|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
30-11-2006, 07:34 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 434
|
سؤال للتفكير : لماذا يقف كثير من الناس إذا وجدوا الإمام ساجدًا في الصلاة ؟!!
تصرف لم أجد له تفسيرًا في عقلي حقيقةً!
إلا - ربما - العجز عن النزول ثم الرفع ثانيةً! وأكبر من ذلك: ما وقع مرةً، حيث جاء أبٌ وابنه، فأراد الابن أن يسجد مع الإمام، فمنعه أبوه بيده قائلاً: اصبر.. اصبر!! وأظن هذا التصرف مخالفًا للشرع والعقل الصحيح. أما مخالفته للشرع: فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر المأموم أمرًا مطلقًا أن يتابع إمامه، فقال: "إنما جُعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا"، والمأموم إذا أتى والناس يصلون فإنه أتى وقصده الصلاة مع هذا الإمام، وعليه أن يتابعه ولو كان ساجدًا، ائتمارًا بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ قال: "وإذا سجد فاسجدوا"، وإذا سجد الإمام فوقف المأموم ينتظره فإنه مخالف مخالفةً ظاهرة لقوله: "فاسجدوا". وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا"، فقوله لمن جاء والإمام يصلي: "فما أدركتم فصلوا" يفيد أنه يصلي مع الإمام كلَّ ما أدركه من الصلاة، سواءً أدركه ساجدًا أو قائمًا أو قاعدًا. وفي حديث صريح في ذلك رُوي أن رجلاً جاء والنبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فسمع خفق نعليه، فلما انصرف قال: "أيكم دخل؟"، قال الرجل: أنا يا رسول الله، قال: "وكيف وجدتنا؟" قال: سجودًا - أي: وجدتكم ساجدين - فسجدت، قال: "هكذا فافعلوا، إذا وجدتموه قائمًا أو راكعًا أو ساجدًا أو جالسًا فافعلوا كما تجدونه..." الحديث، وفي لفظ مختصر بدون القصة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا..."، وهذا الحديث صححه الألباني - رحمه الله -، وهو محتمل للصحة. وقد ورد عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه كان يدرك الإمام ساجدًا فيسجد معه. وقال عطاء بن أبي رباح - رحمه الله -: "فإن أدركته - أي: الإمام - ساجدًا فاسجد، وجالسًا يتشهد فاجلس وتشهد". وكلُّ ذلك يدلُّ دلالة واضحة على أن المطلوب من المأموم متابعة إمامه على أيِّ حالٍ وجده. وأما مخالفة ذلك للعقل الصحيح: فإن الرجل إذا وجد الناس يصلون ووقف ينتظرهم، فإنه كالذي يرى الغنائم والأرزاق والأموال توزع لكل الناس، ويجلس بعيدًا يرقب المشهد! فإن الصلاة من أعظم العبادات، وهي من مواطن الأجر العظيم، والثواب الجزيل، والعاقل من يحرص كل الحرص أن يكون من محصلي أكثر ثوابها وأجرها، فإن لم يمكنه اللحاق بالصلاة من أولها، فلا أقل من اللحاق بما يمكنه اللحاق به منها! وأعجب شيءٍ الذي يرى الناس سجودًا، ويتكتف يديه ينتظرهم يقومون، بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد"، ويقول: "فأكثروا فيه - أي: السجود - من الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم"، ومع عظيم فضل السجود، وربما كانت له دعوة مستجابة فيه، إلا أنه أبى أن يقف حارمًا نفسه كل ذلك الخير، وليس في عقلٍ صحيح أن يحرم المرء نفسَهُ أفضالاً عظيمة لا تكلّفه شيئًا. وقد يقول قائل: قد يرفع الإمام من السجود في اللحظة التي كبرت فيها معه، أو نزلت شيئًا لأسجد، فما الفائدة! ويُقال: ثوانٍ، بل ثانية، بل لحظة في الصلاة= أفضل من دقائق وساعات في غيرها، فتأمل! أما لو كان الباعث على هذا العجز والتكاسل؛ فهذه مشكلة كبرى، فكيف يستكثر المرء على ربِّه بضع حركات، لو كُلّف أضعافها خارج الصلاة لما توانى عنها، فالله المستعان. وفق الله الجميع لكل خير. النادم
__________________
كثرت ذنوبي ، فلذا أنا نادم . أسأل الله أن يتوبَ عليَّ ، ويهديَني سبيل الرشاد . وما أملي إلا ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم ﴾ . أبو عبد الله
|
الإشارات المرجعية |
|
|