بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » أخـــبـــار بــريــــدة » صالح الرجيعي كما عرفته

أخـــبـــار بــريــــدة كل ما يهم مدينة بريدة

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 25-03-2007, 05:31 PM   #1
الوسم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 15
صالح الرجيعي كما عرفته

هذه الورقات اعطاني إياها معلم الأخ صالح رحمه الله الشيخ ( محمد المطرودي) داعية في وزاة الشؤون الإسلامية في المنطقة الجنوبية وأراد نشرها وفاء لهذا الرجل الطيب
" صالح كما عرفتك:
سلام على الاخوان في الدين أينما
تولوا لسفر أو أرادوا مخيما

إني أكتب والقلم يبخل عليَّ بمداده ... والفؤاد مكلوم .. والعين باكية ....
قالوا سهرت وفي فؤادك حرقة
تدمى وألف سؤال يتردد
ودموعك الملأ بألف حكاية
رسمت على خديك ناراً تُوقد

توفي صباح اليوم زميل محبوب يعز علينا فراقه إنه الشاب الصالح :
صالح بن عبد الله الرجيعي
يبلغ من العمر حوالي 21 سنة ، وهو شاب نشأ في طاعة الله تعالى ولا نزكي على الله أحداً.
رحم الله فتىً قد
هذب الدين شبابه
ومضى يزجي إلى
العلياء في عزم ركابه
مخبتا لله قلباً
صير الزاد كتابه
واردا من منهل الهادي
ومن نبع الصحابة
إن طلبت الجود منه
فهو دوما كالسحابة
أو نشدت العزم فيه
فهو ضرغام بغابة
متقٍ لله تعلو
من يلاقيه المهابه
جاذبته النفس للشر
فلم يبدي استجابة
رق منه القلب لكن
زاد في الدين صلابة
بلسم للأرض يمحو
عن محياها الكآبة
والشاب صالح أعمى البصر فقد بصره عندما كان صغيراً يبلغ من العمر حوالي السنة والنصف.
لم تبصر العين لكن الفؤاد يرى
بنور خالقه من بعد أميال
شاب لم تكن له صبوة ، رزقه الله صوتاً نديا بالقرآن، وذاكرة خارقة ، مكنته بعد فضل الله تعالى من حفظ القرآن وكتب أخرى كثيرة في قصة تجسد الحرص الشديد على العلم.
إن هذا الشاب منذ كان صغيراً في المتوسطة أتى به خاله وقال : هذا الأخ صالح أحب أن يتعلم عندكم وهو كما ترى أعمى ويحتاج إلى عناية كبيرة في تعليم؛ فقبلت على استحياء فماذا أستطيع أن أقدم لشاب أعمى !! وبدأ المشوار بحفظ القرآن الكريم فأتمه في شهر رمضان 29/ 9/1423هـ فكان العيد أعياداً بإتمام حفظ القرآن وكان عمره 17 عاما .
أَريدُ سُلُوَّكُم وَالقَلبُ يَأبى
وَأَعتِبُكُم وَمِلءُ النَفسِ عُتبى
وَأَهجُرُكُم فَيَهجُرُني رُقادي
وَيُضويني الظَلامُ أَسىً وَكَربا
وَأَذكُرُكُم بِرُؤيَةِ كُلِّ حُسنٍ
فَيَصبو ناظِري وَالقَلبُ أَصبى
وَأَشكو مِن عَذابي في هَواكُم
وَأَجزيكُم عَنِ التَعذيبِ حُبّا

ولما كان القرآن لابد من علم يبين أسراره بدأ مشوار العلم وكانت المدة التي قضاها مترددا على المسجد قرابة خمس سنين فحفظ المتون التالية:
1- نواقض الإسلام.
2- القواعد الأربع.
3- ثلاثة الأصول.
4- الأربعين النووية بالإسناد.
5- لامية ابن الوردي 74 بيتاً.
6- البيقونية في المصطلح.
7- أخصر المختصرات في الفقه.
8- كتاب التوحيد.
9- عمدة الأحكام.
وأذكر أنه لما انتهى من حفظ القرآن قلت له : يكفيك ما نلت من الخير بحفظ القرآن فلا تشق على نفسك فلا تقارن نفسك زملائك ؛ فقال إني أستطيع أن أحفظ مثلهم ، فلم أمانع حفاظاً على مشاعره فهو رجل ككل رجل لا يحب أن يتصور أنه غير قادر على ما يستطيعه الآخرون.
وفعلاً قال عندي آلة طابعة ( إبرايل ) لكني أحتاج إلى روق خاص، فاحضرنا له أوراقاً من الرياض من إحدى المطابع المتخصصة ؛ وبدأ مشوار النسخ الشاق ، ومن جرب عرف مشقة ذلك ؛ ورزقه الله بزملاء يحبونه ويخدمونه فكانوا يتناوبون كل يوم على قراءة النسخ الذي يريد أن ينسخه وهو لا يمل من طول الجلوس ، بل كان في الحقيقة مصدر تشجيع كلما تكاسلت نفوسنا.
فأتم نسخ الكتب التسعة السابقة بنفسه ، في وقت لا يهتم بهذه الشريحة من المجتمع والذي أعلمه أنهم لم يخدموا بكتب كثيرة علمية وثقافية، وأذكر أني في أحد الرحلات إلى دول الخليج أتينا بمجموعة من الكتب ففرح بها فرحا عظيماً.
وهو كما قال بعضهم:
مُسافِرٌ في ضَمِيْرِ الكَوْنِ ماتَعِبَتْ *** رِجْلايَ أَرّتَحِلُ الأَمْجَادَ والظَفَرا

أما الرحلات والسفر فكان لا يتخلف عن رحلة أو سفرة بل كان يضفي عليها كثيراً من المتعة وهو أعمى وكنا نحرص عليه لأن مخالطته لزملائه في السفر تطور شخصيته وتزيد من معارفه الأخلاقية.
وكان مؤدباً إلى أقصى حدٍ خاصة عندما يسأل أو يتعلم أو يسمع ويفيد فيه النصح بشكل واضح ويتأثر.
وأذكر في أول لقا بيني وبينه وكان في البيت قال:" إن ابن باز كان أعمى!!" فلا أنسى له هذه الهمة والسمو.
أما الكتب والدروس التي حضرها فهي كثيرة جدا كالعقيدةِ والفقهِ والأصولِ والنحوِ منها على سبيل المثال":
م الكتاب
1 نواقض الإسلام
2 القواعد الأربع
3 ثلاثة الأصول
4 المقدمة القيروانية
5 كتاب التوحيد
6 إبطال التنديد
7 العقيدة الواسطية
8 شرح الواسطية للعلامة الفوزان
9 شرح السنة للبربهاري
10 الإبانة الصغرى لابن بطة
11 الأربعين النووية
12 عمدة الأحكام
13 كتاب الفتن من الجامع الصحيح
14 كتاب الرِقاق من الجامع الصحيح
15 البيقونية في المصطلح
16 الإتقان في علوم القرآن للسيوطي
17 تفسير الجلالين
18 أخصر المختصرات ( العبادات )
19 كتاب المناسك ( الروض المربع )
20 كتاب المناسك( الممتع للشيخ ابن عثيمين رحمه الله )
21 منسك شيخ الإسلام ابن تيمية
22 كتاب الصيام ( الممتع للشيخ ابن عثيمين رحمه الله )
23 تذكرة السامع والمتكلم
24 وصية الذهبي لأحد طلابه
25 أيها الولد المحب للغزالي
26 لامية ابن الوردي في الآداب
27 رسالة ابن القيم في حكم السماع
28 تجريد التوحيد المفيد للمقريزي
29 دورة في الآداب
30 دروس تربوية
31 الكبائر للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
32 إتحاف المسلم ( صحيح الترغيب والترهيب )
33 تزكية النفوس ( مختارات من أقوال السلف )
34 نور الاقتباس لابن رجب رحمه الله



فكانت مسيرته العلمية مباركة ؛ فحباه الله تميزاً ظاهرا على صغر سنه.
أما مرضه رحمه الله فكان مصاباً بأورام – عافانا الله وإياكم –
والعجيب أنها كانت في عينيه ؛ وقد أجريت له فحوصات كثيرة في الرياض ومكث هناك ما يزيد عن شهرين كان خلالها - والحق يقال - هو الذي يتصل علي كل يوم ويطمئني على حاله ؛ وكان يقول في كل اتصال: " أنا لا أرد قدر الله والشفاء بيده وأنا اعمل الأسباب " فلم يكن يتشكى مع شدة الألم ؛ ثم نقل إلى ألمانيا قبل شهر على نفقة الأمير سلطان بن عبد العزيز ورجع بعد أيام ليرقد في المستشفى التخصصي في مدينة بريدة ومكث فيه أكثر من أسبوع ووفاه الأجل صباح هذا اليوم وصلي عبيه عصر اليوم في جامع محمد بن عبد الوهاب ( الخليج ).
وطويت صفحة مشرقة يبقى منها الذكر الحسن الذي يرتقي بالهمة ويوقد العزيمة و من الآلام تنبثق الآمال .. والمحن صانعة الرجال .. وخفقات الريح بالأسحار .. تؤذن بوليد مجيد .. وحينها تتقد العزيمة .. وتردفها الإرادة .. لتشرق الأرض بنور ربها ...
فإن عدمناك أبا أحمد بحسدك لم نعدم عبق ذكراك الندية التي تشد من عزمنا وتجعلنا أكثر تفاؤلاً ...
كلما زادت عليَّ المحن
وتوالت إحنٌ لا تهنُ
وكروب يصطفيها الزمن
وظلام كافر أو فتنٌ
فلتطهير وتدريب عميق
واختيار الذهب الصرف الحقيقي
وإذا عاندت يوما يا رفيقي
فلأني قد تبينت طريقي

إن ذوت في الغصن بعض الورقات
وتهاوت للثرى مستبقات
ورمتها الريح في وادي الشتات
فعلى الأغصان زاهي الزهرات
وهنا طلع رضي النفحات
فتعلم .. ذاك عنوان الحياة
خسئ الساقط من ماضٍ وآت
إن مضى فليمض ملعون الممات
وإذا ما حِرت يوما يا صديقي
لنمائي ولإيماني الوثيق
فاعتبر ... إني تبينت طريقي ...
فهذا كلمات متطايرة أجزم أنها غير مترتبة لكن يجمعها الحب الصادق والطريق الواحد ، والهم المشترك... كتبتها على وهن في الفؤاد .. وكلل في الخاطر .. وجدبٍ في الترتيب ...ولكن حسبك أنها:
زخات من قلم متيم .... ومعانٍ سمقت من فؤاد مكلوم
اللهم أرفع درجته في الهديين وأخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين
إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا أبا أحمد لمحزنون ولا نقول إلا ما يرضي الرب
كتبه محمد بن عبد العزيز المطرودي - نجران
"
فغفر الله للأخ صالح وأسنة فسيح الجنات.

آخر من قام بالتعديل الوسم; بتاريخ 25-03-2007 الساعة 05:34 PM.
الوسم غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:09 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)