[أبو سليمان الحامد]

منذ أن من على أهل بريدة ببناء هذا الجامع الأشم - جزى الله مشيده والقائمين عليه خير الجزاء - أصبح المسجد مأوى أفئدة أهل القصيم حيث البناء الرائع والنظافة والخدمات والخطيب المصقع , وأهم من هذا كله صلاة الجنائز حيث أصبح المصلى الوحيد تقريباً في البلد نظراً لقربه من المقبرة ولوجود مغسلة متكاملة , وأناس محتسبون نسأل الله لنا ولهم قبول العمل . ولكن أحب ان أعلق على مسألة تحصل في هذا الجامع لا أظن أن أحداً يخالفني فيها , وهي مسألة صلاة الجنائز .
الملاحظ في الآونة الأخيرة أن هذا المسجد أصبح كالمسجد الحرام أو المسجد النبوي تأتي إليه الجنائز من كل مكان حتى من خارج المدينة , وقد سمعت انها تأتي من الأسياح وعيون الجواء والشماسية وشري وغيرها من قرى ومحافظات القصيم , وهذا في ظني أمر غير محمود ولا مرغوب والسبب في ذلك ما يلي :
1. تعطيل صلاة الجنائز في القرى , وهذا من تعطيل السنن التي ينبغي تربية النشء وتعويد الناس عليها .
2. بعدها عن أهل الميت وأقاربه وخاصة كبار السن الذين لا يستطيعون اللحاق بالجنازة لمدينة بريدة .
3.التشويش على أهل البلد ( مدينة بريدة ) بكثرة الجنائز , فكل وقت فيه جنازة أو أكثر , وكأن البلد فيه وباء يحصد أرواح الناس .
4. سرعة امتلاء مقبرة الموطأ المخصصة لأموات مدينة بريدة ؛ لأن المقبرة مجاورة للمسجد والغالب أن تدفن الجنازة فيها من دون النظر إلى بلد المتوفى , وينتج عن هذا هجر مقابر القرى والمحافظات الأخرى لأنه لا يدفن فيها أحد ..
5. من حكم صلاة الجنازة اتعاظ أهل الميت واتعاظ من حوله من الناس في بلده , وعدم إقامة صلاة الجنائز في القرى تفويت لمثل هذه المصالح .
6. الضغط الرهيب على المغسلة مما يسبب قلقأ لدى المغسلين أنفسهم فالإنسان بشر .
7.يلاحظ أن كثيراً من أهالي بريدة هجروا مساجدهم المجاورة لبيوتهم وبدأوا يقصدون مسجد الونيان في كل وقت من أجل تحصيل ثواب الصلاة على الجنازة ؛ لأنهم يعلمون أنها موجودة في كل وقت , وهذا أمر لا يخفى ضرره مع الوقت .
قد يقول قائل : لا تهول الأمر فوجود الجماعة الكثيرة والمغسلة المتكاملة وقربه من المستشفيات جعل الناس تقصده دون تردد. فأقول هذا ليس عذراً , فنحن نعلم أن في كل بلد أو قرية مغسلة خاصة للأموات وفيها مقبرة والصلاة عليه في بلده أولى وأفضل .
فنرجو من فضيلة الشيخ صالح الونيان أن ينظر للأمر بجدية وأن يقوم بالتنسيق مع الجهات المختصة لتفادى أضرار حصر الصلاة على الجنائز في مسجد واحد . والله الهادي إلى سواء السبيل .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .