بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » التقريب بين السنة والشيعة

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 23-03-2007, 04:13 PM   #1
عبد الله الحميدة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 36
التقريب بين السنة والشيعة

إن افتراق الأمة الإسلامية إلى عشرات الفرق أمر تثبته النصوص الشرعية و الأحوال الواقعية .
والكُل من المخلصين لهذا الدين العظيم لا يريدون انقسام الأمة وتشرذمها وتصادمها الذي يُفرِح الأعداء من يهود وصليبيين وغيرهم .، بلهَ ويستفيدون منه .
ومما هو معلوم أن بعض الطوائف الإسلامية أقرب إلى أهل السنة والجماعة من بعض ، بل هذا داخل الطائفة نفسها من حيث التعصب من عدمه .
والبعض يقسمون المسلمين إلى قسمين : سُنة : ويشمل أهل السنة والجماعة وكذلك الأشاعرة والكرامية ... ونحوهم ، وإلى شِيعة : وأول ما ينصرف الذهن إلى الجعفرية [ الإثنى عشرية ] بتفريعاتهم ( شيخية .. أصولية .. ) وهذا لكونهم أقدم الطوائف الشيعية وأكثرها عدداً وأغزرها إنتاجاً فكرياً فيما يتعلق بمذهبهم ، وأمر آخر مهم ألا وهو ثقلهم السياسي كما في إيران والعراق لبنان .، ويدخل من ضمن هذا القسم طبعاً الإسماعيلية والزيدية والكيسانية ... وغيرها .
وحتى يكون معلوماً لدى الجميع فبعض الطوائف السنية قد تقترب وتشترك مع الشيعة في أمور مهمة بل قد يصل الحال لدى بعضهم حد التعصب ضد أهل السنة وتحديداً ضد السلفيين ، فمثلاً المعتزلة في باب الأسماء والصفات عقيدتهم فيه نفس عقيدة الرافضة ، ويشترك الصوفية ومتعصبيهم مع الشيعة بجامع الغلو في الصالحين وتعظيم القبور والطواف حولها. ومن يقرأ تفسير الزمخشري ورسائل الجاحظ ويتـابع حلـقات [ الجفري ] لا يغيب عنه ذلك .
هناك تقسيم مهم للشيعة يذكره بعض أهل العلم كابن تيمية وغيره وهو أنهم ينقسمون إلى : المفضلة : وهؤلاء يرون أحقية علي رضي الله عنه بالخلافة على عثمان رضي الله عنه ومنهم من هو موقفه سياسي بحت أكثر من كونه موقف شرعي كالشاعر الفرزدق وغيره ، وربما يمثل هذا في الوقت الحاضر غير المتعصبين مِن مَن يرى عدم الطعن في الخليفتين أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وبقية الصحابة رضي الله عنهم وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهن كما لا يوافقون على عقيدة المهدي المنتظر عند الشيعة والخُمس ومراسم عاشوراء .. وغيرها ، ولعله يأتي في مقدمة هؤلاء الزيدية وغير المتعصبين من الجعفرية مثل الدكتور موسى الموسوي والدكتور احمد الكاتب .
المتعصبون المتوسطون : وهؤلاء معظم عوام الشيعة . الغلاة : وهم من يؤلهون علي رضي الله عنه ويدخل فيهم بالدرجة الأولى العلويون ، والمشكلة أن الغلو لدى القسم السابق يدخلهم في هؤلاء وبالذات الزعماء والعلماء .
هناك من يريد من مسألة التقريب بين السنة والشيعة تنازل السنة وقبولهم التام للشيعة بما يحويه مذهبهم دون أي تنازل من الشيعة كما لو كان الأمر حوار دبلوماسي بين حزبين سياسيين داخل بلد واحد !
يريدون سكوت السنة وعدم إثارة أي موضوع يثير الفتنة ولو كان هناك ما يثير الفتنة أصلاً موجود في كتب وتسجيلات الطرف المقابل !.
كل ذلك بحجة أكثرية السنة وسيطرتهم ولعله لم يغب عن أذهانهم تفرقهم ( السنة ) وتناحرهم وضعفهم .
هم بهذا يخدعون أنفسهم ويخدعون غيرهم وهم يجرون وراء السراب شعروا بذلك أم لم يشعروا .
فالحوار إذا أريد له أن ينجح فلابد من الصراحة والوضوح . وأين هذه الصراحة مما يجري !؟
لقد حاول الكثير من أهل السنة كالشيخ د . محمود شلتوت مفتي مصر عفا الله عنه ، والشيخ علي السالوس والشيخ مصطفى السباعي رحمهما الله وتبين للأخيرين بالذات بشكل واضح الخداع الذي يتعمده قادة الفكر الشيعي ، كما انقلب على الضد الشيخ محب الدين الخطيب وألف كتابه [ الخطوط العريضة ] وحقق مختصر الذهبي على منهاج السنة لشيخ الإسلام ، فرحمهم الله جميعاً .
لأن المشكلة تكمن في الأساس أن الخلاف في الأسس وليس في الفرعيات كما يصوره البعض مثل د . محمد سليم العوا عفا الله عنه ، أتصور البعض ربما لا يحيط علماً بالمذهب الشيعي وما هو عليه من طوام كالقول بتحريف القرآن وتكفير الصحابة ومن بعدهم والغلو في الأئمة .. و.. و..، أو أن الأمر هو مجرد انخداع بتصريحات حزب الله وأسياده في طهران ومشروعهم النووي والتي تصيح ضد الشيطان الأكبر والوقائع والتقارير تثبت خلاف ذلك ويريد البعض ألا يعكر على هذه المنجزات بزعمه .
هل هي سخرية وضحك على الذقون التي يمارسها علي تسخيري !؟
إنه إذا سئل عن أوضاع السنة في إيران وما يعانون منه ، ومزار أبي لؤلؤة المجوسي ومحاولة نشر التشيع بين السنة .. يقول : البعض يثير الفتنة عبر مواضيع .. يصفها تسخيري بأنها سخيفة .. وأنها ضد الوحدة الإسلامية التي تسعى إليها جمهورية إيران الإسلامية ..! عجيب إنه يحاول دعوة من يسأله عن كل هذا إلى اعتناق التشيع عن طريق البوابة الإيرانية بزعم أنها تسعى لقوة المسلمين وهذا ما ينخدع به البعض وللأسف لشديد .!
أن الحوار يجب أن يكون الند للند لا خداع ولا تغرير بل وضوح، والعاقل يستطيع أن يميز الغث من السمين وحينها لا مانع من [ الحوار ] وليس التقريب كما ذكر ذلك خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وفقه الله في حواره الأخير مع جريدة السياسة الكويتية .، إنه لمن الممكن التعايش في الوطن الواحد بين مذهبين وذلك من خلال حوار يهدف إلى عدم التقاتل الداخلي الذي يضر بمصلحة البلاد، بل هذا ممكن حتى على مستوى دينين مختلفين وذلك إذا تم من خلال العقلاء فلكم دينكم ولي دين فهي ليست وحدة أديان ومذاهب بل هي تفاهم وحوار قال تعالى : (( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء ... )) الآية , وقال سبحانه : (( لتجدنّ اشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدنّ أقربهم مودةً للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى لك بأنهم قسيسين ورهبان وأنهم لا يستكبرون )).
إن الذي نريده فعلاً هو تغليب مصلحة الأمة على الأطماع فلا يكون التيار ( مثلاً حزب الله في لبنان ) فوق مصلحة الأمن القومي للدولة ولا دولة مسلمة ( إيران ) تضر بالمصالح الإقليمية للدول الإسلامية والعربية الجارة في المنطقة، لقد تبين للكثير من خلال أحداث العراق و لبنان مدى انخداعهم وراء الشعارات الزائفة وأن المشكلة لدى الكثير من الشيعة التبعية المطلقة لأشخاص ( السيستاني وغيره ) وكيانات ( إيران وأتباعها في العراق كحزب الحكيم والتيار الصدري ) ،ولعل من كانوا يدعون لقبول الآخر تبين لهم من خلال هذه الأحداث وغيرها من أحداث الرسوم المسيئة لخير البرية محمد صلى الله عليه وآل وسلم مدى عُقم دعواهم وعدم جدواها ، فالأولى بهم استبدال منهج القبول بالحوار الصريح على أي مستوى كان مذهبياً كان أم دينياً.
عبد الله الحميدة غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:21 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)