|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
04-02-2007, 09:27 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 239
|
مقال جرئ وقد يتم إيقاف الكاتبه
بنات التريلات
آلاء الهذلول عندما أقرأ عن المشاريع السكنية التي تقوم بها الجمعيات الخيرية أو مشاريع إنشاء مساكن شعبية تمر بذاكرتي أيام طفولتي في جدة. ففي تلك الفترة كنت أدرس في مدارس الأبناء بقاعدة الملك فيصل البحرية. ومنذ الصف الأول الابتدائي وأنا أرى الفقر المدقع لفئة من أبناء بلادي. فطالبات المدرسة مقسمات إلى أربع فئات حسب نوعية سكنهن: بنات الضباط، بنات الأفراد، بنات السكن المركزي وبنات التريلات. وبنات التريلات هن طالبات سعوديات كان قدرهن في هذه الحياة أن يقمن في تريلات وضعت لاستقبال عوائل بعض الجنود لفترة مؤقتة إلى أن يأتيهم الدور للانتقال إلى سكن آخر. لكن اتضح أن كلمة مؤقت قد تتحول إلى أبدي في بعض الأحيان. وقد وفرت المدرسة باصات -حافلات- لنقل الطالبات. وكان لبنات الضباط وبنات التريلات باص مشترك يسمى بالباص الأصفر بالرغم من تغير لونه إلى الأبيض لكن وفاء منا حافظنا على اسمه القديم. وكنا نتجه أولا إلى سكن التريلات ويقف الباص خارج السور لإنزال الطالبات وأحيانا يتكرم عليهن سائق الباص بالدخول إلى السكن. وعند نزول الطالبات دائما نسمع عبارات الشفقة التي تخفي نوعا من الاحتقار لبنات هذا السكن. وسكن التريلات عبارة عن ساحة مسورة بالحديد موجودة في منطقة نائية من القاعدة. بالداخل تريلات مصفوفة في كل جانب. وكل عائلة تزدحم بالتريلة. وعادة تتكون العائلة من عدة أجيال فالأبناء يتزوجون ويتكاثرون في نفس الترلة. ومناظر البؤس تطل من كل زاوية. أطفال في سنواتهم الأولى يهيمون على وجوههم داخل الأسوار. أعشاش بنيت على جوانب الترلة لتوسيع السكن. القمامات متكومة في كل ركن. هذا المنظر تعودت عليه منذ السنة الأولى الابتدائية، لذلك كنت أرى أن هذا الوضع طبيعي فلم يحدث أن تحدثت لأحد خارج المدرسة عن هذا السكن. فلقد أصبح لدي تبلد تجاه هذه المناظر. فإلى عام 1995 وأنا شاهدة على هذا البؤس. والآن وبعد مرور عشر سنوات على رحيلي من القاعدة بدأت أشعر أن ما كنت أراه أمرا طبيعيا في السابق إنما هو وضع غير إنساني. صحيح أنني حاليا لا أعرف ماذا حل بالقاعدة ولا بسكن التريلات القابع على أراضيها. لكنني أريد أن أجد جوابا لأسئلة عديدة تدور في بالي: كيف سمح بوجود هذا النوع من السكن وفي المقابل هناك إعانات وتبرعات يذهب بعضها إلى خارج المملكة بينما في مجتمعنا من يعيش أو يتعايش مع الفقر. فحب الخير والتفاني في مساعدة الغير وتغلب العاطفة صفات يتمتع بها غالبية المواطنين السعوديين. ودائما ما تستخدم طيبتنا لمساعدة إخواننا خارج الحدود. الكل يجمع على ضرورة التكافل الاجتماعي والإنساني خاصة خلال الأزمات. لكن لماذا ننسى أننا بحاجة لمساعدة بعضنا أولا؟ السعودية من واجبها مساعدة الآخرين لكن هل بالإمكان وضع سقف لهذه المساعدات أي أن يحدد مبلغ معين أو تحدد نسبة سنوية معينة من دخل الدولة للأعمال الخيرية. فكم من مرة حاولت قراءة أرقام أموال التبرعات لدول متضررة وأجدني غير قادرة نظرا لضخامة المبلغ. وكلامي هذا ليس نابعا من عدم حبي لعمل الخير لا سمح الله ولكن لأنني فقط مؤمنة إن الأقربين أولى بالمعروف. فأنا أتحسر على بنات التريلات وكذلك على معاناة والدتي اليومية ودائما قلقة بشأنها حيث إنها معلمة في مدرسة حكومية وتم تصنيفها - أي المدرسة - من قبل وزارة التربية والتعليم بأنها غير صالحة للاستخدام الآدمي. المصدر http://www.alwatan.com.sa/daily/2007.../writers03.htm
__________________
يقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( أوكلما اشتهيتم اشتريتم ) دعوة للإقتصاد وليست دعوة للبخل. |
الإشارات المرجعية |
|
|