بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » نار العنوسة .. أم عار الزواج من غير القبلي؟ .. أشيروا علي

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 12-12-2006, 10:55 PM   #11
هند الودعاني
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 24

أعجبتني مداخلة في نفس الموضوع من منتدى آخر أحببت أن أسوقها لكم راجية النفع و الفائدة

" لقد سبق الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي آخرون في الكتابة عن هذه القضية الشائكة الحساسة وبالرغم من أهمية القضية ومعاناة الكثير من البيوتات والعوائل بسببها إلا أن النقاش حولها كان وما زال يدور في أطر ضيقة جدا ويخشى الناس الحديث عنها بصوت مرفوع حتى لا يواجهوا بالهجوم والمصادمة ومصادرة الرأي.

إن من مظاهر العصبية الحقيقة هو منع الناس من إبداء رأيهم حول قضية التزواج بين القبيليين والخضيريين أو التهجم عليهم والمطالبة بإيقاف كتبهم أو مقاطعتهم بحجة الخروج عن عرف القبيلة والمجتمع وهو العرف الذي لم تأت به آية منزلة أو سنة مبلغة وإنما هو نتيجة للعادات والتقاليد الموروثة عن الآباء والأجداد والسير في طريق العامة من الناس.

بين يدي الآن كتاب بعنوان " قبيلة آدم " لمؤلفه الأديب الأستاذ علي بن محمد العيسى يتحدث فيه وبصراحة تامة عن قضية التزاوج بين القبيليين وغيرهم وهذا الكتاب كتبه مؤلفه لما رآه ولمسه من مظاهر التفرقة فجرد قلمه واستله مبديا وجهة نظر جريئة حيال ما يجري في بيئته ومجتمعه متوخيا في ذلك تعاليم الإسلام القائمة على أساس اعتبار الدين والفضيلة والخلق مقياسا أوحد للتفضيل بين الناس واعتبار الكفاءة في قضية التزاوج.

هذا الكتاب هو جزء صغير في محتواه لكنه كبير في مضمونه فقد كانت محاولة جادة من كاتب ينتمي إلى قبيلة معروفة فهو ليس بالشخص غير القبلي أو الخضيري بحسب العرف الدارج بل هو ابن قبيلة معروفة كما أنه ليس شخصا غمرا وإنما هو رجل درس ورحل وسافر وعرف الثقافات وتمرس على الأدب وانتهج المعرفة فجاءت كتابته ناضجة وواعية.

تحدث الأستاذ علي بن محمد العيسى في كتابه المذكور عن إشكالية التقسيم في المجتمع السعودي تحديدا بين القبيلي وغيره قائلاً: " ولا أعرف أبحاثا موسعة موثقة تطوعت بإخبارنا عن منشأ الكلمات التي صارت مسميات لغير القبيلي أي من لا ينتسب إلى قبيلة معروفة .... ولربما كان أجداده ينتسبون إلى قبيلة معروفة ثم مرت ظروف طارئة جعلت أحد أفراد السلالة يضيع انتسابه فتحول إلى غير قبيلي ".

ثم يقول: " وعلى أي حال إن لزم التقسيم للتعارف فليس من المقبول ما يتبع التقسيمات من فوارق وعادات وحدود وقيود هي من بقايا الجاهلية وحميتها ودعاوى الأمية القبلية واستمرار لها (( ولا جاهلية في الإسلام )) كلمة صريحة لا غبار عليها وأعظم من الإثم أو الخطأ التمسك به والإصرار عليه ودعوها فإنها منتنة ".

ويقول: " ومن لم يجد من مؤيدي التفريق دليلا صريحا من المصدرين الأساسيين للتشريع الإسلامي ورسم منهج حياة أمته ونهج مجتمعه دليلا يسنده ويدعمه من الكتاب والسنة اللذين أكملا لنا ديننا بإذن الله وقدرته فقد يتأول فيعتبر التناسب القبلي شرطا للكفاءة في الزواج مثلا بينما حقائق صريح الأدلة تحث على التساوي وتبعث في النفس النفور من مزيد الفوارق الاجتماعية المختلفة التي لا يقرها الخالق سبحانه في تعاليمه التامة ولا المخلوق في إنسانيته التي من الله بها عليه وضميره الذي ميزه عن الجماد والوحوش المفترسة في حال ما إذا كان حيا أما الميت فما لجرح بميت إيلام ".

وقال: " وقد يقول قائل: إننا نحافظ على أنسابنا ونتعلم منها ما يساعدنا على صلة أرحامنا فيقال للقائل: إلى هذا الحد وقصرا على هذا التبرير وحصرا في نطاقه لا بأس بذلك على أن لا يجر إلى ممنوع غير مشروع فشطر المجتمع إلى قبيلي وغير قبيلي لا يتصاهران ليس تعاونا على البر والتقوى وليس في إزالة الفوارق الطبقية والنسبية تعاون على الإثم والعدوان ".

ويقول: " وأما التخير للنطفة فهو بالتأكد والتحري من صلاح الأسرة وتقواها وأن ذكرها وأنثاها ممن يخشيان الله ويتقيانه في النهار الشامس وفي الليل الدامس ومن اتقى الله لن يضره عدم قبيلته ومن زلت به قدمه وهواه في الأوحال والقاذورات فلم ولن تنفعه قبيلته ونسبه شيئا ولن يكون حينذاك من اختاره قد تخير موفقا لنطفته ".

ويقول: " وإذا كانت جهات إسلامية إنسانية خيرة كدار الإفتاء أو جمعيات البر تساعد الشباب على الزواج ولنقل افتراضا بعشرة آلاف مثلا فليتها تكون مع إضافة خمسة آلاف أخرى مثلا إليها إذا كان طرفا الزواج أحدهما قبيليا والآخر ليس كذلك وإذا كانت تعين بعشرين ألف مثلا فحبذا لو يضاف إلى المبلغ 50% أو 25% أو أقل أو أكثر لمثل هذه الحالة وبذلك يأتي التشجيع إسلاميا إصلاحيا علاجيا وقائيا وتزداد أواصر القربى والتمازج المشروع المحبب وتمتن روابط الإخاء والصفاء والنقاء والوفاء للدين والأهل والوطن والأمة ".

ويقول: " ولكن ما الحلّ؟. الحلّ عند الحلال جلّ جلاله، الحلّ في القرآن الحكيم والسنة القويمة وما دعيا إليه اتباعًا لهما لا ابتداع فيه.
وتطبيق الحل والأسلوب والنهج والخطة تستوحي من أسلوبهما في مثل تحريم الخمر التدريجي، والتخلص من الرِّق والاستعباد بتصعيب الشروط والتشجيع على الخلاص منه والحث على الإعتاق، وتعديد محاسنه وحسناته.
إذ لا يتوقع ما بين غمضة عين وانتباهتها أو في يوم وليلة أن يقول الناس جميعهم أو أكثرهم: لا قبيلي وغير قبيلي، كلنا مسلمون إخوة في الإسلام، عدنا إلى كتاب الله وسنة نبيه، عدنا إلى أنظمة دستورنا الرائع لنتقيد بها ونسير في هداها.

ولكن يمكن مبدئيًا – لمن لن يفعل الأفضل – يمكن الإبقاء على القبلية كنسب يتبع الوالد (الأب) فقط، فإن كان الأب غير قبيلي والأم قبيلية، فالأم حسب سير الأمور، وسنة الحياة لا يحفظ عن طريقها النسب، ولكن سيحدث التقارب والتراحم فأولاد غير القبيلي أعمامهم غير قبيلية، وخؤولتهم قبيلية.
والمرأة على أي حال مزرعة لنطفة الرجل، يقول الشاعر:
لا تزرين فتى من أن يكون له = أم من الروم أو سوداء عجماء
فإنما أمهات الناس أوعية = مستودعات وللأولاد آباء

وإذا كان الأب قبيليًا والأم ليست كذلك، فلا دخل للأم في ذلك، ويبقى الابن قبيليًا يتبع والده، وعمومته قبيلية وخؤولته غير قبيلية، وإذا كثرت الحالات صارت عادية. وجرّت إلى المرحلة الأفضل.
وبهذا التداخل المرحلي تتقارب الأسر وتتصاهر، وتمحّى الفوارق شيئًا فشيئًا، وتلتئم العظام، ويبرأ الجرح، ولا يبقى من النسب إلا المشروع منه وهو ما يوصل به الرحم. ولكن الطبقية الاجتماعية، والمشاعر اللاإسلامية تأخذان سبيلهما في الانصراف والزوال قليلاً قليلاً حتى يغرب المحظور ويتحقق المأمول."

ويقول: " أليس القبيلي أو غيره يتزوج أو بالأصح يتسرر أمة لا يعرف نسبها فيصبح ولدها منتسبًا لوالده وقبيلته.
إن الله سبحانه يقول: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} (سورة الفتح -29). وفي آية أخرى {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} (سورة المائدة – 54).
فهل الزواج من الأجنبية الكتابية – ولا اعتراض على ذلك إلاّ مقارنة أو لأسباب اجتماعية واقتصادية – هل يتمشى مع روح هاتين الآيتين في سلوك من لا يتزوج ابنه جيرانه أو بلدته لأسباب قبلية أو شعوبية معينة، أو إقليمية أو أي نوع من العصبيات الجاهلية التي بذرها الأعداء وتواصلوا وتتابعوا في إشعالها وإحيائها كلما أرادوا غزونا أو الإبقاء على آثاره وعقابيل تدميره لنا. أين التراحم والتواد إذا أغلق باب التزاوج بين الجيران وأولاد الحي الواحد إلى الأبد، ولكنه مفتوح من مشرق الشمس إلى مغربها!! أين تآخي وترابط أهل القبلة!! أهل أركان الإسلام الخمسة! وهل هذا منه؟! ألسنا نساعد بهذا أعداءنا، ونخالف إرشاد سبب نصرنا وعزتنا ومنعتنا؟. ".

ويقول: " وليس في بحث الموضوع إثارة، ولكن فيه محاولة معالجة وتوجيهًا وإرشادًا وفتحًا لباب التشاور وانتقاء الأجدى، لكيلا يأتي زمن تتغير فيه الطباع فتبرز المشكلة مشعرة بالخطأ في التأخر عن معالجتها وتطبيبها. وصحة المجتمع مثل الطفل تحتاج التغذية والتربية في وقت مبكر وقد يتخوف من يطرقها أو يفكر مما يسمى بالحساسيات، ولكن الزمن تغير، وطبيعة التفكير والتعامل والعلاقات كذلك، وأصبح التعليم المنتشر سببًا في سعة الآفاق، وحسن الفهم والتفهم والتفاهم، وأصبح المنهج السليم هو البحث – بتروِّ وحسن نية وصدق رغبة في الإصلاح – عن أدوية ناجعة تحقق الشفاء بإذن الله أعدل العادلين. وكيف يخشى من حساسيات القول، ولا يُخشى من آثارها ودمارها واستشرائها بالفعل والتطبيق والممارسة!. ".

هذه مقتطفات من ذلك الكتاب المهم الذي جعله مؤلفه بوابة للدخول إلى دهاليز قضية العصبية القبلية المظلمة وتحديدا قضية التزواج والتصاهر ومع أن مؤلفه شخص قبلي معروف بانتسابه وأيضا هو أديب وكاتب معروف ومع ذلك فلم يسلم من غوائل الهجوم عليه من قبل بعض أبناءه قبيلته وبعض الآخرين فقاموا بالتطاول عليه والتشكيك فيه.

كما قام أحد العلماء المعروفين بالطلب إلى الدار التي نشرت الكتاب بإيقاف طباعته ونشره لأنه تطرق لهذه القضية الحساسة فهل يليق بذلك العالم الجليل أن يقف حائلا دون نشر العلم؟ فكيف إذا كانت المسألة المتحدث عنها هي من المسائل المشكلة والعويصة والتي تتطلب تكاتفا وتعاونا لحلها وإصلاح خللها!.

إن ما واجهه الكاتب علي بن محمد العيسى من الهجوم والنقد اللاذع والمطالبة بمصادرة كتابه وإيقافه عن النشر والتداول ما هو إلا بمثابة رأس الجليد وما خفي من أمور العصبية المقيتة أعظم وأكبر فإذا كان الكاتب الذي يكتب رأيه متجردا متوخيا الحق وطالبا رضا الخالق يواجه بمثل هذه الهجمة الشعواء فكيف سوف يكون حال من يزوج ابنه أو بنته من غير قبيلي؟.

حتما إن الحرب عليه سوف تكون أشد وأقوى.

فهل بعد هذه المظاهر المخجلة من ينكر وجود العصبية القبلية أو يهون شأنها أو يدعي أن الأمر فيها هين سهل وليس كما يصوره المؤلف وغيره؟."

فقد قدم العيسى حلول علمية وعملية تجاه هذه الظاهرة ..

__________________
تموت المبادئ في مهدهـا ويبقى لنـا المبدأ الخـالد

مراكب أهل الهوى أتخمت نزولا، ومركبنا صاعدُ

إذا عدّد النّاس أربابهم فنحن لنا ربنا الواحد
هند الودعاني غير متصل  
 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:11 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)