[المعتز بدينه]

الحمد لله جامع النّاس ليوم لا ريب فيه ، والشكر له على ما أولى من نعم وأسدى ، والصلاة والسلام خير البرية وهادي البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ؛؛؛

كم تقف العيون عميا ؛ والآذان بكما ؛ والآفام صما ...

العقل يحتار .. والفؤاد ينهار .. والجسم يعتار قشعريرة ..

في ذلكم الموقف العظيم .. لا شك أن خطبه جسيم .. وخبره جديد قديم

في ذلكم الموقف يتسابق لذهنك عظمة ربك . فكل أتى من كل فج عميق (( تحملوا المشاق وواجهوا الصعاب فأنفقوا الأموال وتركوا العيال )) يرجون رحمة ربهم فلا يخيب رجائهم فهو كريم فالكريم لا يرد ضيفه

في ذلكم الموقف أتوا بحصى سبع لا زيادة عليها ولا نقص لا بعطاء ولا بخس بل بجمع وأمر

جمعوا حصياتهم الصغير والكبير الذكر والأنثى العربي والعجمي كلهم لا فرق بينهم إلا بتقوى الله لا يزيدون على ما أمر ربهم

حملها الصغير ولم يأبه بالزحام .. وحملها الشيخ فلم يلتفت لمن يدافعه وحملها الرجل القوي فلم ينظر نظرة غضب لمن يزاحمه لأنهم كلهم يرددون الله أكبر
في ذلكم الموقف يقف المستقيم والمنحرف ولا فرق ويقف المسرفون على أنفسهم بالمعاصي – وكلنا ذلك – قائلين : رب اغفر وارحم وتجاوز عما لا تعلم إنك تعلم ما لا نعلم يا علام الغيوب

أتى الطفل بكل براءة فيرمي الحصى ليغضب شيطانه ويرضي ربه
وكذلك فعل الوالد الشيخ

كلهم يواجهون المشاق والمتاعب بل ويواجهون الموت يريدون تحقيق أمر ربهم فلا إله إلا الله

أخي المحب الحبيب : فكر في عظمة ربك مبعدا وساوسا من شيطانك وفكر في خلقه .. كيف خلقك ؟ كيف خلق الحيوان فقد فرق بينك وبين الحيوان وفكر فقد جمعهم في وقت واحد بمكان وواحد . فكيف بيوم القيامة

وكتبه محبكم / المعتز بدينه في 13 / 12 /1427 هـ