بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ... قصة الأمير الذي مات عطشاً ...

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 03-08-2002, 02:06 PM   #1
مجلجل
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2002
المشاركات: 22
... قصة الأمير الذي مات عطشاً ...



القصة ولكن بإسلوب أدبي .

أشرقت شمس ذاك اليوم ..... كانت بريئة جدا وهي تشرق .... لم تكن توحي بأي معنى من معاني القسوة .. وفي زاوية من زوايا الصحراء البعيدة ....
كان سمو الأمير يرقب مشهد الشروق وهو يدعو الله أن تنتهي الشمس عن إرسال جحيمها ، أو يعتريها الكسوف ....كان يدرك من خلال يومه الذي عاشه بين الموت والحياة ؛ أن لهب الشمس وقيظ الصحراء لن يبقياه طويلا ...

حمد الله واسترجع ..ثم خفق رأسه وراح في سبات عميق .... استيقظ وألسنة الشمس تأمره بالرحيل .. تلفت حوله ... لم يجد أحدا .... كرر النظر ولكنه أيضا لم ير أحدا ...

بحث عن قطرات من ماء تبعث حياته من جديد ، ولكنه كان لايرى إلا السراب ..

لم يفكر في الموت ، ولم يحن وقت التفكير فيه بعد ... كان على يقين أن الأزمة مسرعة إلى الانفراج .... ولن يبقى من مايراه غير الذكريات .

اتجه إلى شجرة بعيدة .. وقفت رغم عناد الشمس صامدة وقد جف منها كل شيء .. استلقى على الأرض بجانبها... لأول مرة في حياته يستلقي على الأرض هكذا ....

كانت الشجرة تبدو فوقه ، والشمس فوقهما ، وهو بين رحمة الشجرة وقسوة الشمس طائع مستسلم .

نظر إلى ساعته التي اشتراها ... اشتراها بكم .. بخمسة آلاف .. بعشرة آلاف .. لا يهم ... المهم ماذا لو طلبها أحدهم هذه الساعة بكأس ماء .. هل كان سيمنعه ..؟!

أغرورقت عيناه بالدموع ... مال برأسه حتى يدع لدموعه فرصة السيلان .. وراح يفكر في رفاهية الماضي القريب .. عاد ليحاول النظر إلى ساعته من جديد ... لم تكن دموعه لتسمح له بذلك .. انقلب إلى جانبه الأيمن ، ثم إلى جانبه الأيسر ، ثم اعتدل جالسا ... فلما تبين الساعة أخذته رعدة شديدة ..!

الساعة الثامنة صباحا ,,,,, يا الله .... الثامنة صباحا

غريبة هذه الصحراء ... كيف تكون الشمس بهذه القسوة ولا زلنا في ساعات الصباح الأولى .... استلقى على الأرض للمرة الثانية في حياته .. وراح يستعرض الأحداث السريعة التي مرت به ... أو بالأحرى مر بها .

استمر في لوم نفسه ...لم لم يذهب مع أعمامه حين ذهبوا إلى جنيف .. كيف رضي أن يستبدل بالجنات صحراء , وبالأمطار جدباوسرابا ... أي وطنية تلك التي منعته أن يذهب إلى هناك فيقبل المطر ويعانق النسيم ....

الوطنية التي تعلمناها في المدرسة هي تلك التي يتمثلها جميع المواطنين .. أما إذا كان السيد الوالي الكبير هو أول من ينتهك حمى الوطنية فلا مرحبا بها........

ابتسم ابتسامة كبيرة دمت لها شفته السفلى وواصل البكاء . خفق قلبه هذه المرة .... أحس أن أمرا ما ينتظره .. حمد الله واسترجع ... عاد إليه خاطره ... حاول أن لا يستسلم .. لكنه هذه المرة أخفق ..

كيف لم يفكر في الموت !! وهل أخذ عهدا على الله ألا يموت في الصحراء عطشا وهو ابن الأكرمين !! اعتدل جالسا ولكن ببطء ، نهض واقفا , تحرك جيئة وذهابا , حاول أن يصرف هذا الخاطر عنه ولكن دون جدوى

بقي ساعة كاملة .. وهو واقف بإزاء الشجرة لعل أحدا يراه .... التعب والإعياء قد بلغا منه مبلغا عظيما ... لم يعد يستطع مواصلة الوقوف ...

سقط على الأرض .. واحتوته دوامة من الذهول .. كانت الشمس قد توسطت كبد السماء .... لم تبق مساحة للظل .. بقي جسده تحت وهج الشمس .. لم يستطع أن يتحرك .. استسلم لقضاء الله وقدره ...

أدرك أنه لن يعيش حتى يصلي الظهر ... جسده ممد على الأرض ويداه إلى الجانبين .... رفع يديه عن الأرض .. ارتفعت قليلا ثم سقطت .. عد ذلك كافيا للتيمم ..

توجه إلى الله بقلبه ، واستجمع كل مابقي من صوته , وصرخ الله أكبر.. خرج هذا الصوت ضعيفا .. وخرج معه آخر نفس من أنفاسه .. وانتهت قصة أمير مات غرقا في الصحراء . رحمه الله وأسكنه فسيح جنته
=====================
ولكن كيف بهذا المنصب ولا يوجد معة جوال ؟؟
الله يرحمه ويرحم الجميع
__________________
مهمتي أن ابلغ عن الحقيقة ....

مجلجل غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:02 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)