آســـــــــــف !!

ولد المريدسية · 02-12-2006, 10:53 PM

======== 1 ========
مِنْ حِكايَـاتِ صَاحبي المَـاتعَة :
يُروى أنّ هُناك فتىً يافعاً توجّـه نحوَ ابنِ عَمّـه ، وَصَفعهُ عَلى خَـدّه صَفعةً قويّة أفقَــدت ابنَ العَـمّ صَـوَابه ..
عِندَهَا لامَهُ أبُوه وَعَنّفـهُ عَلى هذا الفعل المَشين ..
فَمَا كان مِنْ هذا الفتى إلا أنْ قال :
فعلتُ ذلك لأُبَرْهِن أنّي مُهَــذّب ، وَالدليـْل : ( آسـفٌ يا ابنَ عَمّي ) !!!

======== 2 ========
في إحْـدى المناسَبَات العزيزة عَلى قلبي ، حيثُ الضّيوفُ الكرَام ، وَالجَمْـعُ المُبَـارَك .. اتفقتُ أنا وَصَاحبُ المطعـم عَلى أنْ يكونَ مَوْعِـد الغــدَاء هُوَ السّاعة الثانية ظهـراً ..
حَصَــل مَا لمْ يكنْ بالحُسْبـَان .. عَقاربُ الساعةِ تَلْتَهمُ الوَقت ، وَالموعِـدُ أَزِف ، وَالضّيُوف يَرْمُقـون البّـاب ، وَأنا أدْخُـلُ وَأخـرجُ ، بَينما مُكالمَاتي تنهــالُ على صَاحب المطعم دونَ جَـدْوى ..
مَـرّت عَشـرُ دَقائق ، تَتبعُها عَشـرٌ أُخْريات ، لتصِـلَ في النّهـَاية إلى سَـاعةٍ كاملة ..
ثمّ وَقعت الوَاقعـة ، ليقـولَ لي صَاحبُ المطعم ببرُود : ( آســـف ) !!

======== 3 ========
عنـدمَا توجّهتُ لأحَـدِ المَصَـارف الأهليّـة كي أقضيَ مُعامَلة مَاليةً لي ..
كانتْ سَتستغرقُ عِدّة دَقائق لا أكثـرَ ، لأتفـَاجأ بسيـّارةٍ رَابضةٍ خَلفَ سيـَّارتي ..
بحثـتُ عَنه ذاتَ اليَمين وذاتَ الشمَـال فلمْ أعثـرْ على شيء ..
ذهبتُ إلى المحـَلات المجـَاورة لعلّي أظفـرُ به ، ولكنّ شيئاً مِنْ هذا لمْ يحـدُثْ !
ناديتُ بأعْلى صَـوتي : يا صـَاحبَ السيـّارة البيضـاء ، أينَ أنت ؟!
أشغلتُ نفسي ، وأشغلتُ المـَارة مَعي بحثـاً عَنْ هَـذا المأفُـونِ الذي مَا رَعَى ذوقاً ، ولا تَسَــلّح بخُلُق ..
لأجِــدَهُ بَعـد سَاعاتٍ وَهوَ يُعــدّل مِنْ شَخصيّـته ، ليقولَ لي بكـلّ صَـلافة : ( آســـف ) !!

======== 4 ========
في مُناسَبـةٍ كبيرة ، وَأمـام جَمَـعٍ مِنَ النـّاس .. لمْ يتـورّع هـَذا الأفّـاك عَنْ مُهَاجَمَتي بأقذعِ السّباب ، أو الهُجُـومِ عليّ بكلماتٍ نابيـة ، بَلْ وَحَتى إنّه اخْتـَلقَ الأكاذيبَ لتَنطليَ الحِكـايةُ عَلى السّامعين ..
وَحينمَا توافقتُ وَإيـاه عِنـد البوَّابةِ الخـَارجية رَمَقتُـهُ بعيني ، ليقـرَأَ سُطوراً مِن الغضبِ في وجهي ..
حَاول أنْ يشيحَ بوجههِ عنّي ، لكني أطلتُ النظـرَ إليه ، ليَخـرُجَ مِنْ صَمتـهِ ،
وَيقـولَ لي - فقـط - : ( آســـف ) !!

======== 5 ========
مِن المعـلوم أنّ شريـط ( الزئير ) الذي أنتَجتـهُ تسْجيلاتُ الاستقامة قدْ مُنــعَ ، وليسَ له وجـودٌ في أرفف التسْجيـلاتِ ..
وبمَا أنّ الحـَـال هكــذا فقـدْ حَرصتُ أشــدّ الحِرصِ عَلى هذا الإصْـدَار ، وَأبقيتُـهُ في درج السيّـارة عَلى أنْ أسْتمـعَ إليهِ بين فترةٍ وَأخرى ..
إلا أنّ هُنـاك أناسَـاً لا يَرقبُون إلاً ، وَلا يَرعونَ ذمّـة .. قدْ جَرت في دمَائهم ، وَسَـرتْ في عُروقهم عَـادةُ إخْـلاف الوَعد !
إذ جَاءني أحَـدُهُم مُتوسّـلاً وَطالبـاً منّي الشـريْط ، وهوَ الذي تعهّـد بإرجـَاعهِ خلالَ أسْبـوع ..
وَيمُــرّ أسبُـــوع ..
وَيمُــرّ أسبـُـوعَان ..
وَتمـــرُّ ثـلاثةٌ .. وَأربعـَـة ..
وَيأتي الشهـرُ الثـاني والثـالث ..
وَلمْ أجْــد بُـدّاً مِنْ مُصَـارَحته ، وَالسّـؤال عَن الشريط ..
ليقـولَ لي بكل بَــلادَةٍ : ( الشـريطُ ضـَـاع ) !!
وَفي النّهـَاية تأتي الكـلمةُ المَمَجُــوجَة : ( آســـف ) !!

.
.
.
========( ولد المريدسية )========

02-12-2006, 10:53 PM	#1
ولد المريدسية عـضـو تاريخ التسجيل: Apr 2003 المشاركات: 659	آســـــــــــف !! ======== 1 ======== مِنْ حِكايَـاتِ صَاحبي المَـاتعَة : يُروى أنّ هُناك فتىً يافعاً توجّـه نحوَ ابنِ عَمّـه ، وَصَفعهُ عَلى خَـدّه صَفعةً قويّة أفقَــدت ابنَ العَـمّ صَـوَابه .. عِندَهَا لامَهُ أبُوه وَعَنّفـهُ عَلى هذا الفعل المَشين .. فَمَا كان مِنْ هذا الفتى إلا أنْ قال : فعلتُ ذلك لأُبَرْهِن أنّي مُهَــذّب ، وَالدليـْل : ( آسـفٌ يا ابنَ عَمّي ) !!! ======== 2 ======== في إحْـدى المناسَبَات العزيزة عَلى قلبي ، حيثُ الضّيوفُ الكرَام ، وَالجَمْـعُ المُبَـارَك .. اتفقتُ أنا وَصَاحبُ المطعـم عَلى أنْ يكونَ مَوْعِـد الغــدَاء هُوَ السّاعة الثانية ظهـراً .. حَصَــل مَا لمْ يكنْ بالحُسْبـَان .. عَقاربُ الساعةِ تَلْتَهمُ الوَقت ، وَالموعِـدُ أَزِف ، وَالضّيُوف يَرْمُقـون البّـاب ، وَأنا أدْخُـلُ وَأخـرجُ ، بَينما مُكالمَاتي تنهــالُ على صَاحب المطعم دونَ جَـدْوى .. مَـرّت عَشـرُ دَقائق ، تَتبعُها عَشـرٌ أُخْريات ، لتصِـلَ في النّهـَاية إلى سَـاعةٍ كاملة .. ثمّ وَقعت الوَاقعـة ، ليقـولَ لي صَاحبُ المطعم ببرُود : ( آســـف ) !! ======== 3 ======== عنـدمَا توجّهتُ لأحَـدِ المَصَـارف الأهليّـة كي أقضيَ مُعامَلة مَاليةً لي .. كانتْ سَتستغرقُ عِدّة دَقائق لا أكثـرَ ، لأتفـَاجأ بسيـّارةٍ رَابضةٍ خَلفَ سيـَّارتي .. بحثـتُ عَنه ذاتَ اليَمين وذاتَ الشمَـال فلمْ أعثـرْ على شيء .. ذهبتُ إلى المحـَلات المجـَاورة لعلّي أظفـرُ به ، ولكنّ شيئاً مِنْ هذا لمْ يحـدُثْ ! ناديتُ بأعْلى صَـوتي : يا صـَاحبَ السيـّارة البيضـاء ، أينَ أنت ؟! أشغلتُ نفسي ، وأشغلتُ المـَارة مَعي بحثـاً عَنْ هَـذا المأفُـونِ الذي مَا رَعَى ذوقاً ، ولا تَسَــلّح بخُلُق .. لأجِــدَهُ بَعـد سَاعاتٍ وَهوَ يُعــدّل مِنْ شَخصيّـته ، ليقولَ لي بكـلّ صَـلافة : ( آســـف ) !! ======== 4 ======== في مُناسَبـةٍ كبيرة ، وَأمـام جَمَـعٍ مِنَ النـّاس .. لمْ يتـورّع هـَذا الأفّـاك عَنْ مُهَاجَمَتي بأقذعِ السّباب ، أو الهُجُـومِ عليّ بكلماتٍ نابيـة ، بَلْ وَحَتى إنّه اخْتـَلقَ الأكاذيبَ لتَنطليَ الحِكـايةُ عَلى السّامعين .. وَحينمَا توافقتُ وَإيـاه عِنـد البوَّابةِ الخـَارجية رَمَقتُـهُ بعيني ، ليقـرَأَ سُطوراً مِن الغضبِ في وجهي .. حَاول أنْ يشيحَ بوجههِ عنّي ، لكني أطلتُ النظـرَ إليه ، ليَخـرُجَ مِنْ صَمتـهِ ، وَيقـولَ لي - فقـط - : ( آســـف ) !! ======== 5 ======== مِن المعـلوم أنّ شريـط ( الزئير ) الذي أنتَجتـهُ تسْجيلاتُ الاستقامة قدْ مُنــعَ ، وليسَ له وجـودٌ في أرفف التسْجيـلاتِ .. وبمَا أنّ الحـَـال هكــذا فقـدْ حَرصتُ أشــدّ الحِرصِ عَلى هذا الإصْـدَار ، وَأبقيتُـهُ في درج السيّـارة عَلى أنْ أسْتمـعَ إليهِ بين فترةٍ وَأخرى .. إلا أنّ هُنـاك أناسَـاً لا يَرقبُون إلاً ، وَلا يَرعونَ ذمّـة .. قدْ جَرت في دمَائهم ، وَسَـرتْ في عُروقهم عَـادةُ إخْـلاف الوَعد ! إذ جَاءني أحَـدُهُم مُتوسّـلاً وَطالبـاً منّي الشـريْط ، وهوَ الذي تعهّـد بإرجـَاعهِ خلالَ أسْبـوع .. وَيمُــرّ أسبُـــوع .. وَيمُــرّ أسبـُـوعَان .. وَتمـــرُّ ثـلاثةٌ .. وَأربعـَـة .. وَيأتي الشهـرُ الثـاني والثـالث .. وَلمْ أجْــد بُـدّاً مِنْ مُصَـارَحته ، وَالسّـؤال عَن الشريط .. ليقـولَ لي بكل بَــلادَةٍ : ( الشـريطُ ضـَـاع ) !! وَفي النّهـَاية تأتي الكـلمةُ المَمَجُــوجَة : ( آســـف ) !! . . . ========( ولد المريدسية )========