[ابن حزم]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

مــــقــــدمــــة :

إن الكلام الوقت الحالي عن موضوع الاعلام والمصادر لهو كلام غموض ملبوس ومشبوه . وحق لاي شخص القول بذلك .

فاين المصادر الحقيقة التي تنقل لك الخبر العيان كما هو من غير زيادة ولا نقصان ومن غير اجحاف ولا اطراء ..

وإن المرء ليتنقاض حينما يقرأ للصحف زعمها بالحرية .. فحين نعتذر لها فلا يوجد احد يستطيع ينطق بالحرية كاملة كما هي .. و بالوجه المقابل تجدها يزعمون بقولهم اياها من دون مجاملة ولا اطراء .. بل قد وصل ببعضهم ان يضرب مثلها كمل شاهد العيان على الحدث .. وليس بغريب , قال صلى الله عليهم وسلم للاعرابي الذي سأله عن الساعة ( إذا ولي الامر لغير أهله فارتقب الساعة ) .

وانه حينما نتحدث عن الاعلام , فان الاذهان تشرد الى ( المرئي - المسموع - المقروء ) ..

دعنا نتكلم تخصيصا عن النوع الثالث ..

الا وهو المقروء ..

لـــــــــــــســــــــــت أفهم :

بادئ ذي بدء .. إنك لتستغرب من اقبال الناس على قرائيتها ( حرفا حرفا ) كأنه آيات من ذكر حكين او تفسير او حديث او موعظة .. لا يدع سطرا ولا كلمة بل قد يعيد قرائيتها ( مع صغر الحروف وتفاهة معظم مواضيعها ) إلا ما لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة .. والمصيبة ان من يقضي جل وقته في قرائة هذه الخرافات تجده قليل قرائة القران او الكتب العلمية .. ولعل الأخوة أعلم مني بهذا ..

إلا أن الامر المحير الذي بت لم استطع حله ولا فهم رغم استعانتي بالمحللين والسياسين و الفكاهين بل وحتى المتخلفين انطلاقا من ( خذ الحكمة من افواه المجانين ) ..

أقول : أن الامر الذي لم استطع فهمه هو أن تجد في صفحة الاخبار ( الاحتلال يقصف تكريت - الجيش الامريكي يقوم باطلاق صواريخ على مباني مدنيين ) و و قس على هذه من المواضيع التي يفهم اصغر العقلاء انه تنبذ وتناهذ امريكا برمتها ( بداية بالحكومة ونهاية بالجيش ) ..بل إن للكاريكاتير نصيب في ذلك .. حيث انه رسم ( الطائرات الامريكية التسع ) التي اسقطت بالعراق بالنواميس ( البواعيض ) والمقاومة باليد التي تسحقها .. والى هنا والكلام جميل ..

ومن ثم تستكمل جولتك الصحفية الى صفحة الوفود او الزيارات فتجد ( فخامة الرئيس الامريكي ) او خطاب من نائب الرئيس الامريكي : سوف نبقى اصدقاء او او او الخ .

اي بالجملة تجد التمجيد للرؤساء الامريكين الذي قتلوا القتيل وذهبوا لتشيع أهله ؟!!

هب أننا قطيع غنم ... كيف لنا ان نحدد موقفنا . هل نلقب الرئيس الامريكي بفخامة . ام بقائد جيوش الاحتلال ( الذي صرح بها شخصيا ) ...

ولعل هذا هو الزمن الي يخون فيه الامين يأتمن فيه الخائن ..