[عاشق المستحيل]

عيب على ، كل أحد من أهل السنة ، أن يبالغ في الإهانة في هذا الوقت الحرج ، برفع الصوت فرحا بإعدام صدام ، فظهور ذلك من الشيعة له ما يبرره من عدائهم لأهل السنة و مما ارتكبه صدام في حقهم . ألا ترون أن إعدامه كان كـنحر " أضحية يوم العيد " ، الناس يضحوا بأضيحاتهم و الشيعة يضحون بـ الرئيس صدام ، و كأنهم يوجهون الإساءة و عدم الإحترام لأهل السنة ، فكل شيئ أصبح في العراق طائفي ، بما في ذلك إعدام صدام .
إذا كان صدام أعدم على سفكه للدماء فليعدم الحكيم و الصدر على ما سفكوا و قتلوا ، أما أن يستثنى ظالم و يوقع العقاب بظالم آخر مع استوائهما في جرم قتل النفس التي حرم الله ، فهذا ما أسميه الكيل بمكيالين .

أنا حزين جدا ، و إعدام صدام في يوم النحر كأضحية سياسية فيه رسالة انتقام و حقد إلى أهل السنة و علامة على تعاضد الامريكان و الشيعة ضدهم . من أعدم صدام يستحق الإعدام لأنه ارتكب ما استحق به الأول حكم القتل . هذا غير أن المحاكمة كانت مهزلة و مليئة بالعيوب و التحيز و وحلة سوداء في جبين النظام العراقي الشيعي الجديد ، إذ شحنت هذه المحاكمة بشهادات زائفة و ناقصة كما تم طرد عدد من محامي صدام و أشياء أخر كتحيز القاضي ضد المحكومين ، ما جعل هيئات دولية في موقف المعترض من المحاكمة عليها و إظهار عدم شرعيتها . إضف إلى ذلك أن الأكراد لم ينتهوا من محاكمة صدام لكن لأن الشيعة أصدروا حكمهم و لهم السلطان و القوة فلا يستطيع أحد معاضتهم ، لم ينتظروا فراغ الأكراد من محاكمة صدام و نفذوا حكم الإعدام ليقولوا لاهل السنة ، أكرادا و سنة ، نحن الأعلون و أنتم الأذلون . أضف إلى ذلك أن تنفيذ الحكم مشروط بموافقة رئيس الجمهورية و هو كردي ، و هذا لم ينقل عنه أنه وقع لأنه ينتظر إكمال محاكمة صدام من قبل الأكراد . ما يعني أن تنفيذ الحكم ، إن حظي بشرط من الشرعية و هو شرط المحاكمة ، رغم انها ليست عادلة ، فهو لم يحظ بشرط آخر و هو موافقة رئيس الجمهورية .

أنا حزين على صدام . إعدام صدام إهانة لأهل السنة و الفرح بذلك و إظهاره و التشفي منه ، من قبل بعض أهل السنة ، لهو العيب بعينه و الدلاخة بذاته ، فالفرح في وقت الحزن و الإبتهاج في حين العزاء شيئان مخجلان بحق .

بقدر ما أنا حزين على إعدام صدام بقدر ما أجد مر الأسى من بعض أهل السنة المعلنين لبالغ سرورهم بذلك ، و لا غرابة فهم لا يفقهون ما يعنيه هذا الأعدام في يوم النحر ، فيعمدوا إلى إدخال الغيظ في نفوس إخوانهم بالفرح بما أدخل الحزن على قلوب إخوانهم .

أنا حزين على صدام و ممن فرح بمقتل صدام من أهل السنة .

أنا حزين .