|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
07-01-2007, 03:13 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 1,172
|
حـــــــــــــــق الاختـــــــــــــــــــــــــــــــلاف
حق الاختلاف
لعل من سوء طالع العلم الإسلامي أن يدركه هذا العصر الذي تجتهد فيه الأمم والدول الكبرى وتتواضع على عدد من أشكال الاتفاق والتجمع في تحلفات سياسيه وتكتلات اقتصاديه كبرى أنتجت شركات تعبر القارات ، ومنظمات تخترق الجغرافيا والحدود، والعالم الإسلامي يعيش أسوأ حالاته، وأشدها انقساماً وتفرقاٌ ، وكلما رزقت أمم الغرب سبباً للاتفاة الإسلام الائتلاف رزئت أمه الإسلام أسباباً للتفرق والاختلاف ، وكلما استردت الأمم سباياهالاعرضت أمة الإسلام سباياها للغاضبين!: قد استرد السبايا كل منهزم لم تبق في أسرها إلا سبايانا ومارأيت سياط الظلم داميه الإ عليها لحم أسرانـــــا ولم يبق في (العالم الإسلامي )من يلم هذا الشتات والتفرق عبر الآليات والأهداف والبرامج إلا قليل ممن رحم الله ، وليست المشكلة في وجود الاختلاف وتفعيله ، وجعله عنصراً من عناصر التفرق ، وجعله سبباً من أسباب التعددية الصحيه الطبيعية ، فكل مجموعة مستمسكة بنظرياتها وآرائها واجتهاداتها، ومن حق الجميع أن يكون له كل هذا ، أن يتحدث يعبر عنه ، إنما ليس من حق أحد أن يتحدث ويعبر عنه ، أنما ليس من حق أحد أن يحاكم البقية إلى مقرراته وآرائه الخاصه وبرامجه. وعندما تنظر إلى الامم الغربية كأمريكا وفرنسا تجد داخل تلك الحدود وخلافات لإنشاء تعددية صحية تساع على وحدتها وقوتها ، حتى في إسرائيل ذلك العدو المتاخم القريب، فيه: اليمين المعتدل ، واليمين المتطرف ، واليسار ، الصقور والحمائم والأجزاب المختلفة التي تجتمع كلها في(كنيست)وتوظيف تلك الخلافت لمصلحة حاضر وهذا الكيان الصهويوني ومستقبله ، بينما في العالم الإسلامس اختلاف مرضى وفي السياسة والعلم وكل شيء ، حتى عند الرجل الشارع العادي فلن تجده أحسن حالاً! إن أصل الاختلاف الفكري والعلمي والسياسي طبيعي بل ضروري ،و حق مشروع مادام للإنسان عقل وتفكير ، وما دام يقدر على التعبير عن رأية وفكره ، فالبشر فيهم من الاختلاف والتنوع والتعدد ماجعله الله قانوناً للحياة وعلامة على قيامها ووجودها ، فلقد خلق الله من كل شيء مقابلاً له يختلف عنه ليكمل به نقصه ويعينه على نوائب الحق والدهر. يقول الله تعالىومن كل شيء خلقنا زوجين )(49)سورة الذاريات ، ولهذا كان سرالله سبحانه وتعالى في الحياة والخلق وجود هذا التنوع والذي جعله في الحياة قدراً، وكتبه في الدين شرعاً ، فالناس يختلفون ،(ولا يزالون مختلفين الإ من رحم ربك ولذلك خلقهم)،لاف ألسنتكم وألوانكم وحتى اختلاف الطباع والألسن والألوان ،(واختلا ألسنتكم وألوانكم)، والحياة بدون اختلاف رتيبهة مملة ,وتخيل أن كل شيء في الحياة مثل بعضه : أشكال الناس وقاماتهم ، وكلماتهم ، لباسهم ، وحركاتهم وتصرفاتهم ، الطرق والبيوت والأشجار والأحجار ، كلها لو كانت نمطاً واحداً لكانت مكرورة مكروهة قل أرايتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلاتسمعون.قل أرايتم ان جعل الله عليكم النهار سرمداً الى يوم القيامة من غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون . ومن رحمة جعل لكم الليل والنهار لتسكنو ا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون) (سورة القصص 71-73). فاختلاف الليل والنهار وتصريف الرياح وتداول الأيام من آيات الله العظيمة على بديع صنعه وشاهدة على قانون الحياة وسنتها الجارية ، أما البشر فإن اختلافهم طبيعة ، وفوق ذلك كله في الفقه الإسلامي والفكر حق مشروع مصون ، ورأي محترم ,ىلدعم التغير الإيجابي والتغير الإصلاحي نحو الأفضل , ومحمد _صلى الله عليه وسلم_ يقول: (إني والله إن شاء الله لا أحلف على شيء فأرى غيرها خيرا منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير) رواه البخاري ومسلم، وجاء في منثور الحكم :الذين لايغيرون آرائهم اثنان : الميت والجاهل.والعقاد يقول: ففي كل يوم يولد المرء ذو الحجا وفي كل يوم ذو الجهالة يلحد ولقد وجد الاختلاف حتى عند الملائكة _ في قصة قاتل المائة نفس الذي اختلفت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب _كما في الصحيحين، والأنبياء عليهم السلام اختلفو ا، فاختلف موسى مع هارون ، ومسى والخضر، موسى ومحمد _صلى الله عليه وسلم_،,وقال لوط عن قومهأوآوي إلى ركن شديد)فقال محمد_صلى الله عليه وسلم _: (رحم الله لوطاً لقد كان يأوي إلى ركن شديد)، واختلف ابو بكر الصديق وعمر أمام النبي _صلى الله عليه وسلم_،واختلف الصحابه فيتأويل أمر النبي_صلى الله عليه وسلم_: (لا يصلين احدكم العصر إلا في بني قريضة)أخرجة البخاري ومسلم. فالاختلاف الفكري والمذهبي والفقهي تفرزه اختلاف النفسيات والطبائع ، واختلاف الأفهام ، واختلاف العقول، اختلاف الأهواء والمشارب، اختلاف الثقافات والخلفيات ، واختلاف البيئات واختلاف العصور والزمان والمكان ، وكل ذلك طبيعي وإجابي يوسع أفق الفكر ويفتح المجال الرحب الخصيب للحوار والجدال الأخلاقي العالي، ولذلك لما جاء رجلإلى الإمام أحمد بكتاب له يريد أن يسميه كتاب الاختلاف قال له الإمام أحمد : سمه كتاب السعة)،لأن هذا الخلاف يوسع مجال الترجيح ، ويوسع على الناس وينقذهم من مثالب الرأي الواحد. إن هذا الاختلاف ينبغي أن يكون أخلاقياً ما دام طبيعياً ، وأن نتعامل معه بعقلانية وذكاء لتوظيفه واستغلاله في التوسعة على الناس ، لا للتضييق عليهم وحصارهم ، فالاختلاقيات الاختلاف تفرض نقداً عادلاً يتجه للأفكار لا للأشخاص ، وتحرير اً موضعياًلمحل النزاع _ كما يسميه الفقهاء_وتحريراً لأسبابه، وتجنب لغة الحسم والقطيعة وابتعاداً عن الاتهام والخصام ، وخضوعاً للدليل وركوناًللمحكمات الشرعية والثوابت الدنية القائمة. أن علينا القبول بهذا التنوع والتعامل معه، بل والتفاعل معه في التعاون على القدر المشترك والمتفق عليه تفعيل دائرته، وضع الخلاف في حجمه الطبيعي ، وعدم الخوف منه أو محاربته ، وحسن الاستماع وحسن الفهم الآخرين واستخدام الحجة والإقناع لا السباب والصخب والضجيج ، وبعد كل ذلك محاولة التعايش والاتفاق على مصالح الدنيا ، حتى مع من نختلف معهم بشكل جوهري، فلقد قال النبي_صلى الله عليه وسلم_ عن حلف الفضوللو دعيت إليه اليوم لأجبت). إننا حين نفسح لكل الأصوات أن تتحدث ولكل الأنواع أن تتنفس فسوف تطرد العملة الصحيحة كل كل عملة مزيفة، تبقى أجواء الاقتراب والألفة ترسل ظلالها للجميع ، وسوف يكون ذلك خيراً لنا جميعاً، فإننا حين نختنق بهم ,والسفينة حين تغرق لا تستثني أحداً ، فعلى العقلاء وأصحاب الرأي أن يتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا خاااصة . انتهـــــــــى ... بقلــم فضيلة الشيخ :د. سلمان العودة
__________________
:aاجعل شعارك في الحياة :a :p :p :p :p :p :p :p :p :p :p :p :i121 فلها وربك يحلها :i121 ;) :D :i128 :i128 :eek5 :i125 :eek5 :i128 :i128 :D ;) : 12 : 12 |
الإشارات المرجعية |
|
|