[عبدالله الصالح]

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم..

أمّا بــعــد:

كم كان هذا اليوم مشهودا حين وجهنا ركائبنا نحو عاصمة مملكتنا الحبيبة في لهفة وشوق تحدوانا دموع الفراق وتسندنا أماني اللقاء..؛؛.

لقد من الله علي فالتقيت بحبيب العمر ورفيق الدرب وشريك الصبا أبي عمر الربيش في هذا اليوم الجمعة24/11/1427هــ فكان من أيام الله الخالدة.., دخلت سجن الحائر في الساعة الثانية والربع تقريباً لنتم إجراءات الدخول رسمياً ولنجد تلك الإبتسامات تتسطر على وجوه المسؤولين بالسجن وبعد الإنتقال لمقرّ الزيارة وجدنا المسؤولين يرحبون ببتسامة ملأت محيّاهم فلا حرمهم الله الأجر..؛.

وبعد أن وصلنا لغرفة الضيافة التي فيها أبي عمر كان المشهد لا يوصف حين ترامت الأحضان وتشابكت الأيدي والتقت القلوب فكان:

إذا اشتبكت دموع في خدود
تبين من بكى من من تباكا

تلعثم اللسان وضاع البيان وذهب كل مانظم قوله من دعاء وترحيب ولا لوم لنا فالموقف رهيب!!!

أبي عمر بيننا والكل فاغر فاه شاخص بعيناه ينظر بلهف ويقول:
ماهذا؟؟
من جلس بجواره كان أخواه كبيرا السن وكانا يتأملان بأخيهم في دهشة وعباراتهم وكلامهم كغيرهم مشوب بعفوية وارتجالية..
أمّا أبي عمر فكان الحصان الرزان يتكلم بنور الطاعة وثبات المؤمن يوزع إبتساماته على الجميع ويسأل كل شخص عن حاله في شوق ووله مغطى بوقار الإيمان..
وفي لحظة خاطفة كرّمونا من تولوا الأمر برؤية إبن عم أبي عمر يوسف الربيش فرّج الله هم الجميع واحتظنّاه وجلس عند أبي عمر فحمدنا الله على جمع الشمل..

وبينما الجميع في شوق وحداء دخلت علينا إبنته بارعة مع جدها لأمها ومعها وردة حمراء كأنها تعبر عن ظلم السنين التي أمضتها بعيدة عنه منذ كان عمرها سنة أو تنقص قليلا..

جلست بجوار والدها ولها {عبرة} تذيب الرواسي وتنظر في وجوه القوم خوفاً واستغرابا فكفكف الحظور دموعهم بخفاء وسألوا الله له جمع الشمل والصفاء..

جلست بجواره أتحسس يده وأسامره وكان أبي عمر بظحكته المعهودة يشارك ويسامر ونتذاكر أيام الدراسة والسنين الماضية..

دعوني أشكر من سعى بجمع الشمل وهيأ السبل من وضع فندق للضايفة والسكن وكذلك الطيران وتأمين الوجبات وكلها بالمجان من أولي الأمر جزاهم الله خير الجزاء وحفظهم من كيد كل ذي شر وحاسد وكذلك الشكر موصول لطاقم الإستقبال على حسن المنطق والوقوف بكل عناية وحرص على راحة الجميع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.