بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » أحياناً (انشر تأثم) بدل تؤجر

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 07-02-2007, 05:53 PM   #1
حجر
عـضـو
 
صورة حجر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 2,705
أحياناً (انشر تأثم) بدل تؤجر

قرأت بإعجاب ما كتبه معالي الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء عن رسائل الجوال ومحاذيرها، في يوم الخميس الموافق 13-1-1428هـ، حيث تناول معاليه قضية خطيرة يكاد يغفل عنها كثير من الناس، ألا وهي سرعة اندفاع بعضهم في نشر الرسائل التي تصل إليه عبر الهاتف الجوال قبل التأكد من مصدرها، ومعرفة مدى دقتها وصحتها، واستشهد معاليه ببعض الرسائل الخرافية التي يخطئ بعض الناس في تناقلها ولم يكن لها أصل ولم يرد عليها دليل.

ونحن حينما ننظر إلى هذه القضية من زاوية تربوية نجد أنها لم تراوح أسلوب المحاولة والخطأ، رغم أن التعلم من الخطأ يعد من المبادئ التربوية العريقة في الميدان التربوي، فلم يتعلم الإنسان الأول إلا عن طريق المحاولة والخطأ، وأن كثيراً من الأمور التي يتعلمها الطفل في بداياته هي عن طريق المحاولة والخطأ، ولكن أن يظل هذا المبدأ هو الذي يسيّر أمورنا، وهو الذي يحدد أسلوب تعلمنا في الحياة، فهذا هو الخطأ نفسه.

وإننا حينما نتأمل في سلوكيات بعض الناس اليوم نجد أنهم يقعون في أخطاء ما كان لهم أن يقعوا فيها لو تعلموا مهارات التفكير، واتبعوا المنهجية العلمية الموضوعية في تحليلهم للمواقف اليومية التي يتعرضون إليها دائماً.

ولعل من أكبر الأخطاء التي يقع بها بعض أولئك في تعاملهم مع رسائل الجوال سرعة التأثر والاندفاع، وآنية إصدار الحكم، وسرعة اتخاذ القرار، والأخطر من ذلك كله إذا أسهم متخذ القرار وصانع الحكم في إشراك غيره، بل وتحصل الفاجعة وتحل المصيبة إذا كان هذا الحكم جائراً وهذا القرار ظالماً.

ولذلك فإن عبارة (انشر تؤجر) التي تذيل بها بعض رسائل الجوال أحياناً تدخل في هذا السياق، حيث نجد بعض الغيورين الذين تغلبهم عاطفتهم أحياناً ينساقون وراء هذه الرسائل ولا يكلفون أنفسهم عناء التثبت، أو التريث في إصدار الحكم ومن ثم اتخاذ القرار.

ومن أمثلة هذه الرسائل العقيمة رسالة من مجهول تقول: (ساهم ببطانية الشتاء لإخوانك في المنطقة الفلانية)، فيتهافت الغوغاء على نشر هذه الرسالة دون التأكد من مصدرها، ثم ترسل البطانيات، فينكشف الأمر بعدما يقع الفأس بالرأس، ويتضح أن مرسلها دجال أشر، ومن ذلك رسالة تهتك سر هذا، ورسالة تخون ذاك، ويتبين في الأخير أن المصدر مأجور مأفون، والضحية أغرار غرهم جهلهم، وخانتهم عاطفتهم.
وجملة القول: إننا بحاجة إلى مبادئ تعليمية حديثة وفق استراتيجيات علمية ومنهجية؛ لأن مبدأ التعلم بالخطأ وحده لا يصنع متعلمين، ولا يوجد أسوياء صالحون ومصلحون، فنحن تشبعنا من الأخطاء، ومللنا من تكرارها، ولأن كثيراً منا لم يتعلم تجنب الخطأ، لأنه ينتظر الوقوع فيه حتى يتعلم منه، ثم إننا أيضاً بحاجة إلى ترشيد العاطفة الدينية التي نحن بحاجة إليها دائماً، ولكن في الوقت نفسه محتاجون إلى التوازن فيها، والاتزان من خلالها، ويبقى دور المناهج التعليمية في التصدي لهذه الظاهرة وغيرها، ويظل دور المعلمين ومن في حكمهم من التربويين في ترشيد هذه العاطفة، وإكساب المتعلمين منهجية التفكير السوي الذي هو ديدن شرعنا ومنهج
نبينا.


منقول من هذا الرابط
http://www.al-jazirah.com/355392/rv2d.htm
د. محمد بن شديد البشري - مشرف تربوي - تعليم الرياض
__________________



أشكر بريدة city على هذا التوقيع الجميل
حجر غير متصل   الرد باقتباس


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:00 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)