|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 241
|
بعد بيان العلماء .. هل تبين لهم أن أبا مصعب كان على الحق؟
الحمد لله القائل في محكم ِالتنزيلِ: (ولينصرنَّ اللهُ من ينصُرُهُ, إن اللهَ لقويٌّ عزيزٌ {40}) الحج.
اتقوا الله عباد الله وتمسكوا بأمره, واعتصموا بحبله, والتزموا شرعه تفلحوا, وارجوه سبحانـه ما وعد واسألوه من فضله لقوله: (إن اللهَ يدافعُ عن الذينَ آمنوا إن اللهَ لا يُحبُّ كلَّ خوان ٍكفـُور{38}) الحج واسألوه سبحانـه النصر لقوله: (وما النصرُ إلاَّ من عندِ اللهِ العزيزِ الحكيم {126}) آل عمران. واسألوه سبحانـه التمكين لقوله: (وَعَدَ اللهُ الذينَ آمنوا منكم وعملوا الصالحاتِ ليستخلفنـَّهُم في الأرض ِكما استخلفَ الذينَ من قبلهم وليُمَكـِّننَّ لهمْ دينـَهُم الذي ارتضى لهم وليُبَدلنهم من بعدِ خوفِهم أمنا {55}) النور. وصابروا واعلموا أن اللهَ مُوهنُ كيدَ الكافرين: (قل هل تربصونَ بنا إلاَّ أحدى الحسنيين ِونحن نتربصُ بكم أن يُصيبـَكم اللهُ بعذابٍ من عندِهِ أو بأيدينا فتربصوا إنا مَعَكم مُتربصون {52}) التوبة. إن كل من استمع لرسائل وخطب الشيخ أبي مصعب الزرقاوي - رحمه الله - يعلم يقينا أن الشيخ قد بح صوته وهو يحذر من خطر الروافض عليهم من الله ما يستحقون. فكان البعض يتهمه بأنه يثير الفتنه ويقتل الابرياء!! لقد كان أبو مصعب ينظر بمنظار آخر، منظار الحق، فهاهم الذين كانوا يخطئونه فيما كان يقوله سابقاً صاروا يدعون إلى ما كان يدعو إليه من قبل. حقاً لقد كان أبو مصعب إمام حق، وإن من معالم الإمامة في الدين الرسوخ والثبات على المبادئ، ولقد مضى أبو مصعب رحمه الله ولم يتنكب الصراط، نحسبه كذلك والله حسيبه. وإن من مظاهر الإمامة في الدينِ التضحية والثبات في مواجهة الأعداء ولو كان فيه فوات النفس والمهجة والمال والأهل والولد. ولقد ضحى أبو مصعب رحمه الله بكل هذا نحسبه كذلك والله حسيبه. ووالله ما رأيناه إلا ذاباً حامياً خادماً عاملاً للإسلام والمسلمين فلله دره وعلى الله أجره. لقد سبقت أفكار أبي مصعب عصره، وخرقت أحلامه ومشروعاته جدار الزمان، وأثارت أفعاله الصديق والعدو ولكنها نبهت على كثير من الأمور التي نسيها الناس. يا علماء الأمة: كأني بأبي مصعب رحمه الله ينادي ويقول: لا أريد اعتذار من بعضكم ممن طعن فيَّ وأتهمني بأبشع التهم لما كنت أنادي به سابقاً فلقد أسقطت حقي، إنما أريد وقفه صادقه منكم حيال ما يجري بحق إخواننا المسلمين في العراق وفي أفغانستان وفي الشيشان وفي فلسطين, تسفك دماؤهم, ولا مغيث! وتقتل شيوخهم ونساؤهم وأطفالهم, ولا مجير! وتسحق مقدراتهم, ولا مجيب, فلا نصير لهم ولا معين! يتمت أطفالهم ورملت نساؤهم, ودكت بيوتهم, ولا بديل! يفترشون الأرض ويلتحفون السماء, ترنوا إلى الله قلوبهم, وتتحرق شوقاً إلى العزة نفوسهم. وأما أهل القوة وأصحاب المنعة في بلاد المسلمين فقد تبلدت مشاعرهم, وكادت أن تضيع أحاسيسهم, وقد فعل الكفار بنا الأفاعيل, ولم نر صاحب موقف, ليقفوا موقف عز فيهبوا لنجدة إخوانه. لا وربي ما عهدنا على أمة الإسلام هذا التقاعس, والرضا بالصغار, ولا الذل ولا الهوان!! يا علماء الأمة: إن أشكل أو ألتبس عليكم الحق فانظروا ما عليه أهل الثغور فالحق بإذن الله حليفهم، فوالله ما غشكم الإمام ابن المبارك حينما قال: إذا اختلف الناس فعليكم بأهل الثغور فإن الحق معهم. ولا يأخذكم الكبر والعجب بالنفس، وتواضعوا وأقبلوا الحق وإن كان من أقلكم علماً. قوموا إخوة الإسلام ويا علماء الأمة واخلعوا عن عواتقكم ثوب العار, ألم يلبسكم ربكم تاج الفخار, ألم تحنوا لمجدكم الغابر, وعزكم الضائع. يا علماء الأمة: لقد عم الأرض البلاء, وأهم الناس الشقاء, بعد فقدان الإمام, فسارعوا بالعمل مع العاملين لتنصيب خليفتكم الجُنـَّة تقاتلون من ورائه وتتقون به. له الأمر والنهي والقول الفصل, فلا يهادن ولا يداهن ولا يحابي. سيد فينا صادق فيما يقول, وهو صاحب القرار. ولا تنتظروا النصرة من أبواب السلاطين. يا علماء الأمة: هاهم المجاهدون يرحبون ببيانكم ويتناسون ما كان قد صدر من بعضكم من قبل، فهم أكثر الناس حرصاً على اجتماع ووحدة الصف فهلاّ ترجمتم الأقوال إلى أفعال؟ يا علماء الأمة: إن اليهود والنصارى والروافض والكفار ما توقفوا, ولن يتوقفوا يوماً عن البطش بالمسلمين والكيد لهم, لماذا؟ لأنهم لا يرقبون في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلاًّ ولا ذمة, هذا ما بينه الحق سبحانه فقال عزَّ من قائل: (لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة, وأولئك هم المعتدون {10}) التوبة. هذا حالهم, وهذا ديدنهم, لذلك فهم لم ولن يتوقفوا يوماً عن البطش بالمسلمين! لماذا؟ لأنهم لا يجدون من الأمة رادعاً يوقفهم عن قتل المسلمين!! فوالله ما اجترؤوا علينا إلاَّ لقلة نصرة علماء المسلمين للمسلمين في فلسطين وفي العراق وفي أفغانستان وفي الشيشان وفوق كل أرض يعيش فيها مسلم يوحد الله. والأمة ترى بأم أعينها تدمير وهدم البيوت على ساكنيها, وصرخات المقهورين, وأنـَّات المظلومين هنا وهناك, ولكنها للأسف لا تحرك ساكنا!! والكل سيقول: ما العمل؟ وماذا نصنع؟ وماذا نقول؟ حتى نغير هذا الواقع السيء؟ أقول: لنا أن نعمل الكثير. أولهما: بالغ محله لا محالة بإذن الله. وثانيهما: نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبلغ. أما الأول: فالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى والتضرع إليه, وهو بالغ لا محالة, لقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: (ما من مُسلم ٍ يدعو بدعوةٍ ليسَ لهُ فيها إثمٌ أو قطيعة ُرَحْم ٍ، إلاّ أعطاهُ اللهُ بها إحدى ثلاث: إمَّا أن يُعَجِّلَ لهُ دَعوتهُ، وإمَّا أن يَدَّخِرَهَا لهُ في الآخرةِ، وإمَّا أن يكشِفَ عنهُ منَ السًّوءِ مِثلـَهَا وفي روايةٍ { أو يغفِرَ لهُ بها ذنباً قد سلف} قالوا إذن نكثر؟ قال الله أكثر (أيْ: أكثر عطاء) فإنا مأمورون بالدعاء، وموعودون بالإجابة عليه, ألم تسمعوا قول من لا يخلف وعده: (وقالَ ربكمُ ادعوني أستجب لكـًّم {60}) غافر. وقولِهِ عليهِ السَّلام (ما كانَ اللهُ ليفتحَ على عبدٍ بابَ الدُّعاءِ ويُغلقَ عَنهُ بَابَ الإجابة). فالله سميع بصير, يجيب من دعاه, قريب ممن ناجاه. فادعوا لإخوانكم المؤمنين المجاهدين في كل مكان, وخاصة في المناطق الملتهبة, أن يثبتهم الله, وأن ينصرهم, وأن يدافع عنهم, فلا تبخلوا بالدعاء لإخوانكم أيها العلماء. أما الأمر الثاني: فهو دعوة نطلقها, علـها تصل إلى محلها وهم أصحاب القوة في بلاد المسلمين, لعل صوتنا يصل إليهم, ولعل صوتا يئن من مكلوم مستغيث مستجير بأهل النصرة والمنعة, لعلها تلامس شغاف قلوبهم قبل آذانهم, فيلبوا صرخات اليتامى والثكالى والمنكوبين والمكروبين, لأن إجابة أصحاب الإستغاثة والإستنجاد من المسلمين فرض من الله على القادرين, أما بالنسبة لمن ملك القوة والسلاح, فلا يقبل الله منه الدعاء إن اكتفى به وحده, وهو آثم إن لم يحرض المؤمنين على القتال, بل ويتوجب عليهم العمل مع العاملين لإعادة الخلافة التي فيها سعادتنا في الدين والدنيا والآخرة, ليمن الله علينا بنصره, ويكرمنا بفضله, ويرحمنا بأمير منا يكون أرأف بنا من أنفسنا, يحفظ بلادنا, ويحمي بيضتنا, ويذود عن ديارنا, ويذب عن أعراضنا, ويصون دماءنا, وينتصر لنا, ويحمل دعوتنا, ويقاتل بسيفنا أعداءنا. إن العمل الآخر الذي يجب أن تقوموا به هو أن تتخيروا منكم قيادات إذا ما تكلموا تكلموا بما في قلوبكم, وإذا ما استنصروا نصروا بما أوجب الله الإستنصار به, فإذا قبلوا قبلوا ما شرع الله, وإذا رفضوا رفضوا ما حرم الله, وإذا ما قاموا بعمل فلأن الله أوجبه, وإذا ما تبرؤوا تبرؤوا من الحكام, وإذا ما ظهروا أمامكم قلتم هذا الذي نرجوا, وإذا ما سمعتم منهم أمراً لم تسمعوا إلاَّ ما فرض الله سبحانه وتعالى عليكم, فلا يخالفوا له حكماً, ولا يعصوا له أمراً, وهم لكم ناصحون, أمناء على دينكم, ولربهم مخلصون. فاتقوا الله: وأخلصوا له النية, أطيعوا من أطاعه, ولا تحيدوا عن مبتغاه. وصدق الله: (يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم {31}) الأحقاف. يقول تعالى: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد {51} يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار{52}) غافر. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين. منقـــــــــــتول |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|