براءة مع سبق الإصرار !
من الخطأ أن يقيم الطرف الآخر في نظر الواحد منا على حسب تصرفاته أو كلماته أو حتى حركاته ! حتى وإن كانت جلية ظاهرة لا تقبل الشك و قاطعة للظن ! و سبب ذلك أن تلك المخرجات ليست أدلة دامغة لإدانته و تنفيذ الحكم الصادر بحقه من أمزجتنا و كيفما تميل به أهوائنا ! لا سيما إن كنا قد رسمنا له في مخيلتنا شخصية قد لا تنطبق عليه بالكلية في حقيقة أمره وواقعه ! و لكن نحن من قدر ذلك من خلال موقف أو مقال أو حتى نظرة خاطفة !
قد يتكلم الإنسان بعفوية تامة أو ربما العكس ! وقد تصدر من ذلك العفوي كلمات هي أبعد ما تكون عن مقصده و نيته ! و قد يتلعثم أثناء إطلاق العنان للسانه بالثرثرة و يتخبط ويأتي بكلمات لا محل لها بسياق الحديث و قد يستشهد بأدلة عن مشروعية تحريك السبابة أثناء قراءة التشهد بينما الحديث كله عن أحكام الرضاعة ! فيفسر أحدنا ذلك التخبط على أنها كلمات مسمومة صدرت من محتال خانه التعبير !!
وللمشاعر وقفات مؤلمه مع من لا يستشعر خطرها و أثرها العكسي على من تصعد معها أنفاسه و تختلط بها زفراته ويبوح بها من أعماقه التي كانت منذ أمد بعيد تحشرج بينها وبين حلقه فلم تجد من يحتضنها و يضمها بحنانه غير ذلك الإنسان الذي لا يستحق تلك الثقة العمياء التي أعطيت له ! و المصيبة عندما يكتشف أنه قد ولغ في وحل العبث المقيت بعد أن ينتهي الآخر و ينفض غبار تلك الكلمات و تظهر أمامه أثار تلك الأعمال المخطط لها مع سبق الإصرار و الترصد!
ربما يكون سبب تلك التصرفات التي أتت بقسوتها على ما تبقى في قلب ذلكم الإنسان من رحمه هو المجتمع من حوله , أو بسبب القصص التي يسمعها أو الأحداث التي تترك أثراً رجعياُ على شخصيته و تفاعله مع الآخرين ! أو ربما بسبب موقف مر به فأعطى لنفسه بعد ذلك الضوء الأخضر للغوص في نفوس الآخرين و شق صدورهم لمعرفة ما يكنونه تجاهه و هل من الممكن أن يكون الواحد منهم صادق و هو كاذب !!
همسه : إن السنين العجاف هيهات أن تعود سماناً !!
أبوشهد ..
|