بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » وأظل أتمتم . . لله دره . . ! !

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 18-11-2006, 02:34 PM   #1
أبـو خـبـيـب
عـضـو
 
صورة أبـو خـبـيـب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
وأظل أتمتم . . لله دره . . ! !

.

.

.

.


بسم الله الرحمن الرحيم



. . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .





.

.

.

.

.

.

.



مكان هادئ . .

ورفقة صالحة . .

وأجواء باردة تلفح وجهكـ وصدركـ . .


ثم . .


آ آ آ آ آ آ تشو . . آتشو . .

ربما لثمان مرات متتالية على أقل تقدير . . ! !


تلك ملامح سريعة من رحلتنا الخلوية إلى ( جوّ ) . .

إحدى ضواحي مدينة الرياض . . والتي تبعد عنها قرابة الستين كيلاً . .




هي يومان . .

لكنها كانت رائعة . . فأنت تبتعد فيها عن ضوضاء المدينة وتلوثها . .

تبتعد عن تلك الحياة المادية الملوثة بطبائع عجيبة جداً . .

بعضها مما طبع عليه بعض بني جلدتكـ . .

وبعض كثير مما جلبه لنا هذا الانفتاح المثير . . ! !




تبتعد . . فتستمع بالهواء النقي ، وتطرب أذنيك صيحات ذلكم الديك مع أول خيوط الفجر . .

يا الله . .

لكـ الحمد ربي أن رزقتني الأنس بمثل هذه اللحظات . .

إنها لحظات التفكر في هذا الفلك العجيب . .





تستيقظ قبل الفجر . .

تصلي الوتر . .

يؤذن المؤذن لصلاة الفجر معلناً بداية يوم جديد . . ونهاية آخر قد تقضى من أعمارنا . .

تؤدي الصلاة . .

ثم تتأمل ذلك القرص الأصفر المستدير وهو يحيي الناس . .


إنها لآيات عظيمة لمن تأمل . . ! !

إي والله عظيمة . .



يومنا ذلك كان يضج أنساً وروعة . .

فمن الملعب . . إلى المسبح . . إلى مجالسة القلم والكاغد . .




بعد صلاة العصر أبلغنا أحد الشباب أن الشيخ عبد الله بن جبرين

سيلقي محاضرة في إحدى مساجد ( جوّ ) هذا اليوم ..






ابن جبرين . . ؟ ؟ ! !





خرجت مني تلك الكلمة بغير قصد . . لوهلة صدمت . .


الاسم معروف . . لكن مجيئه هنا غير مألوف . . ! !




لله دره . . تمتمت بها وأنا أستمع إلى صاحبنا وهو يواصل حديثه :

اليوم بعد المغرب . . اجهزوا يا شباب . . ودنا نمشي قبل الاذان . .





بعد دقائق لا تتعدى أصابع اليد الواحدة من أذان المغرب كانت سيارتنا

واقفة في الساحة الصغيرة المقابلة للمسجد المقصود . .


نزلت مسرعاً أحث الخطا نحو باب المسجد . .

لا بد لنا اليوم من مكان قريب جداً من الشيخ . .



نعلتين سبقت إحداهما الأخرى أو كادت . . متجهتان إلى طرف الباب . .

يليهما أنا . .

لكنني دخلت المسجد . . ولم أقف كما وقفا . .


و . .

ما هذا . . ؟ ؟


أتأمل . .


شيخ وقور . . ذو لحية بيضاء طويلة . .

ووجه نير مشرب بحمرة . .

ومشلح أبيض وضع بغير عناية على كتفيه . .

هذا كل شيء تقريباً . .


كان الشيخ الوقور قائماً يصلي خلف مصلى الإمام مباشرة في الصف الأول . .


انتبهت . .

هناك كرسي بأربع قوائم موجود على يسار الشيخ . .

لكنه كان خاوياً ..




عدت أتمتم . .

لله دره . .

يبدو لي أنه أول الداخلين إلى المسجد . .

أو هو من أوائلهم . .

ولا أدل على ذلك من أنه سبق صاحب الكرسي . .

والمعروف في مجتمعنا أن أصحاب الكراسي في المساجد هم السباقون . . ! !



المسجد خاوٍ إلا من نصف صف بدأ من المنتصف . .

ثم امتد من يمينه وشماله . .

عجباً . . أين الناس ؟ ؟ ! !




وقفت في الصف الثاني خلفه مباشرة . .

بدأت بأداء تحية المسجد . . كبرت . . قرأت الفاتحة . . ركعت . . رفعت . . سجدت . . قمت للركعة الثانية . .

والشيخ الوقور لم يتجاوز ركعته الأولى بعد . .

أتممت الصلاة . .

للتو قام الشيخ للركعة الثانية . .


حضر صاحب الكرسي . .


دقائق . .

وانتهى الشيخ من صلاته . .

سلم عليه صاحبنا المسن . .


كان يجاهد الشيخ محاولاً تقبيل رأسه . .

لكن الشيخ في هذه المسألة بالذات يدفعك بيده دفع الشاب القوي . .


فلا تتمكن منه إلا على حين غرة في الغالب . . ! !





لله دره . .

أين التواضع . .

ليأتِ هنا فليستفد من هذا البحر الخضم . .

إنه بحر . . لكنه عذب فرات . . أتصدقون ؟ ؟




بعد الصلاة . . ألمح الصفوف ، لا تزيد على الأربعة . . بل أقل . . ! !




بعد السنة الراتبة . . قام الشيخ إلى طاولة متواضعة . . وكرسي قديم قد وضع له . .



بدأ الشيخ بالحديث عن الخوف من عذاب الله عز وجل . .

وبدأ الدر يخرج بانتظام عجيب من فم الشيخ . .


بعد النصف تقريباً من بدأه . .

تتلفت يمنة ويسرة . .

فترى بعض الرؤوس وقد انحنت للأسفل . .

وبعضها متجه نحو السماء . . ! ! وقد ركزت الأيدي على الأرض من الخلف . .


روحانية عجيبة . . وجو إيماني رائع . . أليس كذلكـ . . ؟ ؟



هو أسلوب الشيخ . . لا يساعدكـ كثيراً على متابعته . . لكن هذا ما عنده . .

وهل اختار ذلكـ لنفسه . . ؟ ؟


أخذتني موجة من أفكار اليقظة . . جلست أتفكر في هذه الآية العظيمة . . كم يعاني ليخرج الجملة الواحدة . .

كم يتحمل ؟ ؟

كيف فكر في المجيء إلى هنا ؟ ؟


فكرت في أنه يخرج كل نهاية أسبوع للدعوة . . ولم لا . . ؟

أعرف بعض العلماء هذا دأبهم . . ! !


لكن . . هل مثله يقوى على ذلكـ . .؟



لله دره . .


بدأت الأسئلة . .

يجيب الشيخ عليها بكل أناة وتؤدة . .

بعض الأسئلة سهلة جداً لدرجة أنها لا تقبل التفكير فيها . .

لكن شيخنا يدركـ جيداً حجم الثقافة في هذه القرية الصغيرة . .

فتجده يأتي بالحكم فالدليل . . فالعقل . .

ويمضي مسترسلاً . .

كأنه نهر يتفجر ماؤه . .

يتدفق فلا يقف ..




بعد الصلاة . .

وقفت مع أحد الشباب في طابور طويل للسلام على الشيخ . .


صاحبي كان على ما يبدو على معرفة سابقة بالشيخ . . أعني المعرفة الشخصية . .

وذلكـ بحكم عائلته المعروفة بالعلم . .

كان أمامي . .

عرفه الشيخ . . هلا . . كيف حالكم ؟؟ وش جابك هنا ؟!

وشلونكـ ؟ وشلون أبوكـ ؟ وشلون عمانكـ ؟ وشلون عمان أبوكـ ؟ ؟



سلمت عليه . .

وظفرت بتقبيل رأسه . . < = = هلا هنأتموني . .


خرجت . . والشيخ لا يزال واقفاً أمام ذلك الطابور الطويل . .


عند الباب . .

استوقفت صاحبي . .

وطفقت أحدثه . .

كل عبارات التعجب قلتها . .


كنت أسمع كثيراً . .

عن التواضع . .

عن الأخلاق . . عن العلم . .


لكنني لم أقابله بعد أول مرة عندما كنت في الصف الرابع الابتدائي وحتى ذلكـ اليوم . .



لذا . . فالشعور طبعا مختلف . .


همس في أذني صاحبي ونحن نتجه إلى السيارة . .




- أتود أن ترى شيئاً جميلا . . ؟ ؟

- ما هو ؟

- انظر . .


لن أقول شيئاً .. قولوا أنتم . .




فضيلة الشيخ العلامة: د.عبد الله بن جبرين في زيارة للشيخ سفر الحوالي شفاه الله






سأظل أتمتم . .


لله دره . .




. .

. .

أخوكمـ / أبـو خـبـيـب ، ،










..
__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ،

فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ )


يحيى بن معاذ _ رحمه الله _

أبـو خـبـيـب غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 01:19 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)