[أبوشهد]

إنه مشهد مخجل , ووضع مزري , يندى له الجبين و يشرأب منه الوتين , عندما ترى من أعيته الحيلة و قض مضجعه خندق الغمور الذي احتواه و دفن من قبله , فما من وسيلة أمامه سوى الصعود على أكتاف الفضيلة !

فينعق و يفكر بصوت مسموع ، و يلهث وراء إثبات الوجود الذي سيكون سبباً في نبذه من مجتمعه و سيجعل منه محل سخرية و ازدراء !

لكنه الجهل المطبق , و الغباء المحدق , عند شريحة كبيرة ممن اعتقدوا أن مخالفة الصفوف ستلفت الانتباه , و ستفتح أمامه باب الشهرة على مصراعيه , حتى ولو على حساب سمعته , أو سجل الماضي و المستقبل , وذلك لأنه أيقن تماماً أن مقدمة الصف بالنسبة له ضرب من الخيال , و الوصول إليها من المحال , فما من طريقة لبلوغ المراد سوى الفكر الأهوج و الرأي المعوج !

لو علم هذا و أمثاله أن الفيل قد يموت من قرصت نملة , و أن الفأر قد يصنع من جحره أخدوداً , لكنه اليأس و انعدام الثقة بالنفس ، و الخروج عن القاعدة السوية ، التي كانت و لا تزال هي الأسباب الرئيسية في تدمير الطاقة البشرية , و الموهبة الفطرية , التي منحها الله لكل إنسان في هذا الحياة ليثبت وجوده ، و ينال إعجاب الآخرين ، من غير شطح أو شذوذ قد يجلب له العار و الشنار ! و لكن إذا عرف السبب بطل العجب !

و عزاءنا الوحيد أننا نمر بمخاض عسير , و هذه الشرذمة لا تعدو أن تكون سوى الإفرازات التي ستلد لنا صناع الكلمة الأمينة النزيهة من مقاصد حب الظهور و الأنا ..!

كلماتي و إن كانت قاسية إلا أنها صدرت من قلب مشفق على كل إنسان يهم و يسعى نحو باب الشهرة غير مبالي بالصورة التي سترسم في أذهان الناس ملطخة مشوهة إلى الأبد !

تحياتي للجميع ..

أبوشهد!