بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » قولوا ما شئتم : فلن أعتذر عما جرى في كلية اليمامة .. !!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 02-12-2006, 01:51 PM   #1
أسد العقيدة
Guest
 
المشاركات: n/a
قولوا ما شئتم : فلن أعتذر عما جرى في كلية اليمامة .. !!

قولوا ما شئتم : فلن أعتذر عما جرى في كلية اليمامة.


قبل حوالي سبعة قرون ، وقف نصرانيٌّ أمام رجلٍ مسلمٍ عاميٍّ وشرع يورد عليه إشكالات واعتراضات حول صحة دين الإسلام. ولما لم يجد العامي جواباً عن اعتراضات النصراني ، انهالَ عليه بالضرب والنكال وهو يقول : "هذا هو الجواب".
كانت هذه الحادثة العرضية سبباً لأن يؤلف الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ كتابه العظيم ( هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى ).

لم يتوقف ابن القيم في كتابه كثيراً عند تصرف المسلم ، وإنما أشار إلى قصور فعله في أسطر قليلة ، ثم أتبع ذلك بكتابٍ كامل في إنكار و نقض أباطيل النصراني بالدليل والبرهان. ولو وقعت هذه الحادثة في زماننا لرأينا من يكتب ويخطب طويلاً في إنكار ضرب النصراني، ويغض الطرف عن تعدي النصراني على الدين الإسلامي!
ومن كان في شك من ذلك ، فليتأمل تداعيات أحداث كلية اليمامة وسوف يدرك ما أعنيه.


- - - - - - - - - - - - - - - - -


لنرجع إلى الوراء سبعة قرونٍ أخرى، لنقف على حادثة أقدم وقعت في العهد النبوي ، حين بعث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نفراً من أصحابه ليستطلعوا حال قريش. فصادفوا قافلة للمشركين في طريقها إلى مكة في آخر يوم من شهر رجب الحرام. فأشكل على الصحابة الحال، لأنهم إن هاجموا القافلة فقد انتهكوا حرمة الشهر الحرام، وإن تركوها إلى الغد ، فسوف تدخل حدود الحرم ولن يستطيعوا النيل منها . فاجتهدوا وهجموا، فقتلوا وأسروا. فاتخذ المشركون من ذلك ذريعة للطعن على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فصاروا يعيرونه بأنه يزعم أنه نبي، وأصحابه ينتهكون الشهر الحرام ، ويستبيحون القتال فيه. فأنزل الله ـ تعالى ـ على نبيه قوله :

( يسألونك عن الشهر الحرام قتالٍ فيه. قل : قتال فيه كبيرٌ. وصد عن سبيل الله وكفرٌ به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله ، والفتنة أكبر من القتل ).
ومعنى هذه الآية : أن هذا القتال الذي تستنكرونه ـ أيها المشركون ـ وتعيرون به المسلمين ، وإن كان كبيراً عند الله ، فما ارتكبتموه أنتم من الكفر بالله ، و الصد عن سبيله وعن المسجد الحرام أكبر عند الله من ذنب القتال في الشهر الحرام. لأن الصد عن سبيل الله فتنة في الدين ، والفتنة أشد من القتل.

- - - - - - - - - - - - - - - - -

تذكرت هاتين الحادثتين وأنا أقرأ وأتابع ما يكتب حول أحداث كلية اليمامة. كنت أتابع فأرى استنكار الجميع للفوضى والعراك الذي حصل بموقع الكلية. لكني أرى كلاماً أقل حول ( الفتنة ) التي هي أشد من ( الضرب ) ، بل هي أشد من ( القتل ).

أن يأتي فاجر ليعتليَ منبراً ثقافياً بقلب المملكة العربية السعودية ، ليعلن على الملأ بكل وقاحة تأييده وموافقته لتصريحات وزير الثقافة المصري حول الحجاب، فهذه هي الجريمة التي لا تغتفر ، وهذه هي ( الفتنة ) التي أخبر الله أنها أشد من القتل.

لن أذيع سراً إن قلت إني لم أكن أنتظر خيراً من ندوة يشارك فيها أمثال : ( معجب الزهراني ، و الغذامي ، وفوزية أبو خالد ، وكمال أبو المجد ، وصلاح فضل ). فهذه الأسماء تعتبر أمثلةً حيةً على ( أزمة المثقف العربي ) الذي يعاني من التيه والضياع.


لكن ـ مع ذلك كله ـ فإنه لم يخطر ببالي أن يصل حال هذه الندوة إلى هذه الدركة من الانحطاط.

مصر تهتز لتصريحات وزيرها المنحرف.
وقبل ذلك اهتز العالم الإسلامي كله لأجل قرار فرنسا بمنع الحجاب في المدارس.
والآن تأتي الدعوة نفسها في قلب بلاد الحرمين ، وبأسلوب أقبح وأفجر.

ثم بعد ذلك يتوقع القائمون على الندوة أن تمرَّ الواقعة بسلامٍ !!

كثيراً ما نسمع حديثاً من مثقفينا ـ المخدوعين منهم والمخادعين ـ حول حريةٍ يريدونها في حدود ثوابت الشرع، فأين هي الثوابت الآن حين يُدعى مثل هذا المتخلف ليتقيأ فجوره بأرض الحرمين وهو يجلس بجوار ( رسول الحداثة ) ـ على غيره الصلاة والسلام ـ .

أليس هذا الرسول هو الذي اشتكي قبل عام مضى بين يدي الملك عبدالله من الخلل العظيم في مناهج التعليم؟! فما بال لسانه خرس عن زندقة تلقى بين يديه وبمباركة منه ومن مؤيديه ومن منظمي ندوة تتحدث عن ( أزمة المثقف العربي )!


انتهت الندوة ، وجاء دور المسرح وحصل ما حصل ، ثم اختلفت الروايات بعد ذلك في بيان السبب الذي دعا ( بعض ) الحضور للتهجم على الممثلين.
لن أقف كثيراً عند هذه النقطة. لكني أقول : إن كان وقع شيءٌ من الهزء والسخرية بدين الله أو التعدي على حرماته، فرحم الله تلك الأكف البيضاء ، وجزى الله كلَّ ضاربٍ لفاجرٍ خير الجزاء، ولا حَرَمه أجر المجتهد ( أصاب في اجتهاده أو أخطأ ).


أما إن لم يكن هناك تعدٍ على حدود الشرع ، فهناك جهات أمنية سوف تتولى الأمر ، وسوف يأخذ الجاني نصيبه، ولسنا ملزمين بالاعتذار عن شيء لم نفعله. لكن يبقى السؤال الأهم معلقاً : ماذا عن دعاة ( الفتنة ) التي هي أشد من القتل؟!

يبقى أن نقول لصاحب الكلية ، وللجهات الأمنية ، وللعقلاء من المسؤولين : إن كان تكسير مسرح كلية اليمامة وضرب الممثلين كبيرة ، فتصدير المفسدين المنحرفين أكبر عند الله ... ( والفتنة أكبر من القتل ).


محمد بن سيف / الساحة السياسية
 


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:45 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)