[مريم عبدالعزيز]

لا شك أن القرآن نعمة باقية إلى يوم القيامة {كِتَابٌ فُصِّلَتْ ءاياتُهُ} أي كتابٌ جامع للمصالح الدينية والدنيوية، بُيِّنت معانيه، ووُضِّحت أحكامه، بطريق القصص والمواعظ والأحكام والأمثال، في غاية البيان والكمال

قُرْآنًا عَرَبِيًّا} أي في حال كونه قرآناً عربياً، واضحاً جلياً نزل بلسان عربي.

{لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} أي لقومٍ يفهمون تفاصيل ءاياته، ودلائل إعجازه، فإِنه في أعلى طبقات البلاغة، ولا يتذوق أسراره إلا من كان عالماً بلغة العرب.

{بَشِيرًا وَنَذِيرًا} أي مبشراً للمؤمنين بجنات النعيم، ومنذراً للكافرين بعذاب الجحيم .

{فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ} أي فأعرض المشركين عن تدبر آياته مع كونه نزل بلغة عربية، فهم لا يسمعون سماع تفكر وتأمل،
فأعرض أكثر أولئك القوم مع كونهم من أهل العلم!!، .. لماذا؟؟..

لأنهم لا ينظرون بحب لكلام الله عز وجل،.. كيف تطلب من من لا يحبك ان ينظر اليك؟!!.. ولهذا، هم فضلوا الإعراض عن هذا الكتاب، لأنهم لا يحبونه ، ووجدوا في منهج المضلين تنفيسا للغل والكراهية الدفينة في قلوبهم منذ ان اشرقت الأرض بنور الاسلام.

فكيف يستطيع متبعي الخرافات الاستماع الى هذا الكتاب سماعاً ينتفعون به، وهم يكرهونه؟ اساسا؟..

وكيف يستطيع الفجار النظر الى ما احتوى عليه هذا القرآن العظيم من الحجج والبراهين، وهم قد غطوا قلوبهم في أغطية متكاثفة، لا يصل إليها شيءٌ من الدعوة الى التوحيد والإِيمان،؟؟.. وجعلوا في آذاننا صممٌ وثقلٌ تمنعهم من دخول صوت القرآن الكريم اليه؟؟ ،.. ووضعوا في آذانهم مادة تمجُّ الحقَّ ولا تميل إلى استماعه ، أي ترفضه، ولهذا أصبح بينهم وبين النور حاجزا ظلاميا ،.. فكيف تمكن الحق من اختراقه .. فهم معذورون في عدم إتباع الحق لوجود المانع.