لفقدها فؤادي مكلوم .. وقلبي منفطر .. رحمها الله رحمة واسعة

أمل الحياة · 21-02-2007, 02:07 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة ..
إخوتي وأخواتي ..
لا أدري من أين أبدأ ولا كيف أبدأ ؟؟ ... لكن أتمنى أن أجد عندكم ما يشد من عزمي .. ويواسيني ..
سأدخل في الموضوع مباشرة ..
اليوم دخلت المنتدى على عجل ولم أتصفح إلا مواضيع معدودة مررت عليها مرور الكرام .. وأخرى اكتفيت بقراءة عناوينها .. ومنها موضوع " وفاة أخت أبو عمر السعوي " دعوت لها بالرحمة وأدرت الإسم في رأسي هل أعرف هذا الإسم أم لا .. ثم أنهيت الاتصال وأغلقت الكومبيوتر .. ومن ثم قمت لصلاة المغرب .. ولعلي تأخرت قليلاً عن موعد " القهوة " كل يوم ولم آتي إلا بعد انتهاء أهلي من حديثهم عن قصة وفاتها ـ عليها رحمة الله ـ ثم التفت إليّ أمي تخبرني بها .. وكانت فاجعة بالنسبة لي لم أعلم أنها هي هي .. حاولت أن أتثبت من الموضوع .. اتصلت باثنتين ممن ضمنت أن أجد عندهم الخبر اليقين .. وكان الخبر صحيحاً .. ستسألون ما علاقتي بها .. إنها صديقتي .. رغم فارق العمر بيننا .. جمعتني بها جنبات دار التحفيظ .. حيث هناك التقينا وهناك افترقنا وما ظننته الفراق الأخير ..
إخوتي وأخواتي ..
أتمنى أن أجد عندكم بعض السلوى خصوصا إني لم أعلم بوفاتها إلا بعد دفنها .. لم أجد من يعزيني أو يواسيني ..
وقد كتبت مقالاً هو لا يعدو أن يكون تسجيل لمشاعري المفجوعة في تلك اللحظة .. كتبته وطيفها يباريني .. وأنا بين مصدق ومكذب .. أعتذر عن ركاكة الأسلوب .. ولكن مشاعري خافقة .. ودموعي على خدي سجام ..

وداعاً ...........

ما كنت أحسبني سأمسك قلمي أرثي حبيبة قلبي ..
ما كنت أحسب أني سأبكيها ..
لم أظن أنّا مخلدون ولكنها غفلة اجتاحتني ..
ضاعت كل المعاني .. وهجرني الشعر وأفانين البحور .. فيا عيناي جودا بدمعكما الغزير ..
رحلت .. أجل رحلت ..
أذكر أني قبل شهرين ودعتها وعانقتها .. وما ظننته الوداع الأخير .. ليت عناقنا طال .. ليتني استطعت أن أكلمها وأودعها ..
قلبي تفطر .. وفؤادي تقطع .. وروحي انشطرت .. فرحيلها فاجعة ألمّت بي ..
رحلت .. وقد تركت بصمتها واضحة على صفحة قلبي .. أذكرها جيداً حينما كانت تواسيني لما أصبت بقرحة في المعدة .. وقالت لي أنها شريكتي في ذلك .. حكت كيف أجريت لها عملية بالمنظار .. ومع هذا فكل كلمة منها كانت بها تواسيني .. وتحكي لي تجربتها .. وكأنها تقول لي : لا تقلقي عما قليل ستشفين ـ بإذن الله ـ .. أنا أعرف أنه مؤلم ولكنه كسحابة صيف عما قليل تنقشع ..
لا أنسى ضحكتها .. لا أنسى جدها .. ومزحها .. خفة ظلها .. بسمتها التي لا تكاد تفارق شفتيها .. إن أنساها فقد نسيت روحي ..

ما للعيون بدمعها رقراقة
ما للقلوب بأصلها تتقطع
قالوا ترحل في المساء حبيبنا
فقدت بلابله هنا لا تسمع

حبيبتي الراحلة .. التقيت بها في إحدى الدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم في الفصل الماضي .. كنت وإيها على قدم السواء .. كلنا معلمات ..
وكانت هي تدرس القراءة والكتابة لربات البيوت غير القارئات .. لمساعدتهن على تلاوة القرآن .. فأيُّ شرف حازته بمساعدة تلك المسلمات على قراءة القرآن ..
تآخيت وإياها في الدار .. وأيُّ أخوة تظنونها .. أخوة على مائدة القرآن ..
غاليتي الراحلة .. تعلم بصمت .. الهدوء .. دماثة الأخلاق ..حسن التعامل .. البشاشة .. التفاني في العمل ..كانت قدوة في الأدب .. الذي قال عنه رسولنا الكريم ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ :" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " .. فما أجمل أن تكون داعية بتعاملك .. بكلامك ..بكل أمور حياتك .. تحقق الإسلام على أرض الواقع ..
حبيبتي الراحلة .. هذه أول ليلة لها في قبرها .. اللهم ارحمها , واغفر لها , ووسع مدخلها , واغسلها بالماء والثلج والبرد , ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .. اللهم افسح لها في قبرها واجعله روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر النا .. اللهم يا أكرم الأكرمين ويا أجود الأجودين ارحمها واغفرلها وتجاوز عنا يا جواد ياكريم .. اللهم صلي وسلم على نبينا وحبيبنا محمد ..

وأنا هنا أعزي زوجها ـ شفاه الله ـ وأهلها ونفسي وكل من كن معنا في الدار .. حروفي هذه رسالة تعزية وبرقية مواساة لكل من افتقدها والأمة الإسلامية بأسرها .. فإنه لحزن على حزن أن تفقد حبيباً غالي .. وعاملٌ في حقل الدعوة إلى الله ..

ولا أجد عزاءا لي ولمن افتقدها إلا مصيبتنا بموت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وإذا ذكرت مصيبة تسلو بها
فاذكر مصابك بالنبي محمد
وكذلك إنه مما يسلينا في فقدها هو الثبات على الإسلام وعقيدة التوحيد .. فاللهم لك الحمد .

اللهم صلي وسلم وبارك على نبي الأولين والآخرين محمد بن عبد الله وآله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين ..

مغرب 2/ 2/1428هـ
الحزينة : أمل الحياة

21-02-2007, 02:07 AM	#1
أمل الحياة عـضـو تاريخ التسجيل: Oct 2005 المشاركات: 946	لفقدها فؤادي مكلوم .. وقلبي منفطر .. رحمها الله رحمة واسعة بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة .. إخوتي وأخواتي .. لا أدري من أين أبدأ ولا كيف أبدأ ؟؟ ... لكن أتمنى أن أجد عندكم ما يشد من عزمي .. ويواسيني .. سأدخل في الموضوع مباشرة .. اليوم دخلت المنتدى على عجل ولم أتصفح إلا مواضيع معدودة مررت عليها مرور الكرام .. وأخرى اكتفيت بقراءة عناوينها .. ومنها موضوع " وفاة أخت أبو عمر السعوي " دعوت لها بالرحمة وأدرت الإسم في رأسي هل أعرف هذا الإسم أم لا .. ثم أنهيت الاتصال وأغلقت الكومبيوتر .. ومن ثم قمت لصلاة المغرب .. ولعلي تأخرت قليلاً عن موعد " القهوة " كل يوم ولم آتي إلا بعد انتهاء أهلي من حديثهم عن قصة وفاتها ـ عليها رحمة الله ـ ثم التفت إليّ أمي تخبرني بها .. وكانت فاجعة بالنسبة لي لم أعلم أنها هي هي .. حاولت أن أتثبت من الموضوع .. اتصلت باثنتين ممن ضمنت أن أجد عندهم الخبر اليقين .. وكان الخبر صحيحاً .. ستسألون ما علاقتي بها .. إنها صديقتي .. رغم فارق العمر بيننا .. جمعتني بها جنبات دار التحفيظ .. حيث هناك التقينا وهناك افترقنا وما ظننته الفراق الأخير .. إخوتي وأخواتي .. أتمنى أن أجد عندكم بعض السلوى خصوصا إني لم أعلم بوفاتها إلا بعد دفنها .. لم أجد من يعزيني أو يواسيني .. وقد كتبت مقالاً هو لا يعدو أن يكون تسجيل لمشاعري المفجوعة في تلك اللحظة .. كتبته وطيفها يباريني .. وأنا بين مصدق ومكذب .. أعتذر عن ركاكة الأسلوب .. ولكن مشاعري خافقة .. ودموعي على خدي سجام .. وداعاً ........... ما كنت أحسبني سأمسك قلمي أرثي حبيبة قلبي .. ما كنت أحسب أني سأبكيها .. لم أظن أنّا مخلدون ولكنها غفلة اجتاحتني .. ضاعت كل المعاني .. وهجرني الشعر وأفانين البحور .. فيا عيناي جودا بدمعكما الغزير .. رحلت .. أجل رحلت .. أذكر أني قبل شهرين ودعتها وعانقتها .. وما ظننته الوداع الأخير .. ليت عناقنا طال .. ليتني استطعت أن أكلمها وأودعها .. قلبي تفطر .. وفؤادي تقطع .. وروحي انشطرت .. فرحيلها فاجعة ألمّت بي .. رحلت .. وقد تركت بصمتها واضحة على صفحة قلبي .. أذكرها جيداً حينما كانت تواسيني لما أصبت بقرحة في المعدة .. وقالت لي أنها شريكتي في ذلك .. حكت كيف أجريت لها عملية بالمنظار .. ومع هذا فكل كلمة منها كانت بها تواسيني .. وتحكي لي تجربتها .. وكأنها تقول لي : لا تقلقي عما قليل ستشفين ـ بإذن الله ـ .. أنا أعرف أنه مؤلم ولكنه كسحابة صيف عما قليل تنقشع .. لا أنسى ضحكتها .. لا أنسى جدها .. ومزحها .. خفة ظلها .. بسمتها التي لا تكاد تفارق شفتيها .. إن أنساها فقد نسيت روحي .. ما للعيون بدمعها رقراقة ما للقلوب بأصلها تتقطع قالوا ترحل في المساء حبيبنا فقدت بلابله هنا لا تسمع حبيبتي الراحلة .. التقيت بها في إحدى الدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم في الفصل الماضي .. كنت وإيها على قدم السواء .. كلنا معلمات .. وكانت هي تدرس القراءة والكتابة لربات البيوت غير القارئات .. لمساعدتهن على تلاوة القرآن .. فأيُّ شرف حازته بمساعدة تلك المسلمات على قراءة القرآن .. تآخيت وإياها في الدار .. وأيُّ أخوة تظنونها .. أخوة على مائدة القرآن .. غاليتي الراحلة .. تعلم بصمت .. الهدوء .. دماثة الأخلاق ..حسن التعامل .. البشاشة .. التفاني في العمل ..كانت قدوة في الأدب .. الذي قال عنه رسولنا الكريم ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ :" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " .. فما أجمل أن تكون داعية بتعاملك .. بكلامك ..بكل أمور حياتك .. تحقق الإسلام على أرض الواقع .. حبيبتي الراحلة .. هذه أول ليلة لها في قبرها .. اللهم ارحمها , واغفر لها , ووسع مدخلها , واغسلها بالماء والثلج والبرد , ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .. اللهم افسح لها في قبرها واجعله روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر النا .. اللهم يا أكرم الأكرمين ويا أجود الأجودين ارحمها واغفرلها وتجاوز عنا يا جواد ياكريم .. اللهم صلي وسلم على نبينا وحبيبنا محمد .. وأنا هنا أعزي زوجها ـ شفاه الله ـ وأهلها ونفسي وكل من كن معنا في الدار .. حروفي هذه رسالة تعزية وبرقية مواساة لكل من افتقدها والأمة الإسلامية بأسرها .. فإنه لحزن على حزن أن تفقد حبيباً غالي .. وعاملٌ في حقل الدعوة إلى الله .. ولا أجد عزاءا لي ولمن افتقدها إلا مصيبتنا بموت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإذا ذكرت مصيبة تسلو بها فاذكر مصابك بالنبي محمد وكذلك إنه مما يسلينا في فقدها هو الثبات على الإسلام وعقيدة التوحيد .. فاللهم لك الحمد . اللهم صلي وسلم وبارك على نبي الأولين والآخرين محمد بن عبد الله وآله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين .. مغرب 2/ 2/1428هـ الحزينة : أمل الحياة __________________ أختي \|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛\|أصداف\|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛\| جزاك الله خيراً على التوقيع آخر من قام بالتعديل أمل الحياة; بتاريخ 21-02-2007 الساعة 02:33 AM.