[الحضار]

بسم الله الرحمن الرحيم
محمد صلى الله عليه وسلم الصفات و الأخلاق
المقدمة :
كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتاز من كمال خُلُقه و كمال خَلْقه بما لا يحيط بوصفه البيان ، و كان من أثره أن القلوب فاضت بإجلاله ، و الرجال تفانوا في حياطته و إكباره ،بما لا تعرف الدنيا لرجل غيره ، فالذين عاشروه أحبوه إلى حد الهيام ، و لم يبالوا أن تندق أعناقهم و لا يخدش له ظفر ، و ما أحبوه كل هذا الحب إلا لوجود صفات الكمال التي لم يرزق بمثلها بشر .
و فيما يلي نقدم لكم ملخصاً لكمال أخلاقه قبل أن نقدم كمال جماله و مع ذلك فهناك تقصير في مادة هذا الموضوع الكبير .
كمال النفس و مكارم الأخلاق :
كان صلى الله عليه وسلم يمتاز بفصاحة اللسان ، و بلاغة القول ، و كان من ذلك بالمحل الأفضل ، و الموضع الذي لا يجهل ، سلاسة طبع ، و نصاعة لفظ ، و جزالة قول ، و صحة معان ، و قلة تكلف ، أوتي جوامع الكلم ، و خص ببدائع الحكم ، و علم ألسنة العرب ، يخاطب كل قبيلة بلسانها ، و يحاورها بلغتها .
هذا عن اللغة والفصاحة أما عن الأخلاق فقد جمع أخلاق العرب كلها و هي باختصار :
أولاً : الحلم و الاحتمال ، و العفو عند المقدرة ، و الصبر على المكاره :
صفات أدبه الله بها ، و كل حليم قد عرفت منه زلة ، و حفظت عنه هفوة ، و لكنه صلى الله عليه وسلم لم يزد مع كثرة الأذى إلا صبراً ، و على إسراف الجاهل إلا حلماً ، قالت عائشة رضي الله عنها : ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً ، فإن كان إثماً كان أبعد الناس عنه ، و ما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها ، و كان أبعد الناس غضباً ، و أسرعهم رضاً .
ثانياً : الجود و الكرم :
كان صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخاف الفقر ، قال ابن عباس : كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، و أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، و كان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان ،
فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة . و قال جابر : ما سئل شيئاً قط فقال : لا .



نكمل الموضوع إن شاء الله في لقاء آخر ومن أراد إضافة مواقف أخرى عن الصفات التي ذكرناها فسنكون له من الشاكرين .... وفق الله الجميع[moveup]محمد صلى الله عليه و سلم[/moveup] [shdw]محمد صلى الله عليه و سلم[/shdw] [c]محمد صلى الله عليه و سلم[/c] محمد صلى الله عليه وسلم الصفات و الأخلاق