[السمو]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاأعلم مالذي يؤثر فيَّ عندما تتلى هذه القصة على مسمعي
أهو ذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم ، أم أنصاره رضوان الله عليهم أجمعين
أم هما جميعاً ، بحثت أتأمل فيها في صفاء الصحابة ونقائهم وصدقهم مع الحبيب
لنقف أولاً مع القصة ثم ندلف لنعرّج عليها :

كان صلى الله عليه وسلم مع الأنصار في غزوة حنين بعد قسمته للغنائم ، فقد أعطى صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم وترك الأنصار ، فبلغه أنهم وجدوا في أنفسهم ، فدعاهم صلى الله عليه وسلم ، وكان بينهم وبينه هذا الحوار الذي يرويه عبدالله بن زيد رضي الله عنه فيقول : لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس ، فخطبهم فقال : يا معشر الأنصار ، ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي ؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله بي ؟ وعالة فأغناكم الله بي ؟ كلما قال شيئاً قالوا : الله ورسوله أمنّ قال: ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال كلما قال شيئا قالوا : الله ورسوله أمن قال : لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا ، أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم ؟ لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها ، الأنصار شعار والناس دثار ، إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض [ رواه البخاري (4330) ومسلم (1061) ] .
...
ماإن علم صلى الله عليه وسلم لحزن الأنصار رضوان الله عليهم حتى اهتم لما أصابهم ثم بدأ يسرد أفضاله عليهم ( ألم أجدكم ، كنتم متفرقين ، عالة ... ) ثم يسألهم الحبيب ( مايمنعكم أن تجيبوا )
ثم قال ( لوشئتم قلتم كذا وكذا ) يقصد بها من مناصرته ومؤازرته صلى الله عليه وسلم ، فمع ذكره لمحاسنه لم ينسَ محاسنهم مع البون بينهما .
...
ثم يختم قائلاً ( أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله )
يالله ماهذا لهذا إلا كمثل البحر ومن يغرف من البحر ، فداك أبي وأمي يارسول الله ،
لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ثم يختم لهم بقوله ( ستجدون بعدي أثرة ) ثم يبلغهم الجنة
فيقول ( فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) .
...
وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) سورة التوبة .
...
ماأروع الحب وماأصدق المتحابين صلى الله على رسول الله ورضي الله عن الأنصار والمهاجرين
وجعلنا الله من اتبعوهم بإحسان .
...
والسلام عليكم وحمة الله وبركاته