـيـب ، ، ![]() ![]() ![]() .. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|