|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
13-07-2002, 06:15 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 903
|
قيدنا على الألم...!!!(الرجولة المزعومة)
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(1) ليس ثمة شعور يختلج في النفس ويجعلها على أرض الواقع ومحك الحقيقة أكثر من الألم. فالألم ...يقفل على النفس فضاءات الشعور المحلق. ويمسكها عن الركض في مساحات التوهم وأطياف الخيال. (2) لاأختلف معك أنه ليس أقسى من غصة الألم وحشرجة مرارته... ولكنه يظل(كما ألمحت في مستهل السطور) ذا فضل على كثير منا ... إذ يضبط نفوساً لديهم يضر بها الشعور المنتشي ويهبط بها إلى دركات مريضة لاتضبط معها النفس ايقاعها مع ايقاع الحياة والأجواء المحيطة بها. (3) لاأخالفك الرأي بل أختلف معك إليه ،أن مشاعر الألم بأطيافها وفسيفسائها ليس مضر بالبعض فحسب بل مهلك وقاتل مدمر لكل معشوشب أخضر في النفس. (4) المطلب من المقدمات الثلاث الآنفة: أن الألم وصوره المتعددة من حزن وتوجع وفجيعة ...إلخ قد فرضنا عليها قيوداً ،حتى هذه اللحظة لاأجد لها مسوغاً وجيهاً يمكن أن يطمر أرتال التساؤلات التي في نفسي... فقد حفظت وحفظ أخي بل وحفظ أبي كما حفظنا وأجزم أنك ممن حَفظ أيضاً: أن الرجل كل الرجل هو: من لايهزه الألم ولا يؤثر فيه الحزن ولا يجد الدمع إلى مآقيه مسلكاً ولكن ما أعلمه من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم : أنه كان يدع للألم مجالاًويفسح له طريقاً فقد حزن وفجع وتوجع وبكى ولم يترفع صلى الله عليه وسلم على الألم. لم تمنعه الرجولة المزعومة وهو سيد الرجال وأكملهم من التألم لموت فلذة كبدة... ولم تمنعه كذلك من التألم لعدم استجابة قومه لدعوته ولم تمنعه من التألم لمخالفة الصحابة له في موقف من المواقف والصور المضيئة غيرها كثير مما يختط لنا منهجاً ربانياً ذا أداء نبوي معصوم في قضية الألم كاسرة بذلك كل قيد قيدنا به ألمنا ومصابنا. اللهم صلي وسلم وزد وبارك على نبينا وقدوتنا محمدبن عبد الله (5) ولا يفوتني أن أذكر بما لايخفى في هذا المقام أن من هديه صلى الله عليه وسلم الصمود أمام درجات معينة من الألم فهو صلى الله عليه وسلم سداً منيعاً أمام التأثر المفرط أو الدركات المهلكة من الألم حيث نهى صلى الله عليه وسلم عن الجزع والتسخط في مواقف ثبتت في صحيح السنة كما أن أمره بالصبر والرضى وهو أعلى مقاماً من الصبر لايتعارض مع ما ذكرنا. (0) إن تقييد الألم فيه تنكر صريح لأولى المعارف التي اكتسبها المرء مباشرة خروجه من سعة رحم أمه إلى ضيق الدنيا... إنه ولاريب التنكر للمهارة الأولى التي أجادها الإنسان مع أول نسمة هواء دخلت أنفه إنه التنكر للبكاء رمز الألم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
إهداء من الغالي المبدع باسل عبد العزيز حفظه الله |
الإشارات المرجعية |
|
|