[عيسى النخيلان]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المتفرد بالبقاء والعلو والجلال ذي الطول لا إله إلا هو العزيز الحــكيم وأشهد ألا إله إلا الله الباقي وغيره يفنى القائل في كتابه"كل من عليها فانٍ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام"وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الخـــاتم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين والتابعين ومن تبعهــم بإحسان إلى يوم الدين..
أما بعد,,,
فإن هذه الدنيا دار معبر وممر وليست دار مستقر وهي مزرعة للآخرة كما قال سبحانه"وماهذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون"وهذه الدنيا لم تبقى لأشرف الخلق صلى الله عليه وسلم فكيف بغيره وكما قال أبو البقاء الرندي:
وهذه الدار لاتبقى على أحد ... ولا يدوم على حال لها شان
وفي يوم السبت في العاشر من ذي الحجة يوم عيد الأضحى ويوم النحر والحج الأكبر من عام سبع وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة والناس يذبحون ضحاياهم قتل الحاكم العراقي البطل صدام حسين رحمه الله الذي كان مضرب مثل للشجاعة والبسالة والحزم ويصدق عليه قول السمؤل:
وإنا لقومُ لانرى القـتـلَ سُبـَّـــةً ... إذا ما رأته عامــرٌ وســلولُ
يُقرِّب حبُّ الموت آجالَنــا لنـــا ... وتكرهه آجالُهـــــم فتطولُ
وما مات مِنَّا سيِّدٌ حـتـفَ أنفِـــهِ ... ولا ظل منا حيث كان قتيــلُ
فعُلق في مشنقة في أحدى مباني الرافضة الأنجاس على يد عصابة مجوسية ملعونة بالتعاون مع الصليبين حقداً وإذلالا للعرب والمسلمين..ثم رحل بعد ما نطقت شفتاه أفضل كلمة وهي كلمة التوحيد فعليه من الله واسع الرحمات.. وإن كان قد أسرف على نفسه في الماضي ولكن باب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها أوقبل أن يغرغر ونحسبه أنه تاب عن ماكان عليه من ضلالة وغواية وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "من كان آخر كلامه من الدنيا لاإله إلا الله دخل الجنة".
وهذه الأبيات قلتها في أيام التشريق ولم أنشرها في وقتها فأشار علي أحد الأخوة بنشرها وهذه تلبية لطلبه وهي إهداء إلى كل من فجع بموته وإرغاما لكل حاقد..
*** *** ***
(البسيط)
هلْ ماتَ ذاكَ العنيدُ الصلبُ واندرستْ...أيـــــامُهُ بينَ تكـــــريتٍ وبغـــــــــــــدادِ
هلْ انقضى مـــلكٌ في وسطِ دولتـــهِ... على يَدَيْ ثلـــــة منْ نَسْـــلِ أوْغَـــــــادِ
سلِ الحِـــبال التي ضمّت حناجِـــــرهُ...بيــــومِ عيدٍ أتى بالحـــــــزنِ منقـــــــادِ
ظلتْ ملوكُ بني العربـــانِ صامتــــــةٌ ... كالسوطِ مرتَهَنٌ في كـــفِ جـــــــــلادِ
وراحَ صدّامُ والأيــــامُ تشهـــــــــدهُ...والناسُ ضجتْ وعمَ الحـــــزن بغـــــــــدادِ
سل المؤرخَ ما خطــــتْ بهِ يـــــــــدهُ...في عاشرِ الحجِ عيدٌ غيرَ معتـــــــــــــادِ
سل الصحافة والإعـــلام عن رجــــلٍ...يعدو على الموتِ ليس الموتُ بالعــــــادي
لله درك ياصدام من بطــــــــــــــــــلٍ...علمتنـــــــا كيف تلقى الحتفَ آســــــــادِ
ترقى المشــــانقَ ياصدّامُ في ثقـــةٍ...كما الخطيبُ رقى في خطبةٍ العيــــــــــدِ
مامست الخرقــــةُ السوداءُ شاربــــهُ...وماتنقّب في جلبابِ رعــــــــــــــــــــديدِ
بل ذاك قاتلـــــهُ ماكنتُ أحسبُـــــــهُ...إلا فتاةً على أثوابها الســـــــــــــــــودِ
قد ارتقى مرتقى لوكــــان يعلمـــــهُ...صعبٌ عليه رقابُ الأنفسِ الصيـــــــــــــــدِ
إن الروافضَ أنجــــاسٌ بنو نَجـــــــَسٍ...هم شرُ نفسٍ وطتْ في هذه البيـــــــــــدِ
فارقتنا جسدٌ تبقى لنا علــــــــــــــمٌ...في الأفقِ رغمَ عدوٍ رغمَ حســــــــــــادِ
عليك مني سلامُ الله ماهطلــــــــــــتْ...سحابةٌ سارَ فيها الشِعبُ والـــــــــوادي

بقلم:أخوكم أبو يحيى عيسى النخيلان القصيم-بريدة 12/12/1427هـ